أموات غير أحياء ولكن لا يشعرون
كتب / حمدي دوبلة
أكثر ما ميز القمة العربية في دورتها الـ28 في الأردن تلك المشاهد المضحكة المبكية في آن واحد والتي عكست مستوى الضعف والهوان الذي بات عليه قادة الأمة حالياً لم يكترث أحد من الشعوب العربية عامة والشعب اليمني خاصة لهذه القمة المنعقدة على مقربة من البحر الميت فهي ميتة قبل أن تلتئم ولعل الصور التي التقطتها عدسات مصوري وكالات الأنباء العالمية والقنوات الفضائية للفار هادي وآخرين وهم يغطون في سبات عميق قد أكسبتها بعض الإثارة والجاذبية ليس إلا.
وبدا الرئيس اليمني “المزعوم” سعودياً غارقاً في النوم كعادته ولم يكن لوحده من غالبه النعاس في افتتاح قمة “الميت” ما ميز الكويتي ورئيس جيبوتي كان أيضاً في عالم الأحلام السريرية أما الرئيس المصري الذي سلم راية القيادة العربية لملك الأردن فقد فضل الانسحاب أثناء كلمة أمير قطر تميم بن حمد في موقف أثبت مجدداً حجم الخلافات والتباينات التي تعصف بدول جامعة أبو الغيط وبحسب مراقبين فقد أثار حفيظة الرئيس السيسي الدفاع الصريح الذي أبداه أمير قطر عن جماعة الإخوان المسلمين وجماعات إرهابية أخرى ليرى على ما يبدو بأن الانسحاب أفضل.
ولم تتوقف عجائب قمة البحر الميت عند هذا الحد فقد سقط الرئيس اللبناني ميشيل عون مغشياً عليه في وقت كان القادة يستعدون لالتقاط صورة جماعية قبل لحظات على بدء القمة.. أما حاكم دبي فقد زل هو الآخر وسقط من على سلم الطائرة بمجرد وصوله الأردن ليحاكي سقوط بلاده في اليمن وبلدان عربية أخرى.
وظهر المقعد السوري شاغراً كما هو حال المقعد اليمني الذي يشغله رئيس منتهي الصلاحية لكنه كان أبرز الحاضرين الغائبين وراح يغط في سباته العميق وتعيش الأمة العربية أسوأ مراحلها بسبب الصراعات المشتعلة في المنطقة بسلاح وبتمويل خليجي صريح وأثبتت هذه القمة أنها أفشل القمم العربية على الإطلاق منذ إنشاء الجامعة العربية وبالتحديد منذ إقرار دورية القمة السنوية بمبادرة يمنية وظهر المشاركون فيها أمواتاً غير أحياء ولكن لا يشعرون.