الثورة نت| متابعات
الساعات الأولى صباح الـ 26 من مارس 2015م الرجلان الثاني والثالث في النظام السعودي يدلفان الى قاعدة الملك سلمان بالعاصمة السعودية الرياض حيث مركز القيادة الجوية المركزية للطائرات التي حلقت توا لشن اولى الغارات الجوية على اليمن مستهدفة مطار صنعاء وحيا سكنيا بجواره.
كانت صنعاء تغفوا حينها على مشاعر تفاؤل بالانفراج في الازمة السياسية إثر حوار مثمر قاده الوسيط الاممي السابق جمال بن عمر في صنعاء واعلانه التوصل الى حل سياسي شامل من قبل القوى السياسية اليمنية سيجري إعلانه رسميا خلال ساعات، فاستفاق سكانها على ذعر الغارات المفاجئة ووزير خارجية السعودية يعلن من البيت الابيض بدء العدوان على اليمن وانطلاق عاصفة الحزم.
ومشاهد بن نايف وبن سلمان ممسكا بسماعة الهاتف في غرفة القيادة الجوية المركزية لعاصفة الحزم بقاعدة الملك سلمان بالرياض تطوف شاشات التلفزة لأيام واسابيع، لقد استفاقت الحمية السعودية وولى التخاذل العربي ولكن ليس بمواجهة “إسرائيل “طبعا، ولأشهر تغنى الاعلام السعودي والخليجي بصور المحمدين يتابعان أولى لحظات إطلاق عاصفة الحزم .
مساء الـ 18 من مارس 2017م صاروخ باليستي يمني مطور محليا يضرب قاعدة الملك سلمان في الرياض ويدوي الانفجار في غرفة القيادة الجوية المركزية للعدوان على اليمن ويعود مشهد اعلان الحرب الى الذاكرة سوداويا .
وبعد اقل من عامين عادت قاعدة الملك سلمان ومركز انطلاق عاصفة الحزم، الى الواجهة ، فأيقونة الحزم السعودي بوجه الاعداء في المنطقة هزها انفجار مدو، غير متوقع ،وان كانت القبضة البوليسية الشديدة والقاسية جدا منعت انتشاره الى وسائل الاعلام والشبكة العنكبوتية ودفعت بالمغردين السعوديين الى النوم على غير العادة، فلقد رصدته الأقمار الصناعية وعيون استخبارات الدول الصديقة والعدوة للرياض، وبين الأصدقاء شامت ومتشف تدرك الرياض ويزيد في حنقها ذلك.
بين مارس 2015م ومارس 2017م ثمة مسار انتصار واضح، هناك جرائم ارتكبت وترتكب وقوة نارية تسكبها السعودية وحلفها دون حساب على مدى عامين من العدوان، لكن النزال يحسم دوما بالنقاط في جسد الخصم وليس بمن يهيج في اركان الحلبة، وهذا ما يفعله اليمنيون بتركيز شديد وذكاء عميق ضمن استراتيجية وخيارات استراتيجية كبرى وضعت مع بدء الحرب ومكنتهم من استهداف الرياض وقلب المعادلة كما هو حاصل اليوم.
وفي المقابل لم يكن لدى السعودية خطة طويلة الاجل وفقا للصحافة الغربية حين أطلقت حربها، اذ لم يكن الامر سيستغرق بنظر أكثر المتشائمين في دوائر التحالف سوى أسبوعين الى أربعة أسابيع من القصف المكثف والحصار المطبق، ويعلن اليمنيون وحركة أنصار الله المعنية الأولى بالحرب من قبل الرياض الاستسلام، لكن الاستسلام لم يأت ووفد أنصار الله لم يغادر صنعاء.
بعد اقل من شهر على بدء العدوان السعودي الأمريكي على اليمن، وفي21 ابريل 2015م اضطرت الرياض الى إيقاف عاصفة الحزم، وتذرعت وزارة الدفاع السعودية بزوال كافة التهديدات التي تشكل تهديداً لأمن السعودية والدول المجاورة، وبعد أن تم تدمير الأسلحة الثقيلة والصواريخ البالستية والقوة الجوية اليمنية وبدء عملية إعادة الأمل وفقا للإعلان السعودي حينها.
لكنه وفي 6 يونيو2015م ضرب صاروخ باليستي يمني قاعدة خالد بن عبد العزيز الجوية في خميس مشيط ومن بين القتلى قائد القوات الجوية السعودي الفريق الركن محمد الشعلان اضافة الى خبراء ومستشارين صهاينة وأمريكيين، تفاجأ السعوديون بالهجوم، وتكتموا على الخسائر قبل وفاة قائد القوات الجوية السعودية ووالاضطرار الى الاعلان انه توفي في مهمة خارج البلاد، ليتوجب على السعوديين منذ ذاك الوقت مراقبة السماء بعد ان ظنوها صديقة.
ومنذ ذلك الحين ايضا وجدت السعودية نفسها بحمق تنجر وراء أوهام نسجها مرتزقة ومنتفعي الداخل وتجار الأسلحة الدوليين، فيما خاض اليمنيون معركة قاسية وحرب ادمغة لكسر الحصار، فتوالى الإعلان عن أجيال الصواريخ المحلية الصنع “زلزال وثاقب والصرخة والصمود ” وعمل خط اخر على تعديل صواريخ قديمة واعادتها للعمل كصواريخ سكود وصواريخ سام ارض جو، وتوالت الضربات الصاروخية على الأهداف السعودية-108 صاروخ باليستي اطلقت على اهداف في الداخل وماوراء الحدود- وبلغت الصواريخ اليمنية مناطق الوسط في المملكة قاعدة الطائف الجوية والقاعدة الجوية بمطار جدة .
وبموازاة النجاحات الصاروخية ، وعلى الارض، نجح اليمنيون في استملاك السماء مجددا وبث الجيش واللجان صورا لطائرة بدون طيار”قاصف1″ تنفذ هجوما جويا ضد موقع سعودي في جيزان ،كما عرض التصنيع العسكري اليمني صورا لعدد من طائرات بدون طيار، أعلن السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي قائد الثورة الشعبية انه جار العمل على تطويرها لتصل مديات ابعد، ووعد بالمزيد من المفاجئات على صعيد استرجاع الأجواء التي تفاخر التحالف بسيطرته عليها في غضون ربع ساعة، .
لكن الخطوة الأبرز يمنيا في مسار الحرب بعد ضربتي صافر وباب المندب الشهيرتين، تمثلت بقصف قاعدة المزاحمية جنوب الرياض على بعد 40 كيلومتر تقريبا في تجربة عملانية لصاروخ “بركان2″جرى تعديله وتطويره ليجتاز أحدث منظومات الدفاع الجوي أمريكية الصنع.
واعتبرت القوة الصاروخية اليمنية في بيان تال لها عقب الإعلان عن نجاح قصف قاعدة المزاحمية أن “تحييد منظومة باتريوت باك3 إنجاز نوعي كبير على صعيد حرب الأدمغة المشتعلة بين اليمن وقوى العدوان” مشيرة إلى أنها تمكنت “في فترة وجيزة وفي ظروف بالغة التعقيد وبعقول وطنية من تعديل ميزان الردع لصالحها بعد أن كان لصالح العدو”
العائلة المالكة السعودية كانت مطمئنة بقدر كبير وهي تشن عدوانها على اليمن الى الحماية الجوية لباتريوت ولربما انخدعت دون غيرها بتصريحات العميد احمد عسيري وتقارير الخبراء مدفوعي الاجر بان قدرة اليمنيين على إطلاق صواريخ تضاءلت إن لم تكن تلاشت تماما بنهاية عاصفة الحزم، ومع تعرضها لمزيد من الضربات الصاروخية زودت امريكا السعودية بداية 2016م بمنظومة دفاع جوي هي الاحدث لديها باتريوت “باك3” وبلغت قيمة الصفقة 4,5 مليار دولار.
ولا يعفى الطرف اليمني من خوض لعبة الخداع مع السعودي ، اذ توقف إطلاق الصواريخ الباليستية على الاراض السعودية برهة، ونام امراء ال سعود على حرير باتريوت “باك3” قبل ان يتفاجأ الجميع بصاروخ “بركان2” يطرق مزاحمية الرياض، وترغم العائلة المالكة السعودية على ارتياد الملاجئ وترك حياة القصور، ولم يعد القادة العسكريون اليمنيون او قادة انصار الله وحدهم من يحتاطون في سكناهم وتحركاتهم، وفي هذا مؤشر للربح أيضا.
وللوقوف بصورة جلية على عمق الإنجاز اليمني ومسه بإحدى أعمدة التفوق الأمريكي صرح جنرال امريكي غاضبا ان دولة حليفة في الشرق الأوسط “قاصد السعودية” تطلق صاروخ باتريوت ثمنه 3ملايين دولار باتجاه طائرة بدون طيار لا يتجاوز ثمنها 200 دولا ، وهي لربما محاولة لصرف الأنظار عن اخفاق المنظومة الامريكية الاحدث للدفاع الجوي والتي لا يمكن تعويضها قريبا والرمي بوزر اخفاقها على المشغل السعودي ، وفي المقلب الاخر للعدوان دفع االاخفاق بالامارات الى شراء منظومة دفاع جوي “بانتسير” روسيه ونشرها الى جانب منظومة ثاد الامريكية لحمايتها من الصواريخ اليمنية، فبلوغ الصواريخ اليمنية أهدافها على بعد مديات بعيدة اقلق حكام الامارات وجعلهم يتحسسون رؤوسهم وابراجهم فمن اجتهد ليصل الرياض وامتلك الجرأة لقصفها لن يردعه شيء ان يضرب دوله هي في الواقع اكثر هشاشة من مملكة ال سعود .
ثمة حقيقة ماثلة فيما العدوان على اليمن يختتم عامه الثاني، ، بان عاصمة العدوان الأولى تعيش أجواء ذهول وترقب مماثلة عاشتها صنعاء قبل عامين، وأن الأجواء كما الحرب خرجت عن سيطرة السعوديين.
نقلاً عن “المسيرة”