الوطن والمواطن أمانة في أعناقنا
صالح أحمد عثمان
المسؤولون الذين يتخاذلون عن واجباتهم واكتفوا بتنفيذ مهامهم بالتلفون (بهررة) و ( هنجمة) ونخيط وصراخ من تحت البطانيات وعاد الدنيا ” عوافي.
المواطن أصبح محتاراً أصيب بالإحباط خاب ظنه وغاب أمله في هؤلاء الذين كاشن يراهم على شاشة التلفاز والفضائيات وفي مواسم الأعياد والمهرجانات منفوخين مرزوحين؟ أسوداً لا تقهر ، فهؤلاء لم يكن عليهم أن يهربوا من المسؤولية فالمسؤول في الدولة غير مجبر أن يحدد صفة أو يعلن موقفه مع من؟ إلا أنه مجبر أخلاقياً ووطنياً أن يمارس مهامه ويقوم بواجباته ويحترم مسؤوليته التي تتوقف عليها حاجة المواطن دون تردد.
بعض المسؤولين الصغار ترفع لهم القبعات تقديراً واحتراماً على ثباتهم وشجاعتهم وتفانيهم وقوة بأسهم وغيرتهم على الوطن والمواطن وعلى وظيفتهم التي يكسبون منها رزقهم ورزق أسرهم وبعض المسؤولين الكبار تنصلوا عن واجباتهم الوطنية حين يهربون أو يختفون أو يقبضون مالا يستحقون.
أبطال الفيس بوك هنا أو هناك ورطوا الأمة بمغامراتهم الخاسرة وإنجازاتهم الفضائية الخارقة وظنوا أنهم يحققون النصر وما جنوا غير الندم والخسارة والكراهية التي يوزعونها بين الاخوة والجيران والأهل وأرجعونا إلى حروب داحس والغبراء، أين هؤلاء من سماحة الدين والمروءة والحلم والشجاعة أين هم من القيم الإنسانية والنبيلة .
ولا يسعنا هذا المقام إلا أن نقول:
لا: لمروجي الأحقاد والكراهية والمناطقية.
نعم: للتسامح والتصالح وتعزيز الثوابت الوطنية وترسيخ الوحدة الوطنية.
لا: للعنف والتطرف والإرهاب.
نعم: للأمن والبناء والتنمية.
لا: للصمت والتهرب من المسؤولية الوطنية.
نعم: للتلاحم والاصطفاف الوطني في وجه العدوان.
في ختام القول:
الفرد الذي لا يلزمه المجتمع بصورة خاصة بالقيام بالتزامات نحوه حين يمنحه ثقته في إيجاد نفسه في حل من أن يعامل الآخرين بنفس الطريقة التي يعاملونه بها؟
أما بالنسبة للفرد الذي أولاه الناس الثقة وعلمته ثقافته وبيئته والظروف التي مرت به كيف يحترم واجباته وينفذها فموقفه يختلف تماماً عن الآخر لأن صوت الضمير يلاحقه إذا قصر والالتزامات تطوق حريته وتسيرها إلى طريق العدل والمساواة والخير بين الجميع من دون أدنى تمييز بين شخص وآخر، هذا النوع الأخير هو الذي ينتمي القليلون إليه، ولا أغالي إذا قلت أنهم يعيشون في موقف لا يحسدون عليه لأنهم يتعرضون لسخط الأصدقاء حتى الأقارب الذين لا يترددون في معظم الأحوال عن قذفهم بالاتهامات والإدعاءات الباطلة لأنهم لم يظفروا بتأييدهم في تحقيق مآرب يستفيدون منها على حساب الآخرين، والذي يحصل نتيجة لذلك هو أن يدير الأصدقاء الساخطون ظهورهم للرجل المخلص وأبعد من ذلك يناصبونه العداء جهاراً ولا يتورعون في الاستعانة حتى بالشيطان للخلاص منه.