عبقرية المكان وتحديات اليمن..!
عباس غالب
كان الرئيس الشهيد إبراهيم ألحمدي مدركاً ومستوعباً تماماً لعبقرية المكان الذي يتمتع به اليمن وتحديداً موقعه المطل على إحدى ضفتي البحر الأحمر ، لكنه لم يدرك حينها تحديات ومخاطر توظيف هذه العبقرية لما فيه مصلحة بلاده فدفع حياته ثمناً لذلك عندما اغتيل بعد أن دعا منتصف سبعينيات القرن المنصرم إلى عقد مؤتمر يضم الدول المطلة على ضفتي البحر الأحمر في الحديدة إبان تلك الفترة ، الأمر الذي اثأر استهجان الدول المهيمنة على المنطقة من هذه الرؤية الاستراتيجية المبكرة والهادفة توظيف هذه العبقرية بمعزل عن تدخلات الخارج وهو ما يحدث اليوم بكل أسف !
وطيلة الفترة المنصرمة من حكم الرئيس السابق علي عبدالله صالح من استثمار هذه العبقرية والنأي باليمن عن حالة التجاذب الإقليمي والدولي إزاء هذه القضية الحيوية والتي تمثل عصب الملاحة الدولية في البحر الأحمر التي تمد الغرب بتلبية نسبة كبيره من احتياجاته النفطية والغازية القادمة من الخليج .
ومن البدهي أن يحتدم الصراع راهناً وتحديداً في هذه المنطقة الحيوية في مضيق باب المندب وتخوم الموانئ اليمنية من شواطئ عبس واللحية مروراً بالحديدة وحتى المخا وإن على شكل عدوان شامل وسافر على اليمن في إطار استراتيجية إشاعة الفوضى والإضرار بالخارطة الجيو ـ إستراتيجية للوطن العربي .
ومن المؤكد أن القائمين على سياستنا يدركون حقائق وأهمية عبقرية المكان الذي تمثله اليمن .. وبالتالي فان المسؤولية تتضاعف مع مجابهة العدوان بشكل عام وإفشال مخطط الهيمنة على منطقة البحر الأحمر تحديداً وهي مقاربة تذكرنا بطبيعة العدوان الثلاثي على مصر عبدالناصر وذلك عندما قام الزعيم الخالد بتأميم قناة السويس .
إن مبعث مخاوفي تجاه هذه القضية الحيوي أن يصار إلى جر اليمن تدريجياً إلى مربع استهداف دولي وإقليمي وبصورة مباشرة كما بدت تلوح تصريحات قادة أمريكا وروسيا وأخيرا الصين إزاء ما يعتمل على ضفة البحر الأحمر ، حيث سيكون هذا التدخل أكثر خطورة مما يجري راهناً من احتراب وبأدوات يمنية مع الأسف الشديد.
وفي هذا الإطار لا استبعد أيضا قيام هذه الدول بسحب خلافاتها من منطقة البحر الأبيض المتوسط إلى الضفة الأخرى من البحر الأحمر وهو ما تؤكده مؤشرات محاولة إقامة قاعدة عسكرية أمريكية في جزيرة ميون .. وبالتالي الهيمنة المباشرة على الملاحة في منطقة باب المندب وما يمكن أن تجره هذه الخطوة من مشاهد مأساوية على اليمن والدول المطلة على ضفتي البحر الأحمر جراء استقطاب الخطوة الأمريكية لتلك القوى التي ترفض مبدئيا التحرك الأمريكي .
القاضي مفتاح والتركة المثقلة ..
ورث الأخ القاضي أحمد أحمد مفتاح القائم بأعمال رئيس الهيئة ألعامه للأراضي والمساحة تركة مثقلة بمشاكل وتعقيدات وفساد مافيا الأراضي وبخاصة في هذه الظروف الاستثنائية حيث يقوم الرجل مشكوراً بجهود تستدعي منه بذل قصارى الجهد وبطاقة إضافية ورؤية ثاقبة يتحلى بها للقيام بهذه المسؤوليات وعلى نحو استحق معه التقدير والشكر..