دول العدوان تستهدف العدالة والإنسانية
مطهر يحيى شرف الدين
أكثر من أربعين محكمة استهدفتها ودمرتها طائرات العدوان السعودي الأمريكي ضمن سلسلة الاعتداءات وضرب البنى التحتية للمنشآت القضائية ؛ وليس الهدف هو تدمير المباني بقدر ما هو استهداف للعدالة وخلق فوضى بين أوساط المجتمع والعمل على تمزيق النسيج الاجتماعي وإذكاء النزاعات والأزمات والمشاكل من خلال تضييع الحقوق والعمل على إدخال المجتمع اليمني في متاهات ومواجهات مستمرة ، إضافة إلى استمرار معاناة الشعب اليمني وهمومه بسبب الحصار الخانق والجزاءات الاقتصادية واستخدامها كورقة خاسرة وفاشلة تلعب عليها دول تحالف العدوان والتي تهدف من خلال ذلك إلى إثارة سخط وحنق الشعب اليمني وتحريضه على سلطة الدولة والمجلس السياسي الأعلى الذي أيده الشعب ومجلس النواب .
ما يجري اليوم من عدوان ظالم وغاشم وجرائم ومجازر ارتكبتها قوى التحالف بقيادة السعودية عدوان استهدف الأرض والإنسان واستهدف الطفل والمرأة ودمر المباني السكنية والأعيان المدنية والمنشآت الحكومية عدوان استهدف العدالة والقضاء الذي يلجأ إليه كافة الناس أيا كانت توجهاتهم ومعتقداتهم بغية اقتضاء الحقوق ورد المظالم ، ودول التحالف بذلك العدوان الهمجي انما يستهدف حقوق المجتمع اليمني و يستهدف آمالهم في الحصول على حقوقهم ويعزز من آلامهم بمزيد من المعاناة والهموم ، عدوان يحمل مبررات و عناوين الشرعية وفي نفس الوقت يخرق القانون الدولي الإنساني وينتهك المواثيق والعهود والأعراف الدولية ، عدوان همجي سافر حاصر شعب بأكمله وشرد الآلاف من الأسر بمبررات الشرعية ، والآن يكابد الملايين من الشعب اليمني ويعاني شظف العيش ويصارع أسباب الحياة من أجل البقاء ومن أجل أن يعيش حرا كريما عزيزا ومن أجل مواجهة الطغيان والبغي والعدوان وكل ذلك الحصار وتلك الأزمات من أجل الشرعية المزعومة والزائفة التي عملت أدواته على قتل واغتيال القاضي يحيى ربيد مع أفراد أسرته في منزله بعد منتصف الليل وذلك في انتهاك صارخ للقوانين الدولية الإنسانية ، والعدوان بذلك انما يستهدف االمبادئ والقيم والمثل وكل ذلك بمبررات ومزاعم الشرعية ، إن أدوات دول تحالف العدوان اليوم اغتالت القاضي يحيى موسى مستشار وزارة العدل الشخصية الوطنية الجسورة والاجتماعية كما اغتالت من قبل الدكتور شرف الدين والدكتور المتوكل والخيواني والدكتور جدبان لانهم مثقفين ومفكرين أحرار يحملون مشروع وطن حر ومستقل بعيدا عن الوصاية والارتهان للخارج ، دول العدوان اليوم وفي نفس الإطار الممنهج والأساليب والادوات القذرة تغتال هذه الشخصية الفاعلة والهامة الوطنية رجل السلام وأحد دعاته والمعروف بالنزاهة والإخلاص وحبه للوطن ، والذي كان خير معين لقيادة محافظة ذمار في حل العديد من القضايا لما يتمتع به من احترام وحب وتقدير المواطنين ، القاضي يحيى موسى ضرب أروع الأمثلة في التسامح والحكمة والسمعة الطيبة وكان ممن لهم الأثر الفعال في تقريب وجهات النظر ونزع فتيل الصراع خلال الفترة الأخيرة وقد عمل على تجنيب المناطق في المحافظة أعمال العنف والقتل ، ولذلك قامت دول العدوان من خلال أدواتها على تصفية هذه الشخصية الحرة الكفؤة والقادرة على لم الشمل وتوحيد الصف والكلمة وذلك في إطار ممنهج دأبت عليه دول العدوان الغرض منه تركيع الشعب اليمني ، فعندما يتناهى إلى مسامع الدول المعادية بأن ثمة حوارات وتوافق بين طرفي صراع فإن قوى الشر في هذه الدول عبر أدواتها العميلة القذرة تسعى إلى بث الفتنة وإشعال فتيل الصراع وتعزيز الفتنة والمواجهات ، وبالتالي تعمل على التحريض والتمويل لتنفيذ تلك الاغتيالات ، نعم هذه هي الشرعية التي تنادي بها وسائل إعلام دول العدوان من خلال منابرها القذرة ، هذه هي الشرعية التي يسعون إلى إعادتها وقد أتوا بالجانجويد وأصحاب السوابق وحثالة المرتزقة و المجرمين والعملاء والمنافقين إلى الأرض اليمنية الطيبة ، ومن هنا نقول جميعا إن الشرعية التي يتغنون ويتشدقون بها قد تبخرت وتلاشت ولم يعد لها أي أثر أو بصمة وليذهب أصحاب الشرعية وأربابها إلى الجحيم ، وليعلم المجتمع الدولي والمنظمات الدولية الإنسانية والعالم أجمع أننا شعب عظيم يأبى الضيم ويرفض الظلم ولا يرضى بالانتقاص أو النيل من سيادة الوطن أو القرار ، وليعلموا أيضا أن الشعب اليمني اليوم رجالا ونساء أرضا وإنسانا أقوى وأصلب من أي وقت مضى وها هو اليوم يثبت للعالم هذا الصمود الأسطوري الذي ستكتب عنه الأجيال وسيخلد التاريخ هذه المواقف البطولية العظيمة في أنصع صفحاته ، كما نرى الدول الاستكبارية العظمى وهي تشاهد بذهول إلى هذا الشعب الكريم العزيز بصموده وصبره وحكمته ورباطة جأشه وهو يضرب أروع الأمثلة في معنى الولاء لله وللوطن وللأرض وحب الانتماء ومعنى البذل والتضحية ، وليعرف العالم أن الشعب اليمني تحكمه الثوابت الدينية والوطنية والنزعة الأخلاقية والإنسانية ويستحيل أن يخضع لأنه مستوعب تماما أن حب الوطن واجب مقدس لأنه تربى على المثل والقيم والمبادئ والأخلاق الكريمة التي جاء بها ديننا الإسلامي الحنيف وينبغي على المجتمع الدولي والمنظمات الدولية الإنسانية وزعامات وشعوب العالم أن يدركوا ويعرفوا مدى إيغال دول تحالف العدوان بقيادة السعودية في الجرائم والمجازر والانتهاكات التي لا يرضى بها دين ولا ضمير ولا عرف وترفضها وتستنكرها كل الشرائع السماوية ليس لأننا بحاجة إلى تعاطفهم أو تأييدهم وإنما من أجل إقامة الحجة الدامغة عليهم بما يحصل من قتل وتدمير وتشريد وحصار وانتهاكات وأزمات خانقة جراء العدوان السعودي الأمريكي الذي يشتري ذمم وولاءات المنظمات الدولية ، وليعلموا جيدا أن هذا التصرفات لن تستمر ولن تنفعهم أموالهم ، سينصفنا التاريخ ولا بد من يوم فيه تقتص الرقاب والأيادي الجانية الآثمة ، فالله ناصرنا وهو نعم المولى ونعم النصير ؛ وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون ..