دعوة مجتمعية للدولة بالضرب بيد من حديد وتطبيق القانون دون هوادة


استطلاع /أحمد الطيار –
بعد أن تفاقمت أعمال التخريب للمنشآت الحيوية لبلادنا كالكهرباء والنفط وشبكة الألياف الضوئية في مناطق بمأرب ونهم وصنعاء بدى الشعب اليمني ومنظماته الاجتماعية والاقتصادية وشبابه وشيوخه في حالة ذهول من تمادي المخربين ولهذا فقد عبروا في هذا الاستطلاع عن مكنونهم حيال ما يجب على الدولة فعله لتكون على بينة من أمرها وتتحمل مسئوليتها القانونية والسيادية .

يؤكد الدكتور مصطفى المتوكل أستاذ الاقتصاد بجامعة صنعاء انه يجب أن يكون للدولة ردا حاسما لمواجهة أعمال التخريب فهذه هي الحرابة بعينها وعقوبة الحرابة واضحة ومحددة شرعا ويضيف هؤلاء يؤثرون سلبا على حياة المواطنين وعلى معيشتهم بالإضافة إلى الآثار الضارة جداٍ بالاقتصاد الوطني والتهاون مع هؤلاء سيؤدي إلى تماديهم في أعمالهم الإجرامية. فيجب على الدولة الضرب بيد من حديد لكل من يقوم بمثل هذه الأعمال التي توكد أن مرتكبيها ينفذون أجندات خارجية وداخلية تهدف إلى جر اليمن إلى المزيد من الدمار.

اهتزاز ثقة الدولة
يؤكد الخبير والمحلل السياسي والاقتصادي محمد شمس الدين أن التخريب الذي يطال الكهرباء والنفط لايقتصر اثره على انقطاع الكهرباء ولا على النفط فقط بل إن التمادي في الاعتداء وعدم اتخاذ الدولة إجراء صارم ضد المعتدين يهز ثقة الناس بالدولة بشكل عام ويفتح الطريق أمام المخربين لارتكاب أعمال تخريبية أخرى كقطع الطريق لفرض مطالب غير شرعية واقتحام بنوك ونهب ممتلكات عامه وخاصة وحينها سيكون من الصعب اتخاذ إجراءات صارمة ضد أي عمل تخريب مهما كان وأينما كان لأن الناس سوف تحول الأمر إلى مناطقية وعدم مساواة في تطبيق القانون الدولة اليوم أمام تحدُ يفترض فيها استخدام القوة ضد المخربين حتى ولو من خلال استصدار تشريع من البرلمان يجيز لها استخدام القوة المفرطة ضد المخربين مالم فإنها ستفقد هيبتها ولك أن تقيس تزايد الاعتداءات كما لو كان الأمر تحدُ بين السلطة والمخربين
كان المعتديين في البداية يمارسون مثل هذه الأعمال بشكل سري ومتخفين لكنهم اليوم اصبحوا عقب الاعتداء يمنعون و يواجهون الفرق الأمنية المرافقة لفرق إصلاح الكهرباء أو الأنابيب النفط وهذا بسبب تمادي أجهزة الأمن في اتخاذ إجراءات صارمة ضدهم.

هيبة الدولة تتضعضع
يؤكد الخبير التنموي والاستراتيجي يحيى سرور أن الواجب على الدولة ورئاسة الحكومة وجيش حماة الوطن والأمن والشرطة أن يكونوا في خدمة الشعب وبالتالي فأي اعتداء يجب التصدي له ولايسمح أن يستمر يوميا مثل هذه المهازل ومن أفراد يريدون تقويض هيبة الدولة فعلى أخوتنا في الجيش والأمن الضرب بيد من حديد خصوصا وانهم معروفون صوتاٍ وصورة ويضيف :من العيب ان تستمر مثل هذه المهازل فالشعب يريد فرض هيبة الدولة والضرب بيد من حديد كفى وكفى وكفى مدارة وتساهل فاليوم غير الأمس واذا استمرت هذه الأعمال فسوف يكون هناك تذمر وقبل ذلك للأسف بدأت النكات تظهر كيف يحصل هذا التخريب.
ويؤكد الأستاذ سرور أن التأثيرات لتلك الاعتداءات والتخريب كبيرة وسلبية جدا فمن سوف يأتي يستثمر أو يعمل أو يفكر في أي مشروع ولا وجود للأمن وللخدمات لا كهرباء في العاصمة وكأنها باتت في ماض منذ أربعين سنة ونحن في القرن الواحد والعشرين اذا أرادت حكومة الوفاق النجاح ونقدر الظروف التي مرت بها لكن لا يصح أبداٍ التستر على المجرمين وقطاع الطرق ومراضات الشخصيات التي كانت للأسف تقوم بالأمس بدور الوسيط يجب الضرب بيد من حديد وإجراء محاكمات علنية و إصدار أحكام من قضاة متخصصين فالعدل أساس الحكم وابشروا بيمن سعيد متعافُ وثورة شبابية ناجحة.

الدور الرئاسي
يؤكد الخبير الاستراتيجي علي الذهب أن مادامت كل الأجهزة الحكومية ووحداتها العسكرية والأمنية قد عجزت عن مواجهة الأعمال التي تستهدف وسائط الطاقة المختلفة في البلادº فإن على الأخ رئيس الجمهورية الاضطلاع بالأمر شخصياٍ بحيث يعطي هذا الجانب أولوية مباشرة ومستمرة حتى القضاء على هذه التصرفات كما أن عليه عدم الاكتفاء بتوجيه الأوامر فحسب فهو رجل عسكري يعي أن 90% من حيوية أي قرار يصدر تمثلها المتابعة والإشراف فيما العشرة بالمائة الأخرى تمثل نصوص وأفكار ذلك القرار.
كما أن عليه النظر بجدية في حل القضايا التي يتحجج بها أولئك الذين يقومون بتلك الأفعال والعمل على حلهاº فهم مواطنون لهم مطالبهم التي يجب أن تحقق بشرط أن تكون مشروعة وأن يحمل المسئولية الكاملة شيوخ وأعيان تلك المناطق بالتعاون مع الوحدات العسكرية المرابطة فيها ومن يثبت تقاعسه أو تواطؤه من هؤلاء الشيوخ والأعيان يضعه تحت طائلة القانون ودون هوادة.. هذا الأمر مهم جداٍ في هذه المرحلة الدقيقة فالأخ الرئيس يمر بمرحلة تقييم من قبل الشعب الذي أعطاه صوته متوسماٍ منه تحقيق ما يطمح إليه من النعيم والاستقرار.

حشد التأييد الشعبي
ويعتقد الخبير في مجال الإدارة عبد الباري القدسي بأن هذه الأعمال التخريبية مؤامرة خارجية علي اليمن خاصة وأن الأحداث تستهدف البنى التحتية للإضرار بالناس ومعيشتهم من جهة والعمل على إسقاط الحكومة من جهة أخرى من خلال رجال القبائل الذين يبدوا أنهم على علاقة بقوى داخلية وخارجية مكنتهم من إعلان التمرد على الدولة والاعتداء على الممتلكات والمشاريع الحكومية بقوة .
ويضيف هذه ثورة مضادة من خلال مؤامرة داخلية من بعض المعارضين لحكومة الوفاق والرئيس هادي بالدرجة الأولى بهدف نشر الفوضى حتى يظهر الرئيس والحكومة العجز عن تثبيت الاستقرار في البلد وهؤلاء في المقام الأول هم الذين فقدوا نفوذهم من سياسيين وقادة عسكريين ورجال أعمال ومشايخ قبائل فعلى الدولة أولاٍ كشفهم وثانياٍ حشد التأييد الشعبي لإجراءات ضدهم.þ

قانون خاص بالاعتداءات
ويرى الباحث في العلوم الإسلامية محمد قاسم المتوكل أن مشكلة الاعتداء على الكهرباء تعد من المشاكل المعضلة والعويصة والتي لم تستطع الدولة إيجاد حلُ لها مما أدى ذلك إلى ازدياد معاناة المواطنين في بيوتهم وأعمالهم وكذا تفاقم حالات المرضى في المستشفيات إلى الأسوأ بالإضافة إلى فقدان الكثير منú المصالح المعتمدة على ذلك .
ويرى الباحث محمد أن الحل الوحيد والجذري لمواجهة هذه الاعتداءات أنú تِقفِ الحكومة بحزم وذلك بتطبيق قانون العقوبات والجرائم ضد مرتكبي تلك الأعمال التخريبية مهما كانت انتماءاتهم المناطقية والحزبية والمشيخية وكذا سرعة محاكمتهم لينالوا جزاءهم العادل وليكونوا عِبرةٍ لغيرهم…كما أن على الدولة سرعة إصدار قانون عقوبات خاص بمكافحة المعتدين على المصالح العامة شبيه بقانون مكافحة الإرهابº ولعل هذه الخطوات تحد وتْنúهي هذه الظاهرة الخبيثة التي لا تمت إلى الإنسانية والدين والأخلاق والعْرف بصلة.

قد يعجبك ايضا