من سلسلة تشابهت قلوبهم (2) »المحايدون«

أشواق مهدي دومان
على مدى سنيّ العمر لم أسمع ولم أعش نصراً واحداً أو انتصاراً عربيّاً واحداً لفلسطين ماعدا من مفردات: نشجب، ندين ،نستنكر، واتضح لنا الآن أنّها مفردات تضليليّة وهي المسموح بها من زعماء الاستكبار العالمي والذي سبق واستأذنه زعماء العرب والمسلمين أن يقولوها ،وضاعت فلسطين بين شقائق الغربان ،تاهت بين الإدانة والشجب والاستنكار؛ فصوت العرب لم يخلو من نعيق أو نهيق،ومن بعد عبدالنّاصر وعلى مدى احتلال فلسطين لم يزأر إلا “نصر الله” في الشرق الأوسط ؛ وأمّا من ادعوا بأنهم مقاومون لإسرائيل فقد ضجّونا بأناشيدهم الحماسيّة التي كانت تدعونا للتصدِّق؛ لدعم صندوق الأقصى الذي كان في الحقيقة يدعم ويؤسس حركات إرهابيّة رفعت في البداية شعارات مناهضة لإسرائيل، ولكنّها سرعان ما انصهرت مع إسرائيل ودخلت تحت جناحها ـ بل إن جرحى الإرهابيين اليوم يؤخذون تل أبيب لعلاجهم هناك..
فأخبروني كيف ستنتصر (حماس) التي لم تهزم إسرائيل؟
كيف ستتحرّر فلسطين ؛ وحاميها حراميها؟؟
فقد سُحِب البساط من تحت مذاهب السّنّة الأربعة السويّة لتهيمن ثقافة الوهابيّة،التي ليست من السّنّة في شيء بإعلان كثير من العلماء السّنّة براءتهم وتبرؤهم من الوهابية ؛حين أجمعوا أنّ الوهابيّة فكر تكفيري منحرف لايمت للسّنّة بصلة ما؛ وإنّما استغل اسمها ليمفث سمّه في عقول وقلوب من توهّب ،والتي لا يتكلّمون إلا بلغتهم الطائفية؛ وقد كفّروا الشّيعة الذين انتصر منهم شيعة لبنان وهزم حزب الله إسرائيل ؛ في حين تطوّرت الوهابيّة وقنواتها في توسيع دائرة التكفير للآخر وإباحة روحه ودمه !!!
نجحت الوهابيِّة في لفت أنظار النّاس عن فلسطين لتكون الطائفية هم العرب ؛ ونصّبت من الشيعة عدوا ؛وكانت الوهابيّة وشقيقتها الإخوانجيّة تخفيان حبّهما لإسرائيل ؛وعلاقتهما بها علاقة سرية ؛أمّا اليوم فقد (خرج الحمار السّوق ) وانكشف الغطاء و(اللي ما يشتري يتفرج) ؛ فقد جاهرت الوهابيّة ومن معها بأعظم سوء ؛ فقد جاهرت بولائها لإسرائيل عيانا بيانا ، ودونما خجل أو حياء ؛
أمّا العرب الأقحاح، فقد عاداهم العالم كله وجمعوا لهم ما لم يجمعوا لتحرير فلسطين منذ سبعين عاماً ؛ ما يؤكّد أنّ الوهابيّة وشقيقتها الإخوانجيّة ما هما إلا بنات أمريكا والماسونية العالميّة؛ فهم لا ينطقون إلا بما كان مرسوما لهم من صانعتهم ؛ وأصبحوا يؤدون دوراً وحركة تشبه حركة الممثل على خشبة المسرح ؛ الذي يقوم بدوره بتلقين من المخرج …
ولهذا، فقد غابت ألفاظ الشّجب والنّدب والإدانة والاستنكار ؛ بل إنّ العرب( بقيادة الوهابيّة ومن في سروالها) كمن يتخبطه الشّيطان الماسوني من المس، فهم يتكلمون بلغة تجييش وإرسال جيوشهم ليس لتحرير فلسطين بل لغزو اليمن ؛ وبهذا العدوان سقط القناع وحصحص الحق ؛ وأذن لهم مخرج ملهاتهم المأساوية أن يحاربوا من هتف بالموت لإسرائيل ؛ فقد طفح الكيل من أهل اليمن الذين كشفوا قناع الماسونيّة بشعار آمن به رجل من صعدة صرخ وعرّى زيف العرب وقوى الاستكبار بشعار لا يزيد عن خمس جُمل تقول:
الله أكبر
الموت لأمريكا
الموت لإسرائيل
اللعنة على اليهود
النّصر للإسلام..
وبهذا الشعار اتضحت لنا، وتفكّكت شفرات رموز تلك المفردات الحاملة لجينات الذّلّة والعمالة المتخفّية تحت براقع وشراشف ووجوه وأقنعة مصطنعة؛ بل اتضح أنّ معاني شجب وإدانة واستنكار العرب هي: لا حرية ،لا جهاد، لا استقلال لفلسطين؛ بل احتلال واستيطان وتوسّع من المحيط إلى الخليج وليس في فلسطين فقط ؛ ففلسطين كانت مجرد طُعم وجسر أولي ؛ لتقام دولة إسرائيل الكبرى التي لم تعد عدوّة العرب والمسلمين؛ فقد بشّرت الوهابية بإسلام جديد اسمه داعش وأخواتها يسير جنبا إلى جنب مع مصالح وأمن إسرائيل التي يفزعها حزب الله. وأنصار الله وكل شعار ومبدأ وحركة تحمل ثقافة مقاومة إسرائيل ؛ وقد حُقِن العرب بلقاحات تحمل جينات الخنزير الديوثيّة ؛ليؤثروا التّطبّع وخدمة إسرائيل ويوجهون عداوتهم لمن يكره إسرائيل …
وبمفاهيم تناقضية وحركات بهلوانيّة يضلل سحرة الاستكبار العالمي ويسحرون أعين الشّعوب العربيّة التي مهّد فراعنتها لتقبّل هذا السّحر وإرهاب البشر عبر حِبال وعِصي سحرة إسرائيل وأمريكا والمتمثلة في الوهابية وشقيقتها الإخوانجية العالميّة والتي بدأت باللعب بالعصي والحبال منذ 2011م باسم ثورات الرّبيع العبري ؛ الذي ظهرت فيه حركة أنصار الله قويّة شابّة جُعِلت عصا موسى التي انتشرت بما جنّ جنون إسرائيل وأدركت أنّها لو سمحت لحركة أنصار الله بأن تتقوّى شوكتها ستنهض في وجه إسرائيل وتنغص حلمها الكبير كما نغّصته حركة حزب الله الذي أفشل وقطع رأس إسرائيل وفصله عن جسدها ؛ وهاهم رجال الله في اليمن من كلّ القوى التي ائتلفت مع حركة أنصار الله وجميع أحزاب وقبائل اليمن يهبّون هبّة رجل واحد ليكونوا هم عصا موسى التي تلقف حِبال وعِصي أمريكا من عرب متأمركين متصهينين ومن فئاتهم مرتزقة اليمن الذين لم ولن يكونوا سوى أجندة مجندة لخدمة إسرائيل التي هُزِمت على يد نصر الله لبنان ، وهُزمت على يد بشّار سوريا،وتُهزَم على يد حشد العراق ؛ والآن يُكسر قرنها على يد رجال الله في اليمن ؛ واليمن موطن الأسود من جيش ولجان شعبيّة وقبائل ؛ لتنكسر هيبة الاستكبار العالمي كله في أرض نصر رجالها رسالة السّماء؛ فأسماهم رسول ربّ السّماء الأنصار..
وهم من أعادوا رسم خريطة المفردات الزائفة التي خنع لها كلّ العرب وقالوا : لن ندين ولن نشجب ولن نستنكر ؛ فلغة العاجزين قد حذفناها من قاموسنا حين قالها سيد وقائد الثّورة القرآنيّة / السّيّد : عبدالملك بدر الدين الحوثي في وجه العالم( الشّاحب) ،وبلسان عربي مبين :
“في اليمن هذا غير وارد”.
وتحرّرت اللغة العربيّة بلسان كل من قاوم وحمل فكرا يناهض إسرائيل …
نعم : هُزِم الأحزاب على يد رجال الله ، وتاه حلم إسرائيل. …
ولكن السّؤال:
من يُفهِم المحايدين المتبلدين على أثر حقن الوهابيّة لعقولهم بالدّياثة ؛
من يفهمهم أنّهم عار على اليمن وصمتهم وحياديتهم عار على تاريخ اليمن ووجه اليمن ؟!
من يقول لهم بأنّ قلوبهم وأفئدتهم قد تشابهت مع المحتل الغازي أكثر من شبهها بأحفاد أنصار رسول الله الأعظم ؟؟!!
من يخبرهم : أنّ اليمن لن يحرّرها عمّار العزكي ؟؟
من يقول لهم بأن أرب أيدول هم من جيّشوا وانضمّوا لتحالف السعوصهيو أمريكا لاحتلال الأرض والعرض؟؟
من يقول لهم : إنّ كل أحمق لازال يتغنّى بالعِزة وهو في صف التّضليل بالصمت والسكوت عن الحق هو الشّيطان الأخرس نفسه ؟!
من يخبرهم أنّ : من لازال يعيش أجواء الرّومانسية ويغني همسات تحت المطر، والقصف ينسف بيته وجاره ويقتل ذويه ؛ وعيناه ترى أهوال العدوان ولا يتكلم؛ فهو صنم ولا مكان للأصنام في وطن آمن بمحمد رسول الله الذي كسّر الأصنام وحطّمها كما فعل ذاك من قبله أبوه إبراهيم ،فكان الإسلام ملّة أبينا إبراهيم ولهذا فصلِّ اللهم وسلّم وبارك على سيّدنا محمد وآله كما صلّيتَ وسلّمت وباركتَ على سيّدنا إبراهيم وآله في العالمين ؛ إنّك حميدٌ مجيد..

قد يعجبك ايضا