“الصغير” صائد الدروع و(بلدوزر) التحصينات ؟!

 

جمال الظاهري

قبل العدوان بأسابيع ولأول مرة يشاهده أبناء اليمن على الأرض اليمنية وبالتحديد في مناورة على الحدود اليمنية – السعودية نفذها أنصار الله مع بعض وحدات الجيش اليمني, هذه المناورة وإن كانت حقاً أصيلاً لليمن ما دامت على أراضيه إلا أنها وفق الرؤية السعودية اعتبرت عملاً استفزازياً واعتبرها البعض بمثابة الصاعق الذي فجر الاحتقان وساعد على اتخاذ قرار شن العدوان على اليمن.
صحيح أن النظام السعودي كان يمارس عدوانه بعدة صور نعرفها جميعاً وكان يمارس الوصاية والإملاءات على جميع الحكومات المتعاقبة على اليمن ولكن هذه المناورة كانت أمراً آخر وفيها ظهرت أول صور لـ(الكورنيت) على الأراضي اليمنية بعد أن كنا قد شاهدنا هذا السلاح الصغير في حجمه القوي في فعله في حرب تموز الذي شنها العدو الصهيوني على لبنان وحزب الله الذي استخدم هذا الصاروخ ضد أهداف ومدرعات المر كافا التي تعد من أحصن المدرعات ضد قذائف الدروع المعروفة قبل ذلك الأمر الذي أربك قيادة الجيش الإسرائيلي واجبره على إعادة التقييم والحسابات في طبيعة المعركة وقدرات الخصم الذي يخوض المعركة معه.
فما هي حكاية هذا (الصغير) ومصادره في المنطقة العربية والمحاور الإقليمية المحيطة في هذه النبذة نحاول أن نوجز ما تسنى لنا من معلومات عن هذا (سبريجان) حسب التسمية الروسية.
“ماليوتكا” أو “الصغير”. هذا هو الاسم الذي أطلق على هذا الصاروخ في أول نسخه أنتجها الاتحاد السوفيتي في الستينيات، أول من استخدمه في المنطقة هو الجيش المصري في حرب أكتوبر وكان له الفضل في حسم معركة الدبابات ضد الجيش الإسرائيلي في سيناء، وثاني ظهور له ولكن بنسخته المطورة في لبنان مع عناصر المقاومة اللبنانية (حزب الله).
النسخة المطورة منه حملت اسماً جديداً ذا مدلول متناسب مع قوته وخطورته وبدلًا من (مليوتكا) التي تعني “الصغير” في اللغة الروسية، حمل الصاروخ المطور اسم كائن أسطوري يدعى “سبريجان”, هذا الصاروخ الموجه بأكثر من وسيلة منها عبر الليزر كان له الأثر القوي والفعال في الحرب التي تشن على اليمن من قبل التحالف العربي المدعوم أمريكيا واسرائيليا.. حيث صار يمثل مصدر رعب لكل الدروع وكذلك للتحصينات الذي اثبت فعاليته وقدرته على تدمير أقوى الدروع تحصينا واشد المواقع تحصيناً خاصة مع سهولة حمله وانتقاله من مكان إلى آخر بسهولة ويسر.
التقييم العسكري (للكورنيت):
تُعد منظومة (الكورنيت) من أحدث المنظومات الصاروخية الروسية المضادة للدروع بعد تطويرها من قبل شركة (KBP) في بداية التسعينيات.
إيران هي الدولة الوحيدة التي تنتجه إلى جانب روسيا وتطلق عليه اسم (دهلاويه), أما دول الكتلة الشرقية فتنتجه بموجب تراخيص من روسيا.
أهمية هذا السلاح:
اكتسب الكورنيت أهميته من قدرته على اختراق الدروع والتحصينات الخرسانية، بالإضافة إلى توجيهه عن طريق أشعة الليزر، وبشكل نصف أوتوماتيكي، فضلًا عن قدرته على ضرب الطائرات على ارتفاعات منخفضة، خاصة الطائرات المروحية، ما يجعله أحد أخطر الأسلحة التي لم يقتصر امتلاكه على الجيوش الرسمية.. حيث وقد ظهر في أيدي بعض الجماعات التكفيرية في أكثر من مكان منها الصحراء المصرية (سيناء) في حرب اكتوبر ومؤخراً وبعد القضاء على نظام القذافي في ليبيا حسب بعض المصادر حصلت عليه جماعات تكفيرية نشطة في سيناء من بعض الأطراف الليبية وتستخدمه حاليا ضد الجيش المصري.
مكوناته وكيفية الاستخدام:
يُطلق الصاروخ المتطور من خلال منصة إطلاق خاصة تثبت على الأرض أو على الكتف مباشرة, ويتم توجيه الصاروخ من خلال موجه بصري عن طريق الرامي الذي يتابع توجيهه حتى يصل إلى هدفه.
طبيعة عمل المقذوف:
قذائف الكورنيت من نوع “الحشوة الجوفاء” التي يمكنها الانفجار على مرحلتين بينهما فاصل زمني قصير للغاية. تهدف الأولى إلى فتح ثغرة في جسم الهدف “الدرع”، وتمرر الثانية شديدة الانفجار داخله لتسبب أكبر أضرار ممكنة.
تتخذ قذيفة الكورنيت مسارًا حلزونيًا تدور خلاله في حلقات دائرية لمنع اعتراضها، ويصحح الصاروخ مساره قبل الوصول للهدف عن طريق أشعة الليزر التي تعين موقع الهدف بوضوح يقلل من احتمالية فشل الإصابة لأقل نسبة ممكنة.
يختلف مدى الصاروخ من نسخة إلى أخرى حيث يتراوح بين كيلومترين و8 كيلومترات? وهو ما يمكنه من استهداف المدرعات على مسافات بعيدة والمروحيات التي تطير على ارتفاعات منخفضة.
ويمكن استخدامه ضد أهداف بحرية كـ الزوارق والقطع البحرية الصغيرة .

قد يعجبك ايضا