عالم “منحط”
حمدي دوبلة
سكت العالم مجددا إزاء مجزرة تحالف العدوان بحق نساء مجلس العزاء في أرحب وما كان احد من اليمنيين ينتظر أن ينطق لسان بشر بما لا يرضي سلمان ونجله وقد امتلكا الخزائن الملأى بالريالات ينفقانها بجنون على هذا العالم المنحط.
السعودية فهمت طبيعة هذا العالم الرخيص وباتت تعرف جيدا كيف تتعامل عقب كل جريمة بشعة تقترفها بحق الأبرياء من أبناء هذا الشعب الكريم ..لم يخطئ حكام الرياض هذه المرة اثر قصف مجلس العزاء النسائي كما فعلوا بعد مجزرة الصالة الكبرى أوائل أكتوبر الماضي بصنعاء وراح ضحيتها أكثر من ألف شهيد وجريح من ضيوف آل الرويشان يومها سارعوا إلى إنكار صلتهم بالجريمة وهو الإنكار الذي جعل العالم يصدر سيلا عارما من الإدانات للمجزرة ولمرتكبيها واستمر هذا التنديد الواسع أسبوعا كاملا وما أن جاء الاعتراف السعودي حتى أخرست الألسن وعميَت الأعين وعاد الجميع إلى عادتهم المحببة والمستمرة منذ قرابة العامين في محاولات التبرير للسفاحين والاستماتة في سبيل إكساب تلك المجازر الشنعاء المشروعية اللازمة وتحميل الضحايا وزر دمائهم المسفوحة أو التزام الصمت المُخزي في أحسن الأحوال.
كانت واضحة جدا الأهداف والأسباب التي دفعت تحالف العدوان إلى عدم الإنكار المباشر لمسؤوليته عن جريمة قتل النساء “المُعزيات” في أرحب كما كان الحال في جرائم سابقة مثل قصف القاعة الكبرى في صنعاء وحفل الزفاف في سنبان بذمار وغيرها الكثير والكثير من المجازر المروعة لآلة الحرب السعودية بحق المدنيين ولعل سبب اكتفاء “التحالف” بإعلان عزمه التحقيق في ما أسماها مزاعم مقتل مدنيين إثر غارة جوية استهدفت مجلس عزاء بأرحب كان يرمي إلى تجنب سيل الإدانات الدولية التي كانت ستٌوجه إلى الأطراف التي ستوجه الرياض أصابع الاتهام إليها ولو بشكل مؤقت تلافيا للحرج الذي سيشعر به المتزلفون سريعا بمجرد ان تقرر الاعتراف .
ربما يظن سلمان انه بشراء ضمير الإنسانية وإنفاق الثروات الطائلة لضمان سكوت العالم على مجازره المروعة بحق اليمنيين انه سينجو من القصاص وسيعيش قرير العين هانئ البال والخاطر وسينعم هو ونجله وأركان حكمه من السفاحين والمجرمين برغد العيش وتمام الأمن والاستقرار بعد كل هذه المجازر والفظائع وبعد قتلهم عشرات الآلاف من اليمنيين وتخريب بلادهم ..هيهات هيهات فليس هناك قوة على الأرض قادرة على منع اليمنيين من الثأر والاقتصاص العادل والرادع من هؤلاء الطغاة المتكبرين ذوي النفوس المريضة والعقول الصدئة..وقل انتظروا أني معكم من المنتظرين.
توجيهات الوهم
مر زمن طويل منذ أن وجهت”حكومة بن دغر”بصرف رواتب موظفي المؤسسات الإعلامية الرسمية وعدة جهات حكومية في صنعاء وغيرها والى اليوم لا يتجاوز الأمر تلك التوجيهات التي باتت من وجهة نظر الكثيرين ليست أكثر من رسائل سياسية فارغة موجهة في الأساس إلى الخارج ولكي توهم الأمم المتحدة وغيرها من المنظمات الدولية التي تعبر من حين لآخر عن امتعاضها إزاء تفاقم معاناة الناس واستفحالها في ظل عدم صرف الرواتب لخمسة أشهر وأكثر نرجو ألاّ تكون تلك المخاوف في محلها وان ألاّ تكون توجيهات أوهام ليس إلا.