مجزرة العدوان بأرحب.. يندى لها جبين الإنسانية
صولان صالح الصولاني
إن مجزرة طيران تحالف العدوان السعوصهيو أمريكي التي ارتكبها يوم الأربعاء الماضي بمنطقة شراع مديرية، أرحب، بحق العشرات من النساء البريئات اللواتي سقطن ما بين شهيدات وجريحات جراء استهدافه لهن بعدد من صواريخ الحقد واللؤم والجبن التي انهالت عليهن وهنَّ يؤدين واجب العزاء بمنزل أحد المواطنين – دونما أدنى رحمة – .. لم تأت بالصدفة أو عن طريق الخطأ، كما أن هذه المجزرة البشعة ليست وليدة اللحظة أو حديثة العهد بالنسبة لعدو غادر وجبان وتحالف شيطاني أخرس يضم بين جنباته خليطاً متجانساً من أرذل الناس وأكثرهم لؤماً وقبحاً وشرار الأرض، الذين حشدهم واستجلبهم صهاينة العرب، ملوك العهر والعنجهية “الأعراب” الذين ورد وصفهم بالقرآن الكريم بأنهم أشد كفراً ونفاقاً، من كل حدب وصوب .. فقد سبق وأن ارتكب طيران تحالفهم العدواني “اللعين” المجازر تلو المجازر البشعة التي يندى لها جبين الإنسانية بحق المدنيين الأبرياء من أبناء شعبنا اليمني المسلم المسالم، نساء وأطفالاً وشيوخاً، وذلك في إطار سعيهم الحثيث والمتواصل منذ ما يقارب العامين إلى إهلاك الحرث والنسل بأرض الإيمان والحكمة بما في ذلك الحجر والشجر، وذلك إشباعاً لرغباتهم ونزواتهم الشيطانية ونهمهم المتواصل في القتل والتدمير، وتحقيقاً لمرامي وأهداف ومخططات أسيادهم الأمريكان والغرب، وبما من شأنه –أيضا- نيل وكسب رضا اليهود والنصارى الذين لم ولن يرضوا عنهم – البتة – مهما عملوا وقدموا وسعوا في سبيل تحقيق ذلك، وليس أدلُّ على ذلك وأصدق من كلام المولى عز وجل الذي ورد في القرآن الكريم بقوله تعالى “قلّ لن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم”.
كما أنها لم تتوقف جرائم ومجازر العدوان السعوصهيو أمريكي “اللَّعين” عند حدود هذه الجريمة البشعة وما سبقتها من جرائم ومجازر بحق الآلاف بل عشرات الآلاف من أبناء شعبنا اليمني الذين أزهقت أرواحهم غدراً وظلماً وعدواناً بصواريخ الحقد واللؤم التي انهالت عليهم بمجالس العزاء وصالات الأعراس والمخيمات والمنازل والأسواق العامة والمباني والمنشآت السكنية والمصانع والمدارس والمستشفيات و…إلخ، فملوك وأمراء العهر والعنجهية – أو بالأصح – كفار قريش في عصرنا الراهن، وأسيادهم الأمريكان واليهود، مازالوا – كعادتهم – يواصلون مسلسلهم الدموي والإجرامي لهثاً وراء تحقيق رغباتهم وإشباع غرائزهم ونزواتهم الشيطانية التي جبلوا عليها منذ القدم، كما أن طائراتهم لا تزال تجوب سماء اليمن، وتحلِّق فوق أرجائه – ليل نهار- بحثاً عن أي مجالس عزاء أو صالات أعراس أو أي أماكن تجمعات أخرى تضم بداخلها أكبر عدد ممكن من اليمنيين، أيا كانوا نساء أو أطفالاً أو شيوخاً أو مدنيين أبرياء، وذلك لكي تصب عليهم جام غضبها وحمم حقدها بمختلف أنواع الصواريخ الفتاكة وقنابل القتل والدمار المحرمة دولياً، بما من شأنه حصد المزيد والمزيد من أرواح اليمنيين الأبرياء.
لكن الأمر الذي يثير الاستغراب والاشمئزاز – في آن معاً – هو أن أياً من مجازر العدوان وجرائمه البشعة وبالأخص مجزرة العزاء في أرحب، التي يهتزُّ لها عرش الرحمن، لم تثر حفيظة ومشاعر شيخ المنافقين المرتزقة وعالمهم الاخواني عبدالمجيد الزنداني، أو حتى تجعله يُحرج نوعاً ما، إزاء صمته وسكوته المخزي والمهين في الدنيا والآخرة – أقلها أمام بني جلدته وأهل عشيرته وقبيلته أرحب الجود والعز والإباء التي لطالما ادعى بأنه ينتمي إليها.. كما أنها – أي مجزرة العزاء التي ارتكبها طيران العدوان يوم الاربعاء الماضي بحق عشرات النساء بمديرية أرحب – لم تثر- أيضا – مشاعر زميله القيادي الإخواني المرتزق منصور الحنق، الذي ظهر بعد وقوع المجزرة بساعات في إحدى قنوات المرتزقة المؤيدة للعدوان، متوعداً قبائل الطوق، ومنها قبيلة أرحب الجود، بأنه سيقتحم العاصمة صنعاء بمعية المنافقين والمرتزقة، وسيحررونها ممَّن أسماهم – المجوس والروافض، حسب زعمه، إلا أنه لم يعر مجزرة بشعة بحق نساء أهله وعشيرته أدنى اهتمام يذكر.
على كلٍّ، مهما أوغل المعتدون في جبرونهم وطغيانهم وإجرامهم بحق اليمنيين الأبرياء، ومهما أيّدهم وساندهم المرتزقة المنافقون وبرروا لهم جرائمهم ومجازرهم البشعة تلك، فإن مصيرهم جميعاً إلى زوال، كما أن دماء اليمنيين الأبرياء التي سفكوها ظلماً وعدواناً، حتماً ستنال منهم وستقتلع عروش الظلم والطغاة التي يتربعونها، وسينقلبوا على أعقابهم خاسرين، عمَّا قريب بإذن الله تعالى.