“الحاجة أمَّ الاختراع”

صولان صالح الصولاني
قبل أن يتعرض وطننا وشعبنا اليمني المسلم المسالم لعدوان بربري غاشم وظالم في الـ26 من مارس 2015م، لم نكن كيمنيين نضمر الشر لأحد من جيراننا العرب وبالأخص الجارة الكبرى – المملكة السعودية، أو نفكر حتى لمجرد تفكير الاعتداء عليها، كما أنها – أي جارة السوء – كانت لا تزال في نظر الجميع حينذاك وسيطاً محايداً بين فرقاء العملية السياسية وداعماً أساسياً لعملية السلام في اليمن، بل ودافعاً حقيقياً باتجاه الوصول إلى إيجاد المخارج والحلول الجذرية للمشكلة اليمنية بما يرضي جميع الأطراف المختلفة ويحفظ ويصون وحدة وسيادة واستقلال اليمن وسلامة أراضيه.. كما أننا كيمنيين – غير معتدى علينا قبل ذاك التاريخ الأسود من عمر جارة السوء – مملكة قرن الشيطان الوهابية، لم يكن لدينا أدنى حرص أو اهتمام بحمل السلاح الخفيف والمتوسط والثقيل والاتجاه به إلى ما وراء الحدود، ولم يكن لدينا أدنى اهتمام كذلك بحيازة أو صناعة صواريخ كالصرخة أو النجم الثاقب أو الزلزال أو البركان وما إلى ذلك من صواريخ وأسلحة الردع الاستراتيجية البعيدة المدى، كما أننا أيضا لم نكن نطمح – البتة – أو حتى نحلم لمجرد حلم في المنام بأن بلادنا ستصنع ذات يوم من الأيام طائرة بدون طيار بواسطة خبرات وكوادر يمنية.. كما أننا كشعب يمني لو لم نكن دعاة سلام ووئام وتعايش سلمي، لما ظللنا على مدى السنوات التي أعقبت أزمة 2011م، التي ظنَّها الهيمان ثورة، من مصنع الثوار جاءت، لكنه جهل الحقيقة أنها جاءت مزيجاً من مخطط صاغه الحاخام والموساد من قلب الكنيسة في بني صهيون…. إلخ-عفواً – اقصد لما ظللنا نستجدي الأشقاء والأصدقاء الدخول في ما بيننا كوسطاء لهثاً منَّا وراء البحث عن إيجاد أي مخارج أو حلول ممكن أن تضع حدَّاً لمشاكلنا الداخلية السياسية وتدرء عنَّا كيمنيين فتنة وحرباً أهلية لطالما لاحت بوادرها في الأفق .. ولما قبلنا أيضا كشعب حر أن يحكمنا رئيس كارثي بحجم الدنبوع الخائن والعميل عبدربه منصور هادي انصياعاً وقبولاً واستناداً إلى مبادرة خليجية تقدَّم بها وسيط خارجي بعيداً عن قوانيننا ودستورنا اليمني، ولما قبلنا – أيضا – بأنصاف الحلول وأقبحها على الاطلاق مثل هيكلة الجيش اليمني التي نسجت خيوطها وصاغتها ما سمِّيت آنذاك بالدول العشر الراعية للمبادرة الخليجية.
وبالتالي فإنه وبعد ذلك التاريخ الأسود “اللعين” من عمر “جارة السوء” الذي استهل به سلمان الزهايمر فصلاً جديداً من فصول اللؤم والحقارة والحقد السعودي الدفين على اليمن واليمنيين وأثبت من خلاله على مدى ما يقارب العامين من عمر عدوانهم السعوصهيو أمريكي الذي يتصدَّر ويتزعَّم قيادته، مدى الصلف والعنجهية والاجرام والدموية التي يتمتع بها بني سعود، أحفاد مروخاي اليهودي، كابراً من كابر.. – أيضا – وبعد كلَّ ما تعرض له شعبنا اليمني من عدوان بربري ظالم وغاشم وحصار جائر، وما ارتكبت بحقه من مجازر بشعة وجرائم حرب يندى لها جبين الإنسانية، استطيع القول إن قدرات وإمكانيات جيشنا اليمني البطل ولجانه الشعبية الفتية تزداد تطورا يوماً بعد يوم، وأصبح عبر كوادره وفرقه الهندسية المختلفة قادراً على صناعة وابتكار أدوات النصر المتمثلة في أسلحة وصواريخ الردع الاستراتيجية وذلك بعد أن توفَّرت لديه عوامل النصر الأخرى المتمثلة في الاعتماد على الله والثقة به والعقيدة القتالية القوية وصدق القضية والمظلومية و…. وإلخ.. لذا فإن قوى تحالف الشر والعدوان السعو صهيو أمريكي مدحورة بإذن الله تعالى، فهي تمضي على قدم وساق إلى زوالها ومصيرها الحتمي الذي ينتظرها عمَّا قريب، كما أن النصر آت لشعبنا اليمني المظلوم لا محالة، فهناك رجال يمنيون – صدقوا ما عاهدوا الله عليه – يسطرون هذا النصر تحت راية الجيش واللجان الشعبية ورجال القبائل اليمنية الشرفاء، في مختلف جبهات ومواقع الشرف والبطولة ويرسمون معالمه يومياً بسواعدهم الفتية وببسالتهم المنقطعة النظير وببأسهم الشديد،.. فهنيئاً لهم الفخر كل الفخر والعزة والشموخ، والمجد والخلود للشهداء الأبرار، ولا نامت أعين الجبناء المعتدين وعملائهم ومرتزقتهم الخونة والمرجفين.

قد يعجبك ايضا