اليمن يظل مصنع الرجال ومقبرة الغزاة

صولان صالح الصولاني

كيمني حر تربَّى على القيم والأخلاق والمبادئ اليمنية الأصيلة منذ نعومة أظافره، تشعر بالحزن والأسى والقهر والكمد وأنت تشاهد يومياً عبر مختلف وسائل الإعلام المرئي الرافضة للعدوان على اليمن والواقفة بصف الوطن والمواطن، تلك الجثث المتفحمة للأطفال والنساء والمدنيين الأبرياء من أبناء جلدتك اليمنيين الذين لا يتوانى تحالف العدوان السعوصهيو أمريكي عن حصد أرواحهم البريئة منذ ما يقارب العامين، سواءً كان ذلك عبر طيرانه الحربي أو عبر بارجاته وسفنه العسكرية المعادية والتي تمارس قصفها وتدميرها المتواصل لمنازل اليمنيين واحراق مزارعهم واستهدافهم في الأسواق والطرقات والمباني والمنشآت الحيوية العامة والخاصة، بصواريخ الحقد والجبن والقنابل المحرمة دولياً بحيث لم تستثن من قصفها شيئاً بما في ذلك المساجد والمدارس ومجالس العزاء، مستهدفة الأطفال والنساء والشيوخ والحجر والشجر أيضا.. كما أنك بنفس الوقت تشعر بالغبطة والسرور والفخر والاعتزاز – في آن معاً – وأنت تشاهد أبناء جلدتك اليمنيين من حولك وهم يندفعون يومياً شباباً وشيباً نحو ميادين الشرف والبطولة للذود والدفاع عن عزة وكرامة وطنهم ضد الغزاة المعتدين ومرتزقتهم الأنذال، اندفاعاً قلَّما تجد له نظيراً عند سائر شعوب الأرض.. والذين تجدهم على الفطرة يزدادون اندفاعاً أكثر وأكثر بل ويتلهفون شوقاً لملاقاة الأعداء كلَّما طال أمد العدوان والحصار وكلَّما استمر المعتدون في صلفهم وتعنتهم وعنجهيتهم.
ولا غرابة في يمن العزة والإباء والشموخ أن تجد الطفل الذي لا يتجاوز الخامسة من عمره، منذ اليوم الأول لبداية العدوان، وهو يحتزم “جنبيته” ليل نهار، كأبسط تعبير عن التحدي والاستنفار بوجه المعتدين ويتأهب لحمل البندقية كلَّما سمع ضجيج الطائرات المعادية أثناء تحليقها في سماء المنطقة والوطن الذي يتربى ويعيش بين احضانه، وكلَّما سمع دوي صواريخ وقنابل وحمم الحقد التي تقدف بها على منازل المواطنين الأبرياء والمباني والمنشآت الحيوية والأسواق العامة القريبة من منزلهم، يصرخ عالياً بوجه المعتدين مردداً حينها عدداً من زوامل الشهيد البطل لطف القحوم والشاعر الفذ عيسى الليث: “توكلنا على الله بالبلاجيك *** على سلمان نوحي يا البواكي”، “نقسم برب العرش خلاق السماء*** بانعدم الجيش السعودي نعدمه..”، “والله أن احنا رجاجيل المغازي *** بانجازي من غزانا بانجازي…”، “والله أني لكبر وأعلن استعدادي*** لو تفجر براسي قنبلة ذرية..” وغيرها الكثير والكثير من الزوامل والقصائد الشعرية المعبرة عن الشجاعة والتحدي والصمود بوجه العدوان البربري الغاشم والظالم، والتي أصبح أطفال اليمن، وهذا الطفل واحد منهم، يحفظونها عن ظهر قلب، ويعبرون من خلالها عما يدور بدواخلهم ويعلنون أيضا من خلال ترديدهم المتواصل لها النفير والاستنفار بوجه الغزاة والمعتدين، بطريقتهم الخاصة، وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على شموخ وعزة وإباء وبأس اليمنيين وثقتهم الكبيرة بالنصر على اعدائهم مهما كانت قوتهم وجبروتهم والتي يستمدونها ويعتمدون فيها على الله رب العالمين الذي يخاطبهم بقوله “أذن للذين يُقاتلوا بأنهم ظلموا وأن الله على نصرهم لقدير”.. والذي يخاطب أيضا أعداءهم بقوله تعالى “وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون” صدق الله العظيم.
على كلٍّ اليمن يظل مصنع الرجال ومنبع العروبة وأرض الأحرار ومقبرة الغزاة، واليمني يظل مقداماً جسوراً ومبادراً كريماً ومجاهداً شجاعاً في نصرة الحق والدين الإسلامي والدفاع عن الوطن والذود عن الأرض والعرض والعزة والكرامة إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها .
وليعلم تحالف العدوان السعوصهيوأمريكي، بقادته وجيوشه وجحافله ومرتزقته، بأن النهاية الحتمية لكل من يتطاول أو يعتدي على اليمن واليمنيين السقوط والفشل الذريع والهزيمة النكراء والخزي والعار.

قد يعجبك ايضا