مرتبات الجنود وكابوس القطعيات

عبدالفتاح علي البنوس

كثرت الشكاوى الصادرة عن أعداد كبيرة من منتسبي المؤسسة العسكرية بشأن تعرض مرتباتهم للاستقطاعات والخصميات من قبل قادة الألوية والكتاب الماليين الذين تحولوا إلى (مقصات ) مسلطة على مرتباتهم دونما شفقة أو رحمة أو حياء أو خجل ، غير آبهين بالظروف المعيشية الصعبة التي يمر بها المواطنون وخصوصا أبناء القوات المسلحة والأمن والناجمة عن تأخر صرف المرتبات بسبب الممارسات والقرارات الرعناء التي اتخذها الخائن هادي وبن دغر وجباري والمخلافي وبقية العملاء في جمهورية الرياض الفندقية .
ولا أعلم هنا ما هو سر عودة نظام الصرف عبر الكتاب والمندوبين الماليين رغم أنه ثبت للجميع بأن هذا النظام يعد نافذة من نوافذ الفساد والفوضى والاستغلال والتي تم إغلاقها عقب ثورة 21 سبتمبر 2014م حيث صدرت توجيهات حكيمة من قبل قيادة اللجنة الثورية العليا ومجلس القائمين بأعمال مجلس الوزراء بإيقاف هذا النظام وصرف المرتبات يدا بيد عبر الهيئة العامة للبريد وفروعها وكاك بنك والكريمي وذلك لضمان وصول المرتبات لمستحقيها بعيدا عن مقصات الخصميات والقطعيات والإتاوات التي كانت وما تزال واحدة من صور الفساد المالي والإداري الذي يمثل التهديد الخطير لمشروع بناء الدولة المدنية الحديثة التي قدم وما يزال الشعب والوطن قوافل من الشهداء الأبرار في سبيل الوصول إلى اللحظة الفارقة التي يتحقق فيها الانتصار المؤزر على فلول الغزو والارتزاق وتنتقل بعد ذلك لبناء الدولة اليمنية المدنية التي تسود فيها قيم العدالة والمساواة والنزاهة وتكون السلطة الفاعلة فيها هي سلطة النظام والقانون التي لا مقام فيها للفساد والفاسدين في مختلف قطاعات الدولة المختلفة .
وأعتقد جازما بأن هذه القضية بحاجة إلى معالجة من قبل قيادة وزارة الدفاع المعنية بالاهتمام والعناية بأوضاع الجنود الذين يعملون في الميدان ويقاتلون إلى صف أبطال اللجان الشعبية في مختلف جبهات العزة والكرامة ومواقع الشرف والبطولة والتضحية والفداء ، لسنا مع صرف المرتبات للأسماء الوهمية والعناصر التي تقاتل في صف العدوان وتتقاضى من آل سعود مرتبات شهرية مقابل التآمر على الوطن والمشاركة في قتل إخوانهم من اليمنيين ، ولكننا لسنا أيضا مع تحويل مرتبات الجنود العاملين إلى فيد لبعض قادة الوحدات والكتاب الماليين الذين بلغوا أعلى مستويات الثراء و( النغنغة )على حساب الجنود الغلابى الذين لاحول لهم ولا قوة ولا يمتلكون أي مصدر للدخل غير المرتبات التي يجب تحصينها وجعلها من الخطوط الحمراء التي لا يمكن تجاوزها على الإطلاق من أي طرف كان وخصوصا في ظل الظروف الراهنة التي تمر بها البلاد في ظل العدوان السعودي الأمريكي الغاشم والحصار الجائر المفروض على شعبنا ووطننا منذ ما يقارب العامين .
بالمختصر المفيد، لا مجال لأي فاسد أو مستغل داخل المؤسسة العسكرية والأمنية للتعرض لمرتبات المنتسبين لها بالخصم أو الاستقطاع وعلى حكومة الإنقاذ إيلاء هذا الموضوع الاهتمام المطلوب نظرا لحساسيته وارتباطه بمعيشة الكثير من الأسر التي تعتمد على مرتبات أبنائها من الجيش والأمن كمصدر وحيد لتلبية وتدبير متطلباتها المعيشية ، لا نريد دعممة ولا مماطلة ولا تسويفاً في هذا الموضوع، فالشكاوى تتزايد والإنصاف مطلوب اليوم قبل الغد .
هذا وعاشق النبي يصلي عليه وآله .

قد يعجبك ايضا