حروب عربية ومستوطنات إسرائيلية
عباس غالب
فيما يتقاتل العرب وتدور داخل كل قطر على حده حرب شعواء لا تذر ولا تبقي .. في هذا الوقت تستمر إسرائيل في معركتها للتوسع داخل الأراضي العربية المحتلة من خلال بناء مستوطنات سواء في القدس أو الضفة الغربية وهي بالقطع معادلة تصيب المواطن العربي بالخيبة جراء ما آلت إليه الأوضاع .
ومما زاد الطين بلة – كما يقال –إطلاق الرئيس الأمريكي الجديد رونالد ترامب يد إسرائيل بالتنصل عن التزامات السلام مع الفلسطينيين وإعلان واشنطن الصادم نقل سفارتها إلى القدس الشرقية ،الأمر الذي يؤدي بالنتيجة إلى ازدياد صلف اسرائيل التي كشفت عن مخطط لبناء أكثر من 2500وحدة سكنية في الضفة المحتلة وقرابة ألف وحدة في القدس وبصورة فجة تستدعي وقفة صادقة مع هذا التوجه الذي يقود المنطقة إلى انفجار كبير .
لقد أصبح الفلسطينيون وحدهم يتوجعون من السياستين الإسرائيلية الاستيطانية والتوجه الأمريكي الجديد الداعم لهذه السياسات ، إذ لم يعد هناك من يتكئ إليه الفلسطينيون من أشقائهم العرب المشغولين بحروبهم الداخلية ، فضلاً عن الضبابية التي تكتنف الموقف الدولي وما إذا كانت السياسات الأمريكية الجديدة ستلقي بظلالها على الموقف الأوروبي أو غيره تجاه القضية الفلسطينية التي تتعرض اليوم أكثر من أي وقت مضى لمحاولة إعادتها إلى المربع الاول.
***
ومثلما هي الحالة الفلسطينية كذلك هي المسألة اليمنية التي لا يبدو أنها ستحظى بالأولوية على أجندة الإدارة الأمريكية الجديدة وذلك من خلال تصريحات ترامب في هذا الشأن ودعمه لدول العدوان .. وبالتالي فإن الخوف أن يأخذ العدوان على اليمن نفس المنحى الذي أخذته الحروب الأمريكية في المنطقة ..ويبقى الأمل الوحيد ، سواء على صعيد القضية الفلسطينية أو الحروب المتناثرة في المنطقة العربية ، حيث الضرورة تقتضي تداعي النخب السياسية لالتقاط الفرصة الأخيرة في هذا السجال.. لعلهم يتداركون الأمر ويمضون نحو ما يؤدي إلى إيقاف هذا الدم والخراب ..ولنا في ذلك كبير الأمل .
***
الضُمين وملاحظة جديرة بالاهتمام
استرعى انتباهي مؤخراً إشارة الدكتور محمد عبد السلام الضُمين متخصص في الطب البديل – قوله بأن ثمة من يقوم ومن جنسيات عربية مختلفة بزيارة اليمن والتعدي على بعض النباتات والأعشاب في عدد من المناطق ويتعمدون سلخ هذه النباتات من جذورها بعد الاستفادة من ثمارها وهو عمل سئ ومرفوض يتطلب من جهات الاختصاص وتحديداً المجالس المحلية في هذه المناطق مراقبة وردع أمثال هؤلاء حفاظا على هذه الثروة التي حبانا بها الله سبحانه وتعالى .. شكراً للدكتور الضمين إشارته إلى هذه الجزئية ،خاصة وأن بلادنا تتفرد بمثل هذه النباتات والأعشاب التي تدخل في مجالات الطب المختلفة ..أيها الأشقاء ألا يكفي العدوان السعودي الذي دمر كل شيء حتى تأتوا لتدمير هذه الثروة .