الرّاتب و سوبرمان

أشواق مهدي دومان

كنّا نسمع ونحن صغار أنّ الدّول الاستكباريّة تعامل الأقلّيات الإسلاميّة لديها بالمثل الشّعبي القائل  :
جوّع كلبك يتبعك، بمعنى تزجّ بالمسلمين وسط السّجون وتمنع عنهم الماء والغذاء حتّى يصلوا إلى حدّ الموت ؛ فيقولون لهم :
دعوا الله الذي تؤمنون به أن  يعطيكم مائدة من السّماء ؛ كما طلبها قتلة الأنبياء وهم من يجعلون مأكلهم ومشربهم إلههم ومعبودهم ولهذا يحبون أن يتوسّعوا في كلّ بلدة طيّبة..
فلُعِنت إسرائيل وأمريكا من أرادوا تركيع شعبنا اليمني باستخدام كلابهم البوليسية من مرتزقتهم ومنافقيهم في الدّاخل والخارج بالمؤامرة تلو المؤامرة على غذاء ودخل المواطن البسيط ؛ بداية بضرب المصانع والبُنى التّحتيّة وكلّ موارد الغذاء وحتّى خزّانات المياه ؛ وانتهاء بمحاولة خلخلتهم لليمنيين باستخدام ورقة الرّاتب والتآمر على البنك المركزي ….
بمعنى أنّهم كفرعون الذي أمر النّاس بأن يتخذوه: “ربّهم الأعلى” فهو يملك جنّات من تحتها الأنهار و يبين ويجاهر بكفره  متبجّحا ومتعاليا على الخالق القهّار حين يصفه بأنّه : “ربّ موسى” الذي لا يكاد ” يبين ” …
أمريكا وإسرائيل والعدوان ومنافقوهم يريدون أن يقنعونا بأنّ نؤمن بهم كإلـه فهم(  سوبرمان) الذي وضعوه في ذاكرة السّينما الغربية للشّعوب بأنّه الرّجل الخارق فكان سوبرمان اليمن ذلك الأقرع الذي لجأ إلى فنادق الرياض وتركيا وقطرائيل ليخلع ثوب يمننته وينتمي لأمريكا وإسرائيل ويلبسونه ثوب “سوبرمان” بعلم أمريكا وإسرائيل الذي يحمل اللون الأزرق والأحمر في لبسه .
“سوبرمان اليمن” الذي أشفق على شعب جائع وصرف له مرتبات شهر كامل في شِدّة الجوع ؛ لكنّهم مافقهوا أنّ الشّعب بشماله وجنوبه قد عرف من غريمه ومن كان يجمع النّاس بدعوى صرف الرّواتب ثم يقول(لأحد أزلامهم) فجّر  بخلق الله ؛ فيتم تفجير طوابير انتظار الرّاتب وقد وقع ذلك “السّوبرمان” الممقوت بأن يلتزم بدفع مرتبات كلّ موظفي الدّولة من دون استثناء ؛ ولكنّه يتخلّف كمواليه في نقض العهود والانقلاب على كلام الرّجال ؛ فتبدأ أصوات في عدن  تطالب(الدّنبعي) بالرّواتب بعد إيمانهم الكامل بأنّ “الدّنبوع” وشِلّة الأُنس التي معه في فنادق المستكبرين وإخوان فرعون وتوائم الشّياطين هم سبب تأزيم وتقزيم الموارد العائدة على البنك المركزي ؛ وحصاره ومحاولة خنق اليمن به .
وقد أراد العدوان الأمريك صهيوني  من مرتزقته أن يقدّسوا صناعتهم المتمثلة بسوبرمان اليمن (الدّنبوع ) لتتم مأساة الملهاة في مسرحية الارتزاق على خشبة الرّياض ،وحتّى يردّد  مرتزقته والمرجفون والمنافقون جملة :
شكرا دنبوع ؛ قرينا لـ:
شكراً سلمان ؛  تلك العبارة التي مازادت صاحبها إلا خبالا ، يشبه خبال ذلك الفرعون ش لازال يدعو لهامان المتمثّل بعبدربه الأقرع الدّجّال ؛ بعد أن مرّغ رجال الله أنف حريمه في تراب هذه الأرض, فلن يطهّر رجسهم ذلك التمريغ ؛  وسيظلون هم الرّجس الحقيقي ولن تغفر لهم أفلام الأكشن وقيامهم بدور “سوبرمان” أنّهم العدو ولن يتجمّل منهم ويشكرهم من جديد إلا كلّ عميل أو كلّ من انطبق عليه المثل الشّعبي: (جوّع كلبك يتبعك ) أي : كلّ كلب معروف باعوجاج ذيله التي هي سبلته(في المثل الشّعبي السّابق).
لنقول لهم :
الشّعب اليماني ليس كلابا تحرمونها وتتآمرون على قوته ورزقه لتركعوه أو ليتبعكم ككلب طوال عمره ما استقام  (سلبته ـ ذيله )،
نحن شعب انتصرنا بمبادئنا ورجالنا واستغنينا عنكم وصبرنا  خمسة أشهر دون راتب وصبرنا في عِزّة كأولئك الذين صمدوا مع رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم ) عامين في شِعب بني هاشم ، وماتراخوا أو توانوا..وهم يعرفون أنّهم الأعلون بموالاتهم لله ورسوله ؛ وأولئك هم أسوة هذا الشّعب العظيم ؛ وأمّا من اعتاد الذّلة وجرت في دمه العبودية فسينطقها بقلبه ولفظه و لحن قوله بالاعتراف بفرعون العصر (سلمان ) وزمرته ،
وسوبرمانه(الدّنبوع )  وعملائه ؛ بأنّه ربّه الأعلى كيف لا وقد أعطى الفقراء  راتب شهر ؛ في حين أنّ هذا الرّاتب حق للجميع و ليس منحة من الدّنبوع وربّه الأعلى ولا من (مرتزقة  ) تم دوس أنوفهم  بأقدام الأبطال ما اضطرهم إلى الفرار من جديد إلى أحضان سروال الوهابيّة المحنّطة  ..
لهذا لن يحيي ميلاد عبارة : شكرا عبيد وحريم سلمان أو شكرا سوبرمان اليمن إلا   عميل وعميل وذليل  وهو من سينطبق عليه مفهوم الكلب ؛ فذِلته في شكره قوم لا يستحقون الشكر حيث إنّهم  سيشيدون بالعدو ويمجدون هذا الإلهام وهذا الجود وهذا وهذا ….إلخ بأنّه من إنسانية (هادي ) الذي فرّ ليضرب ويبرّر لقصف بلده و قَبِل أن يكون شمّاعة لتبرير العدوان في بلده ؛ فمثله ومن على شاكلته لا يُبارى في عمالته وكلّ من يتجمّل منه فهو كالكلب إن تتركه يلهث أو تحمل عليه يلهث…

قد يعجبك ايضا