” الصحة ” تدعو لفتح مطار صنعاء الدولي لإيصال الأدوية وسفر المرضى
٣٠٠٠ طبيب واختصاصي نزحوا بفعل العدوان منهم ٢٥٦ من أمانة العاصمة
الثورة / تقرير / محمد العزيزي
كشفت وزارة الصحة العامة و السكان أن ١٢٨٠٠ طفل مصاب بمرض الثلاسيميا ( تكسر الدم ) في ثلاث محافظات هي أمانة العاصمة وتعز والحديدة مهددون جميعا بالموت في حال عدم توفر الأدوية الخاصة بهذا المرض وحتى يبقى هؤلاء المرضى على قيد الحياة رغم معاناتهم من هذا المرض المزمن والخطير الناتج غالبا عن زواج الأقارب وعدم اكتراث الأسر اليمنية للفحص قبل الزواج .
مؤكدة في تقرير أعدته مؤخرا أن ٢٢٠ طفلا من المصابين بالثلاسيميا ماتوا خلال الأشهر الأخيرة من العام المنصرف ٢٠١٦م في محافظة الحديدة لوحدها و ذلك بسبب عدم توفر الأدوية التي تمنع ترسب الحديد في الجسم نتيجة تكرار نقل الدم للمريض .
وأشارت إلى أن عدد المصابين بالثلاسيميا في تعز بلغ ٦٠٠٠ مريض و ٤١٠٠ مريض في أمانة العاصمة صنعاء وأن أضعاف هذه الأرقام في بقية محافظات الجمهورية حيث يعد هذا المرض من الأمراض المزمنة والمنتشرة في اليمن وارتفعت نسبة الإصابة فيه بشكل مخيف في العشر السنوات الماضية مقارنة بعام ٢٠٠١ م عندما سجلت أقل من ستمائة حالة بالإصابة بهذا المرض الفتاك الذي يصيب فئة الأطفال .
وأكد الدكتور ناصر العرجلي و كيل وزارة الصحة العامة والسكان لقطاع الطب العلاجي أن الأمراض المزمنة تفتك باليمنيين في ظل الحصار والعدوان .. مؤكدا ان هناك ٥٠٠٠ مريض مصابون بالسرطان مسجلون لدى مراكز العلاج ، كما يوجد أكثر من ١٢٠ ألف مصاب بمرض السكري يستخدمون علاج الانسولين و ضعفهم يستخدمون عقاقير وأدوية “ كبسولات “ ؛ بالإضافة إلى أن هناك ٣٥٠٠ مريض من زارعي الكلى تصل تكلفة جلسات غسيل الكلى شهريا ١٧٥ ألف ريال ، ومثل هذا العدد ما يزالون يستخدمون غسيل الكلى ولم يصلوا إلى زراعة الكلى بحسب الإحصائية المسجلة لدى الوزارة .
وأضاف : لدينا عشرات الآلاف من مرضى القلب و المخ والأعصاب والكبد وغيرها من الأمراض المزمنة الفتاكة والخطيرة و إذا لم يسمح العدوان من ادخال الأدوية الخاصة بهذه الأمراض الخطيرة والمزمنة وفتح مطار صنعاء لسفر هؤلاء المرضى للعلاج في الخارج و كذا السماح للوزارة والمنظمات الدولية ومستوردي الأدوية من استيراد العلاجات فإننا نتوقع وفاة كل هؤلاء المرض بسبب انعدام الأدوية خاصة وان هناك ٥٠٠ صنف من الأدوية أصبحت معدومة وغير متوفرة لدى الوزارة أو في سوق الأدوية وهذا الأمر يجعلنا أمام حقيقة مفجعة و أليمة عندما نعلن خلو اليمن من المرضى و الأمراض المزمنة نهائيا و ذلك خلال شهرين إلى ثلاثة أشهر قادمة و هذه الكارثة الإنسانية تعد وصمة عار في جبين الإنسانية و الضمير العالمي و كل المنظمات الدولية العاملة في المجال الإنساني حين يموت عشرات الألاف من البشر بسبب عدم وصول الدواء إليهم و بعلم العالم و المنظمات الدولية.
وأشار وكيل وزارة الصحة لقطاع الطب العلاجي إلى أن العدوان الغاشم دمر مصنعين اثنين للاكسجين ودمر أجهزة تشخيصية طبية تقدر قيمتها بنحو ٩٥ مليون دولار .. مشيرا إلى أن إجمالي الخسائر المادية الناتجة عن العدوان و القصف بلغ ٨٣٤٢٤٤٠ مليار ريال حتى نهاية أغسطس ٢٠١٦ م .
و قال : وصلتنا أكثر من ٤٠٠ مناشدة و استغاثة خلال ٦٠٠ يوم من مستشفيات ومراكز طبية تطالب وتؤكد فيها عدم قدرتها على الاستمرار في تقديم الخدمات الطبية للمواطنين نتيجة نفاذ الأدوية و المستلزمات الطبية والإسعافية والمتطلبات التشغيلية لتلك المرافق الصحية ، وبدورنا قد عكسنا هذا المناشدات على المنظمات الدولية و الإنسانية في بلادنا أو على المستوى الدولي و العالمي لانقاذ المرضى و استمرار المرافق الصحية تلافيا للانهيار والتوقف النهائي .
وأكد الدكتور العرجلي أن وزارة الصحة العامة والسكان تمكنت رغم العدوان وشحة الامكانيات من تسجيل ورصد جميع جرائم العدوان التي ارتكبت على مدى عامين ووثقتها الصحة بالأرقام و الإحصائيات وتصنيف كل حالة بالمستوى الذي كانت عليه أثناء القصف وارتكاب الجرم وبعده في كل منطقة من مناطق الجمهورية اليمنية عبر غرفة عمليات الطوارئ التابعة لوزارة الصحة وغرف الطوارئ في المحافظات والمديريات والمستشفيات والمراكز الصحية العامة أو الخاصة .
ولفت الدكتور العرجلي إلى أن العدوان دمر ما يقارب ٣٠٠ منشأة طبية ودمر ٢٦٠ منشأة صحية و خدمية كما تسبب القصف الهمجي والعشوائي في وقف ١٩٠٠ منشأة طبية أخرى بالإضافة إلى أن هناك ٣٠٠٠ منشأة و مرفق. صحي مهددة بالتوقف نتيجة عدم توفر الامكانات التي تساعدها على الاستمرار في تقديم الخدمات الصحية للمواطنين .. لافتا إلى أن الوزارة فقدت ١٥٠ شهيدا ومصابا من كادرها الصحي والعاملين في الميدان بينهم ٣٠ شهيدا قضوا بسبب قصف الطائرات وهم يقومون بإنقاذ و إسعاف المواطنين من تحت ركام الأنقاض .
وقال وكيل وزارة الصحة: انه نتاجا للحرب الظالمة التي يشنها العدوان على بلادنا غادر القطاع الصحي عدد كبير من الكادر المحلي و الأجنبي وهم من أصحاب التخصصات النادرة والمطلوبة وكذا الفنيين حيث بلغ عدد النازحين نتيجة العدوان نحو ٣٠٠٠ اختصاصي و فني من بينهم ٢٥٦ طبيا و فنيا من أمانة العاصمة فقط .
وكشفت إحصائية الوزارة الصادرة عنها مؤخرا ان إجمالي عدد الجرحى والشهداء الذين سقطوا منذ بدء العدوان الغاشم على اليمن في ٢٦ مارس ٢٠١٥م و حتى ٣١ ديسمبر ٢٠١٦م قد بلغ نحو ٢٩٢٨٠ مواطنا منهم ٨٦٢٥ شهيدا و ١٨٧٨٥ جريحا من جميع الفئات العمرية ، بالإضافة إلى ١٨٧٠ معاقا .
و بينت الإحصائية التي حصلت “الثورة” على نسخة منها أن عدد الأطفال الذين سقطوا بقصف طائرات العدوان بلغ ٤٤١٤ طفلا ذكورا واناثا منهم ١٧٦٩ شهيدا و ٢٦٤٥ جريحا .. وأن إجمالي عدد الإناث اللواتي سقطن جراء العدوان و بحسب البلاغات الواردة للوزارة خلال ٦٠٠ يوم من القصف المتواصل بلغ ٣٣٩٣ امرأة .