وجهة نظر.. أدعياء الوطنية
محمد النظاري
بين ادعاء الوطنية وممارستها فرق كبير، فليست الوطنية شعارا يرفع في المناسبات، وعند الضرورة لا تجد حرفا واحدا من تلك الخطب العصماء.
تصوروا معي عندما يفتقد الوطن – الذي يمتلك صندوقا للرياضة- من يدفع عنه مبلغا زهيدا لا يتعدى الألف دولار، ليبقى حاضرا في الاتحادات القارية والدولية للصحافة الرياضية.
يصرفون في أحد المطاعم المعروفة اضعاف هذا المبلغ كل يوم، من اجل ما يسمونه : تشريف وزارة الشباب والرياضة ، وعندما يتعلق الامر بتشريف الوطن من خلال حفظ ماء وجهه عبر دفع الاشتراكات الشهرية، لا نجد من يدفعها.
قتلوا اتحاد الاعلام الرياضي في بلادنا عن قصد، وعندما بعث الله أخانا بشير سنان -بحكم عضويته في الاتحاد الاسيوي للصحافة الرياضية- ليكون حلقة وصل لاعادة الروح له عبر الاتحادين الاسيوي والدولي للصحافة الرياضية، أنزعجت أطراف كثيرة أرادت إبقاء هذا الكيان في طي النسيان.
عدم قيام الجهات الرسمية في بلادنا بدفع الألف الدولار، وتكفل الزميل بشير بدفعها، يجعلنا نتساءل اي طينة من البشر يتولون امر الرياضة في بلادنا، وهل لهذه العينة وجوه تخجل.
الاخ حسن زيد -وزير الشباب والرياضة- ان كان يعلم بأمر الألف دولار فتلك مصيبة، وإن كان من حوله لم يعلموه بها فالمصيبة اكبر، ودعونا نفترض انه كان لا يعلم، فها نحن نعلمه بها، متمنين ان يتجاوب ليس فقط بدفعها، بل وبتقديم الشكر للزميل بشير سنان.
يا معالي الوزير .. تحدث من كانوا قبلك بكلام جميل عن إعادة الروح للاعلام الرياضي، ولكنهم لم يكونوا يعنون إلا الضحك على زملاء الحرف الرياضي، فهل يجد فيك هذا القطاع ضالته المنشودة.
هل تعلم يا معالي الوزير أن معظم من تم تكريمهم من كوادرنا عبر اتحادات الصحافة الرياضية لم تكن الجهات الرسمية خلفها، بل كان وراءها رجل لم يدع الوطنية بل هو وطني بافعاله وأقواله، واعني به الزميل بشير سنان.
الدور الذي يقوم به الزميل أحمد السياغي في مركز إعداد القيادات بالدورات المختلفة ينبغي الإشادة به ودعمه، وهنا أحيي الدكتور بندر البنوص والاستاذ احمد السنامي، على إقامة الدورات المماثلة من البورد العربي، وآخرها في مدينة رداع، فالشباب بحاجة إلى مثل هذه الدورات التي تعود عليه بالفائدة، شريطة ان تكون معترفا بها وباسعار ملائمة، وأن تعد جيلاً قادراً على إيصال الفكرة إلى من بعده، فالاقتصار على الشهادة فقط دون الممارسة المستقبلية يفرغ هذه الدورات من محتواها.
