ذيل الحمار وذيل الفيل

حسن الوريث
وصل دونالد ترامب إلى سدة الرئاسة الأمريكية وتسلم مهام منصبه ليصبح الفيل هو من يحكم أمريكا بعد ان خرج الحمار من الحكم ومما لاشك فيه أن فترة حكم الحمار الديمقراطي كانت من اسوأ الفترات على الأمة العربية والإسلامية فقد نجح الحمار في إحداث الفوضى الخلاقة كما أسماها وصارت البلدان العربية مسرحاً للقتل والإرهاب والخراب والتدمير ونهباً للجماعات الإرهابية التي استخدمها الحمار الأمريكي في تنفيذ مخططاته في المنطقة.
الفيل الجمهوري لن يخرج عن قاعدة سلفه الحمار وكما هي عادتهما في تنفيذ السياسة الأمريكية التي هي بالتأكيد تحقيقاً لرغبات الصهيونية العالمية التي تديرهما معا ويقعان تحت تأثيرها سواء كان الفيل أو الحمار والفرق بينهما فقط هو في أسلوب تنفيذ هذه السياسة ففي حين يتبنى الحمار تنفيذ تلك السياسة بهدوء ونعومة وصبر وجلد وإحداث الفوضى الداخلية في البلدان العربية والإسلامية وبث المناطقية والطائفية لتظل فيما بينها تتحارب وتتناحر وتتقاتل وهو يؤجج تلك الصراعات بل ويمولها ويدعمها فإن الفيل يتبنى سياسة التدخل المباشر لاستكمال ما بدأه مواطنه الحمار من تدمير وقتل وتخريب وهذا هو ما يتوقع من ترامب .
الحمار الديمقراطي جلب لنا التنظيمات الإرهابية بعد الموجة التي أسميت بالربيع العربي والذي كان بالتأكيد مخططاً صهيونياً أمريكياً نفذه الحمار بكل أريحية عبر نشر الفوضى الخلاقة وتحت شعارات رحيل الأنظمة واستبدالها بأنظمة أخرى وتشجيع الحركات والتنظيمات الإرهابية بل وتمكينها من حكم مناطق في بعض الدول تحت مسمى إعادة الخلافة الإسلامية وتم رصد المليارات من الدولارات لهذا المخطط الذي نجح إلى حد كبير في إيصال البلدان العربية والإسلامية إلى الفوضى الكاملة وبعضها إلى حافة الهاوية وبدلاً من أن يتوجه السلاح إلى العدو الحقيقي للأمة العربية والإسلامية وهو إسرائيل فإن هذا السلاح والمال العربي والإسلامي تم تصويبه داخلياً لقتل العرب والمسلمين وتمويل تلك التنظيمات الإجرامية وهو ما يؤكد نجاح ذلك المخطط الذي كان من ضمن أهدافه تشويه الدين الإسلامي ونقل صورة ذهنية سيئة عن الإسلام والمسلمين من خلال تلك الجماعات التي تم تصويرها بأنها إسلامية وتمثل الإسلام بينما الدين الإسلامي بريء منها، فهو دين الرحمة والعدل والمساواة والتسامح.
ترامب لم يصل إلى الرئاسة الأمريكية بمحض الصدفة لكنه جاء وفقاً لذلك المخطط الصهيوني العالمي لاستكماله ولكن بطريقة أخرى وأسلوب جديد ولم تكن تلك الحملات الانتخابية سوى مسرحيات هزلية أمام العالم وخاصة امام أبناء المنطقة العربية والإسلامية المنبهرين بهذه التجربة الديمقراطية التي يعتبرونها عظيمة ويتشدقون ويتحدثون بها ويتناولونها في وسائل الإعلام وينبري لها الكتاب والمحللون والإعلاميون لشرح مزاياها ومناقبها وكل منهم يدافع عنها ويؤلف عنها الكتب والمجلدات بينما هي في الحقيقة والواقع مجرد تمثيليات للضحك علينا وفي نهاية المطاف هم من يقرر الفائز الذي يستلم الحكم كما فعلوا في حملة كلينتون وترامب واختتموها بتسيير عدد من المظاهرات الصورية ضد فوز الفيل الذي كان هو الخيار الأمثل لاستكمال تنفيذ ذلك المخطط التدميري والتخريبي في بلداننا .
وبالعودة إلى الحمار والفيل فمن المعروف أن الحمار يتخذه الحزب الديمقراطي الأمريكي شعارًا له أما الفيل فهو شعار الحزب الجمهوري في الولايات المتحدة الأمريكية منذ أكثر من 140 عامًا ونحن لن نخوض في أسباب اتخاذ هذين الرمزين للحزبين ولكن ما يهمنا هو العلاقة التي تربط بعض الأنظمة العربية وخاصة الخليجية بأمريكا وهي علاقة تبعية وليست علاقة ندية كما هي العلاقات بين الدول فهذه الأنظمة ارتضت لنفسها أن تكون تابعاً بل ان البعض ليس تابعاً يمكنه ان يخرج عن التبعية في اي وقت بل إنه ذيل لأمريكا فعندما يصعد الحمار فإنها تكون ذيلاً له وعندما يأتي الفيل فإنها تحول نفسها إليه لتكون ذيلاً له وهكذاً فإن هذه الدويلات ارتضت لنفسها أن تبقى إما ذيلاً للحمار أو ذيلاً للفيل.

قد يعجبك ايضا