نادي القضاة.. والرسالة العاجلة!!

مطهر يحيى شرف الدين          
جميل جدا أن تتيح القوانين الوطنية فرصة إيجاد وخلق كيانات ونقابات وجمعيات ومؤسسات تنطوي ضمنها فئات وشرائح مختلفة من المجتمع المدني تكون بمثابة منبر حر يستطيع من خلالها الأعضاء المنتسبون والمشتركون والفاعلون الحديث بحرية والتعبير عن مواقفهم وتوضيح رؤاهم والإفصاح عن الهموم والخواطر التي يتم ترجمتها عبر تلك المؤسسات إلى أفكار وبلورتها إلى خطابات ورسائل تعبر عن مضامين وأهداف وأبعاد إيجابية يرمي إليها المجتمع ويسعى إلى تحقيقها، والملفت للانتباه في هذه الفترة العصيبة تأسيس كثير من هذه الكيانات والنقابات والجمعيات والتي تسعى إلى تحقيق الهدف التي أنشئت من أجله بغية تنفيذ الأعمال والمهام التي تخدم أفراد المجتمع المدني.
وما نحن بصدده في هذا المقام هو التعرف على النادي القضائي، دوره، مهامه أهميته ومدى تحقيق الهدف الذي وجد من أجله في توثيق روابط الإخاء والتضامن بين اعضائه والاهتمام بشؤونهم وحقوقهم والتحدث باسم الأعضاء وتوحيد الكلمة والرؤية وتحديد الموقف، ومن المهم جدا في هذا الظرف وفي هذا الواقع الذي نعيشه في ظل عدوان التحالف السعودي الأمريكي واستهدافه للقضاة ومنتسبو القضاء وقصفه للبنى التحتية للقضاء وتدمير للمحاكم  أن تكون هناك رسالة عاجلة يخاطب فيها نادي القضاة اليمني جميع النقابات القانونية والحقوقية الدولية والأندية القضائية والمنظمات الدولية والإنسانية بما يجري من عدوان غاشم ظالم وجرائم يرتكبها العدوان السعودي الأمريكي يندى لها التاريخ، عدوان استهدف العدالة واستهدف القضاء الذي يلجأ إليه الخصم الوطني والأجنبي والمسلم والمسيحي، عدوان استهدف الإنسانية وخرق قوانين الحرب وانتهك القانون الدولي الإنساني، عدوان قتل الطفل والمرأة وحاصر شعب بأكمله وشرد الآلاف من المجتمع اليمني، عدوان استهدف وقصف منزل القاضي يحيى ربيد واستشهد مع أفراد أسرته في منتصف الليل.
بمناسبة هذه المجزرة البشعة الأليمة التي صادفت يوم الأربعاء الماضي الذكرى السنوية الأولى لاستشهاد القاضي ربيد تزامنا مع إقامة معرض صور تقيمه وزارة العدل يتم فيه إبراز المباني القضائية والمحاكم المتضررة والمدمرة التي استهدفها العدوان السعودي الأمريكي، إزاء هاتين الفعاليتين سيجد نادي القضاة الفرصة المناسبة لإيصال الرسالة وتعريف المجتمع الدولي بهذه الجرائم.. يجب على القضاة أن يقوموا بدورهم الإنساني والأخلاقي وواجبهم الوطني تجاه زميلهم القاضي ربيد ومهمتهم الأساسية في التعاون بالدفع بالإجراءات القانونية المتبعة مع الجهات المعنية التي ستنتهي  في نهاية المطاف إلى رفع دعوى جنائية أمام المحكمة الجنائية الدولية.
ومن المهم جدا أن يعرف المجتمع الدولي مدى الوحشية والهمجية والعشوائية والمجازر التي ارتكبت بحق المدنيين الأبرياء، ينبغي على نادي القضاة أن ينتزع موقف إيجابي من المنظمات الدولية وأن يقوم بمخاطبتها بما يحصل من تدمير وقصف للمباني القضائية و المحاكم، يجب أن تكون هناك رسالة إلى هذه المنظمات تتضمن المطالبة بتحديد موقف وإصدار بيان إدانة واستنكار وتشكيل لجنة تحقيق وضرورة تقرير العقوبات اللازمة لمرتكبي هذه الجرائم وفقا للقانون الدولي الإنساني.. “وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون إنما نؤخرهم ليوم تشخص فيه الأبصار”.

قد يعجبك ايضا