بين جهاد النفس وجهاد العدوان
عبدالسلام الحربي
الجهاد متعدد الأوجه والمسميات جاء ذكرها في القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة على صاحبها أفضل الصلاة وأزكى التسليم.. الجهاد في الإسلام وهو الجهاد الذي لا يعادله أي جهاد بعد الإيمان بالله سبحانه وتعالى ورسوله صلى الله عليه وآله وسلم.
والجهاد في سبيل الوطن وحريته واستقلاله وسيادته من أي معتد أكان خارجياً أو داخلياً وهو جهاد واجب وطني مقدس وفرض عين على كل أبناء شعبه يفرضه حب الانتماء وحقيقة الولاء للوطن الأرض والإنسان.
أما الجهاد في النفس وهو الجهاد الأكبر في الابتعاد عن الأهواء والملذات التي نهى عنها الله سبحانه وتعالى وسنة رسوله صلى الله عليه وآله وسلم لكن جهاد البحث عن الحفاظ على قيم العزة ومبادئ العيش بالطرق المشروعة وتوفير احتياجات من يتبعوه من الأسرة ومن لهم واجب القيام بهذا العمل لكل إنسان .. فهو جهاد إنساني وإيماني.
وما نشهده منذ عامين من عدوان سعودي أمريكي وتحالف غاشم ضد أبناء الشعب اليمني هو عدوان لا مبرر له وعدوان بربري وجبان وحاقد استوجب الوقوف أمامه والصمود في وجه آلاته الوحشية ودماره العبثي لمقدرات بلادنا وقتل أبناء الشعب اليمني.. لا يفرق بين صغير أو كبير .. الجميع مستهدفون وقد أثبت شعبنا للعالم أنه شعب القوة وشعب المدد وشعب الفداء والتضحيات والنفير العام في كل الظروف والأحوال.
عامان من العدوان كانا كافيين لقوى العدوان وأعوانهم للتأكد أن اليمنيين هم أهل الانتصارات على أرض الميدان وعلى واقع الحياة وصعوبتها ومطالبها وكانا يمثلان أيضا رسالة فخر ومكانة اعتزاز لمن هم في قمة الهرم في الدولة والحكومة ورجال وقادة صنع القرار السياسي أن يبادلون هذا الشعب العظيم في تحمل مسؤولياتهم تجاه شعبنا الصامد والصابر والمجاهد على ظروف الحياة بكل مجالاتها .. بما يعزز الصمود ويقوي الجبهة الداخلية لشعبنا.
وهنا لا نختلف على الصمود وحب الشهادة أمام قوى العدوان وتحالفاته على بلادنا وأبناء شعبنا.. لكننا نختلف أمام صمت العالم على جرائم العدوان في حق أبناء الشعب اليمني وحصاره الاقتصادي الجائر وأمام بعض القوى الوطنية والسياسية ومواقفها المتخاذلة إزاء العدوان المتواصل وظروف شعبنا الإنسانية الصعبة.
إن الوقت وحجم العدوان قد خيب آمال قادته وتحالفاته في تحقيق أي هدف أو انتصار على الأرض اليمنية وشعب الايمان والحكمة.. لكن الوقت وحجم المعاناة لأبناء شعبنا في الداخل تستدعي الوقوف صفا واحداً في التخفيف من معاناة الناس نتيجة تأخر صرف الرواتب الشهرية للعامين في الجهاز الحكومي العام المدني والعسكري والأمني.. والذي أدى إلى ظروف إنسانية يومية صعبة والذي يمثل الراتب الشهري لدى الغالبية المصدر الوحيد في توفير الاحتياجات الأسرية والمنزلية.