المراهنة على معاناة الناس!
حمدي دوبلة
يتباهى العدوان السعودي عبر أبواقه الإعلامية بإغلاق مطار صنعاء أمام الملاحة الجوية وحركة الطيران التجاري والمدني ويتحدث عن الأمر كما لو انه انتصار عسكري وإنجاز كبير يستدعي الفخر والاستعراض والتباهي.
هكذا يساعد النظام السعودي الشعب اليمني وما إغلاق مطار صنعاء إلا غيض من فيض المنن السعودية المتواصلة منذ عامين دون انقطاع لكنها بلغت ذروتها في الآونة الأخيرة بعد فشله العسكري الذريع في تحقيق أي مكسب واضح على الأرض ليلقي بكل ثقله لمضاعفة معاناة الناس ظنا منه أن تلك المعاناة قد تحقق له ما عجز عن تحقيقه بالطائرات والصواريخ وتحشيد جيوش العالم.
ليس بغريب على نظام سعود أن يلجا إلى هذه الوسائل الرخيصة فهو لم يدع طريقة في حربه المجنونة على اليمن إلا وأقدم عليها وما يزال على دابه حتى اللحظة ورغم الفشل المتوالي لا يكل ولا يمل في ابتكار الطرق والأساليب المبتذلة لتركيع الشعب اليمني وكسر إرادته وهاهو اليوم يستميت في المراهنة على معاناة المواطنين للوصول إلى مآربه ولقد وصل إلى درجة استهداف الناس في لقمة العيش ولا اعلم ماذا ستحمل لنا الأيام القادمة من جديد إبداعات هذا النظام الأرعن البليد بحق أبناء هذا البلد الكريم.
مطار صنعاء هو الممر الوحيد لأكثر من خمسة ملايين إنسان من أبناء العاصمة ومثلهم من سكان المحافظات والمناطق المحيطة بها لذا يصر تحالف العدوان السعودي على مواصلة إغلاقه لتضييق الخناق على الناس ومنع وصول الإمدادات الإغاثية والدوائية إلى هذا العدد الهائل من البشر وحرمان المرضى من السفر للخارج وعودة العالقين منهم ومن الطلبة إلى الوطن لكن المضحك المبكي في الأمر أن نظام أسرة سعود لا تزال تتشدق بأن إغلاق مطار صنعاء تفرضه دواع أمنية ملحة ورأينا كيف برر وزير خارجية سلمان مؤخرا بالقول بان المعارك تدور حاليا على مقربة من المطار وان إعادة فتحة أمام حركة الملاحة الجوية لن يكون بالأمر الحكيم وسيشكل خطرا على أمن الطيران ليكرر الكذبة ذاتها التي تم بموجبها إغلاق المطار قبل أكثر من عام يومها قال عسيري بان معركة صنعاء ستبدأ خلال ساعات لكن كل ذلك تلاشى ولم يبق من أثاره غير أوهام وأمانٍ لا تزال تدغدغ الأوتار الحساسة في نفسيات وقلوب حكام الرياض وأنغام قديمة متجددة يتقن عزفها المرتزقة وتجار الحروب لتُدر عليهم الكثير من الأموال التي سينفقها سلمان وزبانيته ثم تكون عليهم حسرة .