ملوك وأمراء النفط.. إذا دخلوا قرية أفسدوها
صولان صالح الصولاني
لقد ملكوا المال والسلطة وتربعوا عروش الملوك والأمراء في جزيرة العرب، فطغوا وافسدوا وتجبروا واستكبروا استكباراً.. نهبوا ثروات الشعوب وسخروها لخدمة اهوائهم ونزواتهم الشيطانية أولاً ومن ثم لخدمة أهداف ومخططات ومطامع أسيادهم الأمريكان والغرب ثانيا.. فما أكثرها صفقات الأسلحة التي عقدوها باسم دول وممالك النفط التي يتربعون عروشها مع كبريات الشركات المصنعة للأسلحة في العالم وخصوصاً الأمريكية والأوروبية منها، ودفعوا الاثمان الباهظة من واردات النفط المتدفق من الأراضي المملوكة لشعوب جزيرة العرب مقابل الحصول على كل صفقة من صفقات تلك الأسلحة التي يمدون بها عادة الجماعات والتنظيمات الإرهابية المتطرفة والمتفرخة من رحم الموساد والمخابرات الصهيو أمريكية والبريطانية وذلك لتسليح انتحارييها ومتطرفيها وإرهابييها من الشباب العربي المغرر بهم الذين ما تنفك دهاليز ومقرات جماعة الاخوان المسلمين السرية ومدارس الفكر الوهابي المنتشرة في اصقاع المعمورة تدفع بهم وتصدرهم عقب تخرجهم منها مباشرة إلى احضان هذه الجماعات والتنظيمات الإرهابية المتطرفة وذلك برعاية واهتمام مباشر من قبل أمراء وملوك العهر والعنجهية الخليجيين الذين يتلقى منهم هؤلاء الانتحاريون والمتطرفون بعد سنوات تخرجهم الدعم والتمويل المالي اللازم والمدد العسكري والاسناد السياسي والإعلامي بما يمكنهم من تنفيذ مخططات الهدم والتدمير وارتكاب أبشع المجازر والجرائم التي يندى لها جبين الإنسانية بحق أبناء الأمة العربية سواء كان ذلك في العراق أو سوريا أو ليبيا أو اليمن أو غيرها من بلدان وشعوب منطقتنا العربية.
لقد باتت دول وممالك النفط والبترو دولار وعلى رأسها مملكة قرن الشيطان وقطر والإمارات تشكل معول هدم ودمار للأمة العربية والإسلامية برمتها كون أمراءها وملوكها ليسوا سوى مجرد أدوات تابعة لأمريكا والغرب وبالتالي تجدهم يتسابقون في ما بينهم على تقديم الولاء والطاعة لأسيادهم كل باسم دولته ومملكته التي يتربع عرشها.. كما أن هذه الدول الثلاث أصبحت تتبادل المهام والأدوار بالتناوب في ما بينها بما من شأنه تنفيذ مشاريع ومخططات امريكا والغرب التدميرية لمنطقتنا العربية والتي لم يتوان البيت الأبيض الامريكي عن توزيع هذه المهام والأدوار لحلفائه الأعراب المتصهينين كل حسب نفوذه وإمكانيات دولته المادية وقدرتها على التنفيذ، وبالرغم من أن هذه المهام والأدوار تأتي أحيانا منسجمة مع بعضها وأحيانا أخرى تأتي متناقضة ومختلفة في ما بينها مثلما حصل مع الدور القطري غير المتوافق مع الدور السعودي في مصر قبل وبعد سقوط مرسي من الحكم، وأيضا الدور القطري المتوافق والمنسجم مع الدور السعودي في سوريا، إلا أنها كلها في واقع الأمر أدوار ومهام شائكة بل متوافقة ومنسجمة انسجاما كليا مع الهدم والدمار والقتل والتشريد والتشرذم لبلدان وشعوب ومجتمعات الأمة العربية ومع سلب مقدراتها ونهب ثرواتها وهدر الطاقات البشرية للأمة واستهدافها في الدين والعقيدة والتآلف والتعايش السلمي الذي كان سائدا بين الأفراد والمجتمعات العربية على مر العصور والأزمان.. وأيضا مع نشر وزرع بذور الفتن الطائفية والمذهبية والمناطقية في أوساط الأمة، مستغلين في سبيل ذلك وسائل الإعلام المهولة التابعة لهم التي باتت تنطق كفراً بواحا ونفاقاً يفوق بكثير النفاق الذي كان يمارسه “عبدالله بن أبي – كبير المنافقين” ضد الإسلام والمسلمين في عصر الدعوة الإسلامية على صاحبها أفضل الصلاة واتم التسلم وعلى آله وصحبه أجمعين.