بالمختصر المفيد.. اغتيال الدولة المدنية الحديثة
عبدالفتاح علي البنوس
مثلت جريمة اغتيال البروفيسور الشهيد أحمد شرف الدين في 21 يناير من العام 2014م وهو في طريقه لحضور الجلسة الختامية لمؤتمر الحوار الوطني من قبل عصابات المكر والغدر والإجرام التي سعت لإجهاض الحوار وتأزيم الأوضاع وخلق حالة من التوتر في البلاد، بمثابة اغتيال ووأد لمشروع الدولة اليمنية المدنية الحديثة والتي كان البروفيسور الشهيد مهندسها وفارسها الأول بلا منازع ، وكان رحمة الله تغشاه هو المرجعية القانونية المؤسسة لمداميكها ومرتكزاتها الرئيسية نظرا لما يمثله كموسوعة قانونية مستنيرة كان الوطن وما يزال يفاخر بها ويستند إلى إرثها ونتاجها القانوني .
نعم لقد تم اغتيال الدولة المدنية باغتيال تلكم الشخصية الوطنية التي كان صاحبها يحلم ويمني نفسه بالوصول إلى تلكم اللحظة الفارقة في تاريخ اليمن الحديث التي يتم فيها الإعلان عن قيام الدولة المدنية الحديثة بالمواصفات والمزايا التي عمل على بلورتها وصياغتها خلال رئاسته للجنة الدولة المدنية الحديثة بمؤتمر الحوار الوطني ، وهو الأمر الذي فجر براكين الحقد والكره والحسد في نفوس أعداء اليمن فأجمعوا أمرهم وبيتوا نيتهم السيئة لاغتيال الشهيد البروفيسور أحمد شرف الدين رغبة منهم في دفن مشروع الدولة المدنية الحديثة والذي يدركون جيدا أنه لن يتحقق بعد الخلاص منه باعتباره العمود الفقري والقلب النابض لهذا المشروع .
اليوم تحل علينا الذكرى الثالثة لاستشهاد البروفيسور الشهيد أحمد شرف الدين والتي تأتي في ظل ظروف بالغة التعقيد جراء العدوان والحصار السعودي الأمريكي على بلادنا والاستهداف الممنهج لمقومات الدولة اليمنية وضرب كل مقدرات الحياة وممتلكات الوطن والمواطن واستهداف الحرث والنسل من قبل الكيانين السعودي والإماراتي ومن خلفهما بعران وغلمان الخليج والعربان وجيوشهم غير النظامية المتمثلة في التنظيمات والجماعات الإرهابية (داعش والقاعدة) وغيرهما ومعهم مرتزقة الداخل والخارج الذين تم استئجارهم للقتال نيابة عن جيوش الكبسة والأندومي الكرتونية الفرارة، وكأن هناك إصراراً سعودياً على عدم استقرار الأوضاع في اليمن خشية أن يفضي ذلك إلى ظهور كفاءات وطنية تحمل على عاتقها استكمال مشروع الشهيد شرف الدين لبناء الدولة اليمنية المدنية الحديثة التي دفع حياته ثمنا له، وهو الأمر الذي يشير وبوضوح إلى ضلوع الكيان السعودي الإجرامي وراء اغتياله بتلكم الطريقة البشعة التي لا يقوم بها إلا أذنابهم في الداخل من الخونة والعملاء والمرتزقة .
بالمختصر المفيد اغتيال الشهيد البروفيسور أحمد شرف الدين خسارة كبرى لليمن وللمنطقة وهذه من المسلمات التي لا شك فيها ولكن الدماء الطاهرة التي تساقطت من جسده الطاهر حملت معها ميلاد جيل نهل من نبع الشهيد وأدمن على حب الوطن والسير على نفس الخط والمنهج الذي رسمه حتى تحقيق الحلم الذي كان يحلم به والأمنية التي كان يتمناها وهي بناء دولة بشكل آخر، الدولة المدنية الحديثة التي يفاخر كل يمني بالانتماء إليها ويقدم الغالي والنفيس في سبيلها وللدفاع عنها وإني رغم كل الخطوب المدلهمة والأوضاع القائمة لأرى بأن حلم الشهيد البروفيسور أحمد شرف الدين بات تحقيقه قريبا بإذن الله .
رحم الله شهيد الوطن وفقيده الكبير البروفيسور أحمد عبدالرحمن شرف الدين وطيب الله ثراه وأحسن الله مثواه وجعل الجنة سكناه ولعنة الله على كل من تآمر وخطط ومول وشارك في قتله ولا نامت أعين الخونة والعملاء والقتلة والمرتزقة .
هذا وعاشق النبي يصلي عليه وآله