كشبَّاكِ القصيدةِ

 

صلاح محمد الشامي
لكي لا تنضب الكلماتُ
شَنِّفْ سورة الوجدانِ
بالإحساس بوحاً
لا يفارقُ روحك العطشى
لسردِ نثارِ همك…،
بُحْ لصمتِ الليلِ
أنصمتْ للمسافة بين ما تبغي
وما يُلقى عليكَ من الكلامِ…،
أصِخْ لموجِ صداكَ
خُضْ بحرَ الغيابِ …،
تَخُضُّكَ الآهاتُ
فانثرها
لتدركَ
كم تناثرَ من جهاتِ صدى حنينكَ…،
لُحْ كبرقٍ
ثم بُح كالرعدِ
أمطِرْ مثل وعدٍ ذائبٍ في الوجدِ…،
أعلنْ للقصيدةِ أنَّ يوماً
سوف يأتي مشرقاً
كالـ “ش”
فاقرأ بوحَ قلبكَ
ثم ترجم غير ما استعصى عليكَ
قصيدة فصحى
تفاعيلاً
تُفَعِّلُ فيكَ ما منه انطوى
من مسِّ قلبكَ بالهوى
ونواكَ مُنفتحٌ كشَّباكَ القصيدةِ للرياحِ…،
وقل بصمتٍ
ناقشاً نجواكَ
إن جواكَ مشَتعل
ومنطفئٌ سُدَاكَ…،
قل القصيدة مرةً أخرى
فربَّ قصيدةٍ سكنتْ شتاتَ القولِ
أو قولٍ أتى بشتاتها …،
قلبُ القصيدةِ أنت
فانبضْ مثل نبض الشعر كي تلقاكَ
حيثُ مدينةٌ قُصِفَتْ
حياةً
أنتَ أولها وآخرها
فَبَسْمَلْ
أيها الباءُ …،
البواكي
ليس تَبعثُ شَجوكَ النائي
ولا نُقَطُ الحروفِ
إذا جَمَعْتَ سُطورَها
ستقيمُ مأتمَ عرسكَ …،
الأيامُ تمضي
إنما ما زلتَ
مثلَ صدى بدايتكَ اليتيمةِ
لوعةً في الحرفِ …،
قل ما شئتَ
واتركني
أهيمُ ببعض ماءِ الوجدِ
أجترُّ السعادةَ
عَلَّ ساعةَ مولدٍ للحبِّ
تُبْعَثُ من براثن كل هذا العنفِ
والقتلِ الذي
ما عاد وجهاً للمشيئةِ …،
ربما ستلوحُ يومَ غدٍ سواكَ..
فلا تغالبْ فألَ فجرٍ قد أطلَّ مساؤهُ
فغداً سيشرقُ
بعد ما تعمى عيونُ الليلِ
أو تفنى عيون المستحيل.
صنعاء يناير 2017م

قد يعجبك ايضا