الأسد: نأمل أن يشكل اجتماع الآستانة منبرًا للمحادثات بين مختلف الأطراف السورية

تحرير مناطق جديدة في ريف حلب

دمشق/وكالات
أكد الرئيس السوري بشار الأسد أن سوريا “لا تتوقع أي شيء من مؤتمر الآستانة، وإنما هناك آمال في أن يشكل المؤتمر منبرًا للمحادثات بين مختلف الأطراف السورية حول كل شيء”.
وفي مقابلة هي الأولى من نوعها مع الإعلام الياباني منذ اندلاع الأزمة السورية، تحدث الرئيس السوري لقناة TBS اليابانية قائلاً “أعتقد أن المؤتمر سيركّز في البداية، أو سيجعل أولويته، كما نراها، التوصل إلى وقف إطلاق النار، وذلك لحماية حياة الناس والسماح للمساعدات الإنسانية بالوصول إلى مختلف المناطق في سوريا”.
وأضاف الرئيس الأسد إنه “ليس من الواضح ما إذا كان هذا المؤتمر سيتناول أي حوار سياسي، لأنه ليس واضحاً من سيشارك فيه. حتى الآن، نعتقد أن المؤتمر سيكون على شكل محادثات بين الحكومة والمجموعات الإرهابية من أجل التوصل إلى وقف لإطلاق النار والسماح لتلك المجموعات بالانضمام إلى المصالحات في سوريا، ما يعني تخليها عن أسلحتها والحصول على عفو من الحكومة. هذا هو الشيء الوحيد الذي نستطيع توقعه في هذا الوقت” وفق قوله.
تجدر الإشارة إلى أن مؤتمر الآستانة الذي من المنتظر أن يبحث في حلول للأزمة السورية، سيعقد في 23 من الشهر الجاري، وسيكون على شكل محادثات بين الحكومة وعدد من المجموعات المسلحة من أجل التوصل إلى وقف لإطلاق النار والسماح لتلك المجموعات بالانضمام إلى المصالحة في سوريا.
من جانب آخر افادت قناة” العالم” الاخبارية بأن الجيش السوري سيطر على قرية عفرين ومطاحن الفستق والمداجن ومعمل الصابون وام ميال والجديدة شرق قرية أبو الكروز والحمامات جنوب شرق منطقة خناصر في ريف حلب الشرقي.
ويأتي ذلك إثر اشتباكات مع مسلحي تنظيم داعش استخدمت فيها الاسلحة الرشاشة الثقيلة والقذائف المدفعية والصاروخية ووقوع قتلى وجرحى في صفوف مسلحي التنظيم.
تقع مدينة دير الزور إلى الشرق من سوريا وهي على وشك الوقوع في أيدي التكفيريين (داعش) وأكثر من 100 ألف من المدنيين في دير الزور وآلاف الجنود الذين يدافعون عنهم عرضة للخطر وللقتل على أيدي قوات داعش الوحشية، الوضع القائم هو نتيجة مباشرة لعملية عسكرية أمريكية ضد الجيش السوري وليس ضد داعش.
تجدر الإشارة إلى أن دير الزور تعاني من تنظيم داعش منذ أيلول 2015م، لكن يتم الدفاع عن المدينة وحماية المدنيين بشكل جيد من قبل الجيش العربي السوري، وهو صد الهجمات الأخرى لداعش، بينما تعمل الدولة السورية على تأمين وإيصال الإمدادات إلى هذه المدينة المحاصرة جواً عبر مطار دير الزور من خلال الإسقاط الجوي من قبل القوات الجوية السورية والروسية، في ظل عدم القدرة على الإغاثة من قبل القوات البرية لأن دير الزور تبعد أكثر من 100 كم عن عن أقرب موقع للجيش السوري غرب تدمر وكما أن الصحراء بينهما تحت سيطرة داعش.
وقبل خمسة أيام شن تنظيم داعش هجوماً جديداً على دير الزور وما يزال منذ ذلك الوقت، وعلى الرغم من الحظر الجوي من قبل القوات الجوية الروسية والسورية، استطاع التنظيم الحصول على تعزيزات وإمدادات خلال الأشهرالماضية ، أمس الأول تمكن داعش من قطع المطار حيث الجيش السوري وقيادته والإمدادات الأساسية، وهو الآن يصد الهجوم عن المدينة من جميع الجهات، أمور عديدة ساهمت في تعقيد الوضع هناك ومنها سوء الأحوال الجوية ما يجعل الدعم الجوي من الخارج صعباً، ما لم يحدث أمور غير متوقعة فإنها ليست سوى مسألة وقت لسقوط المطار والمدينة بيد داعش.
في الحقيقة لقد تغاضت الولايات المتحدة/أو حتى دعمت بنشاط محاولة داعش الاستيلاء على مدينة دير الزور عبر (على الأقل) ثلاث إجراءات:
*تعرض الجيش السوري لهجوم جوي أمريكي ضخم في أيلول 2016م لتمكين داعش من اتخاذ موقع استراتيجي ولقطع الإمدادات عن الجيش السوري.
*هجوم الولايات المتحدة على محطة توليد الكهرباء في كانون الثاني الجاري لتعطيل إمدادات الكهرباء عن المدينة.
*عدم التدخل الأمريكي مكن داعش من إعادة تعزيز قدراته من الموصل وغرب العراق إلى دير الزور في شرق سوريا.
في 16 أيلول من عام 2016م قادت الولايات المتحدة هجوماً جوياً أستمر لساعات طويلة على مواقع الجيش السوري على تلال الثردة إلى جنوب المطار وقضى نتيجة ذلك أكثر من 100 جندي سوري نحبهم، ودُمرت عدة دبابات للجيش وقطع مدفعية، مباشرة بعد الهجوم الأمريكي سيطر داعش على تلال الثردة ما سمح لهم بالسيطرة النارية على مطار دير الزور، وزعم الجيش الأمريكي أن الهجوم حدث بطريق الخطأ، لكن نظرة متفحصة لتقرير التحقيق لذلك “الخطأ” تكشف أن الهجوم الأمريكي كان يستهدف عمداً الجيش السوري لتسجيل نقاط سياسية ضد اتفاق التعاون الذي أعلن عنه بين الولايات المتحدة وروسيا لقتال داعش (القوات الجوية الدانماركية F16 وطائرات بدون طيار، تحت قيادة الولايات المتحدة شاركوا في الهجوم، وبعد نشر التقرير سحبت الحكومة الدانماركية جميع عناصر الجو من مشاركتها في التحالف الأمريكي ضد داعش).

قد يعجبك ايضا