الوعي .. حصن الجبهة الداخلية

علي احمد جاحز

عجز العدوان على مدى ما يقارب العامين ، وباستخدام كافة الأساليب والأدوات والمخططات والمؤامرات ، أن يحقق أهدافه الحقيقية وهي تفكيك اليمن اجتماعيا وجغرافيا ، وإعادة أدواته إلى السلطة ، وهذا العجز لم يكن محض صدفة أو نتيجة صنعتها الصدفة ، بل جاء ثمرة صمود وتلاحم ووحدة شعبية غير مسبوقة .
إحباط مخططات العدوان وإفشاله وتفتيت مؤامراته جاءت بفعل عوامل كثيرة محورها الأساسي قوة تماسك الجبهة الداخلية ، والجبهة الداخلية هي مجموعة من الفعاليات والتحركات المنسجمة التي تصب كلها في مصب واحد وهو مواجهة العدوان ، ومن المهم والضروري بل من أولى الأولويات أن نحافظ على ذلك التماسك والانسجام والقوة في الجبهة الداخلية ، وهو ما لايمكن أن يتأتى إلا بالمحافظة على عوامل نجاحها .
وفي كيفية المحافظة على عوامل استمرار نجاح وتماسك الجبهة الداخلية نحتاج أن نكون عند مستوى عال من الوعي بالمؤامرات التي تستهدفها وتطمح في قتلها وإبطال فاعليتها ، وهذه المؤامرات مستمرة وموجودة وملموسة ، غير أن هناك للأسف مؤامرات غير ملموسة بسهولة ، يمكن أن تمر وتحقق أهدافها ونحن لا ندرك ذلك ، وبعضها يمكن أن يمر عبر أدائنا وانفعالاتنا غير الواعية .
وهذا يحتم علينا أن نقف مع أنفسنا موقف المسؤولية العالية مما يجري ويدور حولنا من متغيرات ، لا ينبغي أن نقف في موقف الغافلين دون أن نقرأ الأمور بعيون يقظة وحس مسؤول ، فهناك من يهدف إلى تفتيت جبهة الصمود والتصدي باستخدام شعارات فضفاضة وبداخلها أهداف كيدية مثل التشكيك في مصداقية طرف مسؤول عن التعبئة أو ضرب ثقة الناس في قيادتهم أو إشاعة قضايا جانبية تضرب تفاعل الناس مع القضية الأساسية التي هي مواجهة العدوان .
للأسف الشديد هناك من يعتقد انه يستطيع استغفال وعي الناس وتمرير مشاريع العدوان إلى داخل قناعاتهم ، جاهلا أو متجاهلا أن الشعب اليمني الذي ظل لشهور طويلة يسطر أعظم الملاحم ، قد امتلك من الوعي بأهمية التحرر والانعتاق من الوصاية والهيمنة وبالتالي أدرك بشكل عميق خطورة التسليم والتخاذل أمام تحركات العدوان ، الأمر الذي دفعه للتحرك الجاد لمواجهة العدوان على كل الأصعدة .
هناك للأسف من يتبنى حملات تحريضية تحت عنوان الراتب ، يحاول ان يوجه مآسي الناس ومعاناتهم باتجاه جبهة الصمود والتصدي الداخلية ويضرب نفسيات الناس في مرحلة حرجة يراهن الشعب فيها على صموده ويراهن العدوان فيها على نجاح أدواته في ضرب ذلك الصمود .
ثمة من يتبنى حملات هجومية على طرف منشغل بمواجهة العدوان ويضحي بكل إمكاناته البشرية والمادية والسياسية لأجل مواجهة العدوان وإدارة المعركة المصيرية ، فيكيل التهم بالفساد دون أن يحدد قضية فساد بعينها أو مفسد بعينه أو يقدم أدلة بعينها ، أو يهاجم شخصية وطنية نجحت في صناعة إنجاز ما سياسي أو دبلوماسي أو إداري ، عبر حملات منظمة وممنهجة ، وعلاوة على كونها حملات لا هدف مفيداً للوطن من ورائها فإنها أيضا لا تستند على شيء يؤكدها .
طبعا مثل هؤلاء يهدفون إلى ضرب جبهة الصمود الداخلية ، كيف ؟؟ ، طبعا هم لا يريدون أن يرفعوا قضايا فساد أو تثبيت تهم على هذا أو ذاك وإنما يريدون أن يصنعوا حالة من الشك والريبة في أوساط المجتمع تجاه قيادة الثورة وقيادة المعركة المصيرية ، وهو ما يرومون من ورائه الوصول إلى خلق حالة من اللاتفاعل مع التعبئة والتحشيد والصمود والتكافل والدعم الشعبي الذي صنع معجزة الصمود الأسطورية في اليمن ، وصولا إلى ضرب وتفتيت الجبهة الداخلية .
ولأن هذه المحاولات تقدم خدمة مباشرة للعدوان وتحقق له أهدافا عجز عن تحقيقها فان مواجهتها وكشفها وتعريتها جزء لا يتجزأ من جبهة مواجهة العدوان ، ولعل جبهة الوعي هي المعنية بمواجهة هذه المؤامرات والمخططات ، ولاعذر لأحد في الالتحاق بجبهة الوعي الوطنية التي يفترض أن كل فرد في المجتمع جندي فيها .

قد يعجبك ايضا