هزيمة (الحرب السياسية) .. !!
عامر محمد الفايق
تمتاز (الحروب السياسية) في عصرنا بتنوع أدواتها باتساع علوم السياسة وطرائق خوض غمارها للسياسيين ومن يمارسون هذه العلوم ويطبقونها والذي أصبحت تدرس كعلوم نظرية وتطبيقية ..
إن (الحرب السياسية المخططة والجاهزة) على اليمن والذي تمخض عنها المناورات الدبلوماسية للعدوان وأدواته السياسية قد مارست (أساليب) (المفاوضات وتفكيك المجتمع والغدر والخيانة وأساليب تأليب القوى المضادة) ضد اليمن .. لكنها للآن لازالت تمنى بالفشل والهزيمة يوماً بعد يوم..
فبعد صدور قرارات دولية من مجلس الأمن الدولي والأمم المتحدة والجامعة العربية لتأييد إجراء مفاوضات سياسية والتي سلطت على السياسي اليمني باءت القرارات بالفشل الذريع واكتشف أنها مجرد قرارات ومفاوضات عبثية سواء كانت مباشرة أو غير مباشرة فكانت تتبع أسلوب الضغط على اليمنيين والترهيب والترغيب والإغراء بالباطل وكانت تنتهي بعنجهية وانسحاب ممثلي الطرف المفاوض من قبل العدوان عن سير المفاوضات ومحاولتهم فرض شروط غير معقولة للجانب المفاوض من الوفد الوطني..
فقد حاول العدوان وأدواته استخدام عملائه في الخارج في التفاوض لتصوير أن المشكلة اليمنية هي مشكلة داخلية بين اليمنيين أنفسهم .. واتضح ذلك من التفاوض غير الجاد والمسؤول في عديد من البلدان والعواصم الأوروبية والعربية… نتذكر تعطيل المفاوضات السياسية في جنيف ومفاوضات الكويت والتي عطلها (سياسيو العدوان) فلم تكن هذه المفاوضات إلا ذريعة لتبرير استمرار العدوان والتغطية عليه وشرعنته على اليمنيين وإعطاء نفس للسياسيين المعادين لليمن من دول العدوان للبحث عن خطط جديدة للضغط على السياسي الوطني في الداخل ليرضخ لشروطه .. لكن كان في المقابل لهذه الضغوط صمود سياسي من قبل القيادات الوطنية داخل البلد.. ودعم سياسي شعبي ووفاء جماهيري ورأي عام جامع على السير في المضمار السياسي نحو الأمام والسلام وبما يخدم الوطن إلى جانب الصمود في المواجهة أمام أدوات الحرب الأخرى على اليمن..
صمدت الوفود الوطنية طويلاً في العملية التفاوضية.. حتى تبين زيف وجود هذه الأدوات وسياستها الفاسدة, وبأنها تدعي فقط الوطنية ومصلحة الوطن..وأن المشكلة هي مشكلة عدوان خارجي مخطط له واضح المعالم جاهز المعطيات والنتيجة .. فهزموا أمام رغبة المعنيين بإدارة البلد في اليمن بالخروج إلى حل سياسي شامل يخرج البلد من أزمته واعتبروا عملاء العدوان ومرتزقتهم طرفاً خارجياً يمثل دول العدوان فهل سيوقف العدوان.. حفنة قليلة من هؤلاء ..وعكس ما كان مؤملاً ومخططاً له.. فشل طرف العدوان وتكشفت طلبات المفاوضين من طرف العدوان والذي كانت غير معقولة اطلاقاً نذكر منها على سبيل المثال عودة العملاء للحكم..
أيضاً .. ساسياً .. حاول تحالف العدوان استخدام أسلوب (التفكيك) في الحرب السياسية على اليمن سياسياً بتحويل العاصمة لعدن وقبلها (الغدر والخيانة) استقالة هادي وحكومته والعودة عن الاستقالة ثم حاولوا إدارة بعض المحافظات المفككة من دول العدوان وأثاروا النزعة الانفصالية القديمة الجديدة .. كما حاولوا تمزيق اللحمة الوطنية بين طرفي أنصار الله والمؤتمر الشعبي العام وباقي القوى الوطنية لكنهم باؤوا بالفشل وانتهى الأمر بتشكيل مجلس سياسي ومن ثم حكومة إنقاذ وطني والاتفاق بين الطرفين بالداخل..فهزموا وانتصرت القوى المناهضة للعدوان وأدواته..
إن الطرف ( الغادر والخائن والعميل) لا يزال يحاول فرض رؤيته القديمة التي تنظر لتمزيق الوطن ووحدته بفرض مخطط تقسيم اليمن لأقاليم بشتى الطرق والوسائل السياسية وغيرها .. لكن ما وراء الأكمة يتضح كل يوم ويجلو الرؤية ..أن ما يؤمل له هؤلاء (السياسيون) العملاء الخونة أنهم يبحثون عن مصالح دول العدوان الخاصة في اليمن وما هم إلا أداة من أدواته ولا يملكون أي رؤية وطنية.. ويفشلون برمي أوراقهم في ميدان السياسة وتحرق كروتهم المفضوحة بسهولة..لأن ما يهدفون إليه كان من ضمنه المساس بالوحدة بطرق مغلفة مكشوفة ..فشلت..
أيضاً حاول العدوان وأدواته السياسية جمع حشد هائل ومهول من الدول تحت مسمى التحالف العربي (وتأليب القوى المضادة).. لكنهم فشلوا وأصبحت دول التحالف تخرج من هذا الحلف دولة بعد دولة .. فشلاً سياسياً ذريعاً أصابهم وأصبح اليمن مستنقاً يغرق السياسي المعادي فيه من خارجه عليه أو من داخله ولن يتم النجاح بتاتاً لأي من ألاعيب وأساليب.. إلا النجاح الذي سيحالف السياسي اليمني الوطني الذي يحمل هم الوطن .. وهزمت ولا تزال (الحرب السياسية) للعدوان ومرتزقته ولا يزالو يهزمون..
aalfaiq975@hotmail.com