شمس تشرق في عالم الخلود
زينب الشهاري
كانت الدنيا تزف للوجود يوماً جديداً…. وكانت إشراق كعادتها في انبلاج الصبح تعلق شمساً جديدة من أملٍ وضاء في سماء عالمها الصغير… وتسقي زهور بساتين أحلامها فيفوح أريج التفاؤل في زوايا روحها فتضيف للحياة حياة…ارتدت ثياب المعرفة ووظبت دفاترها في حقيبة المستقبل بعناية وبسمة الطفولة تزين ثغرها الجميل…غادرت بعد أن ودعت أمها مثل كل يوم إلى ذات الوجهة وقلبها الصغير يرنو لضياء تلك القناديل المرسومة بالطبشور الأبيض وروحها في اشياق لحديث معلمتها ووجوه صديقاتها…
لم تأبه يوماً لأزيز الطائرات الذي ما انفك يتردد صداه في سماء مدينتها منذ أن كشر العالم عن أنيابه في وجه عالمها الصغير ولم تعر تلك الانفجارات التي لطالما دوت ولطالما خطفت أرواح أهل مدينتها أي اهتمام وتحدت بقلم ودفتر عشر دول ما فتأت ترسل الموت يومياً مغلفا مع كل تحيات وتبريكات العالم لها ولقرنائها…. حلم وطموح تحمله براءة الطفولة كان خطراً يهدد العالم فأرسل مسرعاً صاروخاً مشبعاً بظلام وقبح إنسان اليوم نحوه، ها هم يمتلؤون زهواً وخيلاء بعد أن حققوا انتصارهم العظيم بسلب حياة طفلة كانت روحها أعظم وأقوى من نفوسهم الهزيلة التي استحوذ عليها الشيطان والتي كانت سببا يؤرق مضاجعهم ويشب فيهم خوفاً ورعباً فخططووا وتآمروا لإزهاقها…. لم يعلموا أن شمس إشراق ستظل تشع ضياء في سمانا وستظل ترسل لهيبها ولظاها عليهم فتصليهم صلياً وأن قلمها سيظل سيفاً مغروساً في نحورهم سيؤدي إلى حتفهم القريب…ها أنت يا إشراق تكملين طيب ممشاكِ في سلالم السماء نحو الجنان… وستظلين حكاية الأجيال عن الطفلة التي تحدت إجرام العالم بقلم ودفتر وانتصرت….