محمد غبسي
مر عام على تخصيص هذه الصفحة لشباب اليمن المبدعين في شتى المجالات، حاولنا قدر الإمكان بث الأمل في هذه الشريحة الكبيرة من مجتمعنا وحشدنا ما استطعنا من الأخبار والتقارير والقصص الناجحة التي أبطالها شباب حددوا أهدافهم بدقة وساروا على الدرب خطوة خطوة حتى أضاءت أسماؤهم حياتنا، كثفنا المواد التي يمكنها أن تستفز الشباب وتشجعهم على المنافسة والإبداع وإيقاظ كل منهم بما لديه من أفكار ومهارات، ابتعدنا أيضاً عن السياسة التي لم تعد بالنفع على الشباب حتى اليوم على الأقل، عملنا فيها بكل جد ونشاط ومثابرة في ظروف لازالت صعبة تحتم علينا بذل المزيد من الجهود التي لا بد منها لإحراز النجاح وصناعة النصر.
وبالرغم من أن الصفحة اسبوعية إلا أنها كانت مهمة شاقة شأنها شأن العمل الصحفي بشكل عام بسبب الظروف النفسية والمعيشية خلفها العدوان على شتى مناحي حياتنا اليومية، لكنها ممتعة وشيقة في نفس الوقت لأنك تتعامل مع شريحة الشباب الذين يمتلكون الاحتياطي الأكبر من الأحلام والطموحات والاصرار والتحدي وبأيديهم مفاتح المستقبل، مجرد تواصلك مع أحدهم واصغاءك إلى طموحه أو قراءتك لمشروعه يخرجك من ظروفك الصعبة ويبعث في نفسيتك طاقة جديدة من الأمل ويبعدك عن القلق الذي كاد أن يلتهمك.
من الناحية الفنية اعتمدنا على تبويبات وزوايا جديدة بعضها ولدت في الصفحة ولم يسبق أن استخدمت في تاريخ الصحف اليمنية، وقد أنشأت صحف ومواقع إلكترونية بوحي واستلهام من تلك التبويبات الحديثة بالرغم من أن الوحي والإلهام في مجتمعنا يقترب من السطو واللصوصية على الأفكار والحقوق ، لكنها مبعث فخر واعتزاز بالنسبة لنا في صحيفة الثورة التي صنعت أسماءً كثيرة في المجال الإعلامي لا مجال لحصرها ، تواصلنا مباشرة مع المبدعين في الداخل والخارج من أجل الخروج بمواد خاصة بالصفحة ليس للانفراد بالسبق الصحفي فقط ولكن لمنح الشباب المبدعين حقهم من الإحتفاء بما يليق بإنجازاتهم التي هي في مجملها ترفع رؤوسنا كيمنيين وتصنع هالة كبيرة من العظمة حول راية وطننا الكبير.
في الأخير أجزم بأننا مهما قدمنا من جهود تظل خجولة في بلد عظيم كاليمن يستحق منا بذل الغالي والنفيس في سبيل مداواة جراحه واخراجه من غرفة الطوارئ إلى رحاب التنمية والاستقرار والرخاء والازدهار .