أحمد قاسم دماج
-1-
بعضي إنبلاجُ الصبحِ
والباقي تصادره القصيدةُ
لا أستريح إلى سكون الليل،
يعجبني اسطخابُ البحر،
قصفُ الرعد،
بوحُ الزهر،
شدوُ الريح،
عاصفةُ النشيد…
والنبعُ وشوشةُ المنى في النفس
لكن السيولَ إليَّ أشهى.
ما أجمل التوق المجنح
حين يحملني إلى نفسي…
ويحملها إلى الأفق البعيدْ
أنا عاشقٌ
والعشقُ أوله وجيب
وآخر الأشياء ما تهبُ العواصفُ للسهولْ
-2-
أخَذَتْ بكفي الريحُ، وأنطلقتْ
فيا فرساً تطيرُ إلى المنى الخضراء
خذي الأهل-البلاد وخلفيني
أنا من؟
متى أنعتقت ملايينُ البلادِ
وحَلقتْ رايتها خفّاقةً فوق الذرى
أنا بعضُ خفق بنودها
فلتنتشر حمراءَ في كل الوهاد
أخذتْ بكفي…
أي عاصفةٍ تعانقني فأعشقها
وأي نضارة يعطي الندى للزهرِ
أي الذكريات تزّمُ
تعبرُ خاطري،
أي الملاعبِ ما تزال تراود الفتيان
وأين أنا
من الذكرى
ومن عشقي
ومن ولهِ القوافلْ؟!
-3-
أدمنتُ ترحالي…
المسافةُ قيدُ حلمٍ خاطفٍ
والتوقُ يحملني
أطيرُ في أفقٍ من الياقوت
ينهمر الظلامُ
فاستنشق الضوء من توقي
أضمُّ براحتي جمري
ولا ألوي على ما خَلَفَ الإخفاقُ من وهنٍ
ترى “أيلول” يكذب أهله؟
لا!
سوف يأتي الانبثاقُ الثاني
حين نسيرُ من حلمٍ إلى حلمٍ
ومن ولهٍ إلى ولهٍ
وحين تداعبُ الأشواقُ وجه الأفقِ
أو تستل صبحاً عنوةً
وتذوبُ في قُبّل اللقاء فجراً
من الوردِ المضمخِ بالنجيعْ
< أغسطس 2008م