*الحصار جعل الموت قاب قوسين أو أدنى منهم
الحديدة / غمدان أبوعلي
يتهدد الموت عددا من المواطنين بمحافظة الحديدة من مصابي الأمراض الخطيرة والمزمنة جراء عدم تلقيهم العلاج في الخارج بسبب تأخر سفرهم نتيجة الحصار الظالم الذي يفرضه العدوان السعودي الأمريكي على بلادنا.
المرضى من الرجال والنساء والأطفال الذين تضرروا من هذا الحصار الخانق وحرمانهم من السفر للعلاج عبروا إلى جانب ما يعانونه من آلام عن تذمرهم وسخطهم الشديد من الصمت المريب من قبل المجتمع الدولي والمنظمات الإنسانية بسبب جور الحصار السعودي الأمريكي الذي تسبب بحرمانهم من السفر للعلاج وانعدام الأدوية لتتضاعف معه آلامهم ووضعهم الصحي.
ملحق “قضايا وناس ” التقى بعدد من المرضى ونقل معاناتهم جراء عدم تمكنهم من السفر للعلاج بسبب الحظر الجوي المفروض على بلادنا من قبل قوى العدوان السعودي لنوصل رسالتنا الإعلامية والإنسانية للمهتمين في مختلف البقاع وللعالم أجمع لكشف حجم المعاناة الصعبة التي يعيشها أفراد المجتمع بسبب ما أسموه العدوان الظالم والى حصيلة اللقاءات :
البداية كانت مع عيسى محمد من سكان الحوك بمحافظة الحديدة والذي أمضى نحو سنة منتظراً السفر للهند للعلاج بعد أن استكمل إجراءات حصولة على تأشيرة للسفر للهند لعلاج ابنته رنيم التي تعاني من ورم سرطاني خبيث أنهك جسدها واكتوى بنار المعاناة التي كابدها لمنحة تأشيرة دخول للهند ، إلا أنه انصدم بتوقف حركة الطيران ومنع سفر اليمنيين للخارج بسبب العدوان السعودي الغاشم مما أدى إلى إصابته بالمرض مع ابنته التي لم يرحمها الورم السرطاني ..
ومع تفاقم معاناة الحرب وامتداد آثارها القاسية لم تحصل الطفلة ليلى فارس زنبط من التحيتا على علاج نظراً للمجاعة وسوء التغذية الذي تمر به والتي حالت دون أن تحصل الطفلة على علاجها بسبب الحصار المفروض على بلادنا من قبل العدوان وتقاعس المنظمات الدولية المهتمة بالطفولة لتقديم العون لهؤلاء الأطفال الذي حول الحصار والحظر الجوي على بلدهم وعلى حياتهم إلى جحيم ..
ويشعر والد الطفلة ليلى بالحزن والألم كلما شاهد ابنته تعاني من الآلام في بطنها وعدم تمكنه من السفر للخارج لعلاج ابنته بسبب توقف حركة الطيران وارتفاع تكلفة التأشيرات للسفر ، مضيفا: لازلنا ننتظر رفع الحظر الجوي لنتمكن من السفر بابنتي للعلاج في الخارج .
في السابع من شهر 12 كان المريض علي صغير عييد يلتقط أنفاسه الأخيرة بعد إصابته بورم سرطاني في المستقيم حيث تم استئصاله وعمل جرعتين كيماوي حيث يتابع علاجه الكيماوي للاستمرار في الحياة بعد أن قرر له الأطباء السفر لمصر للعلاج ولم تفلح جميع محاولات إنعاشه بعد أن استنجد بالجهات المختصة بمنحة تذاكر سفر للخارج إلا أنه حصل على تذاكر من فاعل خير لكن التكاليف الباهظة والتي تم فرضها على التأشيرات للسفر إلى مصر بمبلغ 300 دولار ، وبات على موعد مع ربه بعد معاناة مع المرض والحصار الجائر المفروض على بلادنا من قبل تحالف العدوان السعودي ، بعدما قوبلت صرخات الاستغاثة التي أطلقها ذووه بجدار الصمت العربي والدولي الذين اكتفوا بالصمت والتخاذل مقابل مزيد من المرضى والوفيات .
وفي المقابل أصبحت عملية الحصول على رخصة للسفر لتلقي العلاج في الخارج للمرضى اليمنيين مرهقة ومكلفة للمواطن في نفس الوقت والذي أثقلت كاهلة الحرب حيث تشترط الخطوط الجوية اليمنية بناءً على طلب الدول عدداً من الوثائق والإجراءات لكي يمنح تصريح سفر للعلاج في الخارج، سواء كان السفر علاجا يُنقذ حياتهم أم لا بصورة تتنافى مع الأعراف الدولية مما فاقم من معاناة المرضى، حيث يُطلب من المرضى الحصول على موافقة من السفارة التي ستذهب للعلاج اليها ومنحك تأشيرة وتقريراً طبياً من العاصمة صنعاء معمدة من اللجنة الطبية بمستشفى الثورة العام معمداً من وزارة الخارجية وبعدها يأتي الدور للحصول على مقعد للسفر عبر طيران اليمنية وبعد كل تلك المعاناة يحدد للمسافر المريض موعد محدد للسفر براً إلى محافظة عدن فجراً حتى يصل على موعد الطائرة حيث لا يسمح للمواطن المريض البقاء في عدن يوماً أو يومين لانتظار الطائرة، وهكذا معاناة فقد يموت المريض قبل أن يحصل على فرصة للسفر للعلاج خارج الوطن..
وبألم شديد وحرقة دعت والدة الطفلة أوصاف محمد عبدالسلام المجتمع الدولي والأمم المتحدة إلى اتخاذ الاجراءات الكفيلة لرفع الحظر على بلادنا لكي تتمكن من علاج ابنتها في الخارج والتي تعاني من ضمور في الدماغ، حد وصفها..
وتقول والدة أوصاف : ألا يكفي عامان كاملان أذقتمونا فيهما المر والعذاب والمرض والجوع ولم تدعوا أطفالنا يعيشون كسائر أطفال العالم، ارفعوا عنا حظركم الجوي لكي نستطيع أن نعالج أطفالنا لكي يعيشوا يا عشاق الحروب ..
نحن بدورنا حرصنا من خلال هذا التقرير الإنساني أن نسلط الضوء على جانب من المعاناة والألم التي يعيشها المرضى في محافظة الحديدة , في حين أن القصص الإنسانية كثيرة جداً ولا يكفيها استطلاع أو تقرير صحفي وكل حالة أشد من الأخرى, مشاهد الآلام والوجع تدمي القلب قبل العين، حان الوقت لكي يقول العالم بأسره ارفعوا الظلم والحصار عن اليمن ..