“رحلات كاتب فلسطيني”!!

حسين البكري

الإهداء إلى اليمن الحبيب وأهله الصامدين رجال الرجال أبطال هذا الزمان العربي زمن غريب وعجيب كل ما فيه مذلة وإهانات وقتل للمدنيين الشرفاء تحت شعار “القتل من أجل القتل” ان قتلانا بمشيئة الله في الجنة وقتلاهم في النار وبئس المصير.
* كل صباح فيٍ باص كلية الدلاسال حيث كنتُ أعمل مدرساً كان يمر بمسجد أثري بناه الأتراك أيام احتلالهم لجزيرة مالطة وكنت دائماً متشوقاً لزيارته لأستمتع بجماله و. وذات صباح ذهبت إليه ووجدته مهجوراً وبابه مقيد بالسلاسل والاتربة بينما كان من المفروض أن تهتم الحكومة به ضمن قائمة السياحة ولكن كما بدى لي السبب أنه “مسجد إسلامي” .. وبعد أن تفقدته والمكان حوله انتبهت إلى جماعة يدفنون ميتهم غير أنهم تركوا الميت وأدوات الدفن وهربوا وأنا كنت سبب لهروبهم بعد أن سمعوا صوتي وأنا أحدث نفسي بالعربية يا الهي! يهود مالطة احتلوا هذا الجزء من أرض المسجد وكأنهم حتى في قبورهم يتعمدون مزاحمة قبور المسلمين بالمجان.
ولم استغرب أنهم لا شعورياً يخافون من العرب ومن الفلسطيني بالذات وأنا عندما استأجرت غرفة في فندق مارشلا هوتيل استقبلني موظف الاستقبال وبعد أن تفحص وثيقة سفري رفعها بيده قائلاً: أيها النزلاء انتبهوا وخذوا حذركم. لأول مرة عندنا زائر فلسطيني على الفور التفوا حولي قال أحدهم أنه كما يبدو شاب متعلم و قلت لهم لا تندهشوا فأنا أعمل كمدرس في الدلاسال كولج التابعة للفاتيكان سألني أحدهم فأجبته: أنا اسمي “حسين” وديانتي “مسلم” غير أني  لست متعصباً واشعر بارتياح بالعمل مع أفراد مختلفوا الديانات وديننا الإسلامي دين محبة ورحمة إنسانية فأنتم وحدكم أهل تعصب وفي السياسة تكرهوننا وتعملون على إذلالنا على وجه الخصوص ما يحدث  في فلسطين .
– سياسة أنه يتكلم سياسة
قالت: بما أنك تعمل مع الفاتيكان لما لا تتحول إلى معتقدات الفاتيكان.
– قلت مبتسماً: يا اصدقاء أنتم لكم دينكم ولي دين ثم انتبهت لصوت الموسيقى التي تنبعث من مكتب الاستقبال وقلت لهم لو سمحتم لحظة هدو هذه موسيقى حلوة للفنان ” فرانك بارسيل” وعادت تسألني مستغربة: احقاً أنت تحب الموسيقى أنه بالفعل ” فرانك بارسيل”  من أين لك كل هذه الاناقة في الملبس والكلام؟ .
قلت لها نحن العرب المسلمون اصحاب حضارات والإسلام يأمرنا بالعلم وتعليمه والارتقاء بحياتنا أما أولئك السفهاء الذين ترونهم في شوارع وفنادق بلادكم وهم سكارى فهم لا يمثلون الإسلام رغم أن بلادهم البطولية تدعي الإسلام.
قال أحدهم انتم دائما تقولون هذا الكلام لكن اقوالكم لا تدل على افعالكم .
بعد أن اشرعت بصري من النافذة المطلة مباشرة على شوارع روما الجميلة.
قلت لهم بلهجة حزينة ومتى سمحت لنا أوروبا أن نظهر أنفسنا كمسلمين متعلمين ومتحضرين وديمقراطيين احرار في بلادنا؟ معذرة يا سادة هذا ليس تعصب مني أنما هو ردي على استفزازاتكم على وجه الخصوص فأنا من مواليد فلسطين التي ضاعت واصبحت محتلة اسميتموها إسرائيل ظلماً وعدوناً واصبحت أنا لاجئاً بدون وطن احبه ويحبني اضمه ويضمني وكلما التجأت اليه واحتميت به أجده يحبني ويضمني فيا سادة أنا أحبكم وأنتم هل تحبونني.

قد يعجبك ايضا