بالمختصر المفيد.. الاصطياد في المياه العكرة

عبدالفتاح علي البنوس
استغلال حادثة أو واقعة حصلت هنا أو هناك وتكييفها سياسيا وحزبيا من أجل تحميل هذا الطرف أو ذاك مسؤوليتها وتوجيه الاتهامات جزافا له بالوقوف ورائها دونما شواهد وأدلة دامغة وخصوصا في الحوادث التي تحمل في ملابساتها الطابع الجنائي، وكل ذلك من أجل تشويه السمعة وتصفية لحسابات ضيقة ورغبة في تمييع هذا النوع من القضايا وحرف الأنظار عن المجرمين الفعليين ، كل ذلك ينم عن سقوط في القيم والأخلاق والمبادئ وفيه إساءة للضحايا وذويهم وقد يترتب على هذه الاتهامات والتحريضات جنايات وحماقات جديدة تفقد أهالي الضحايا وقوف الناس وتعاطفهم معهم .
الزميل العزيز المغفور له بإذن الله محمد عبده العبسي فارق الحياة أثناء تناوله وجبة عشاء في شارع المطاعم بحي التحرير بأمانة العاصمة وهناك تسريبات تحدثت عن احتمال تعرضه لعملية اغتيال بالسم وهو ما استدعى تدخل وزيرة حقوق الإنسان علياء الشعبي والتي وجهت مذكرة للنائب العام الأستاذ عبدالعزيز البغدادي طالبته بإصدار توجيهات لخبراء الطب الشرعي لتشريح الجثة وكشف أسباب الوفاة وعلى الفور صدرت توجيهات النائب العام بهذا الخصوص وينتظر الوسط الصحفي والإعلامي نتائج عملية التشريح للوقوف على الحقيقة وقطع الطريق أمام من يحاولون الاصطياد في المياه العكرة ويعملون على توجيه الاتهامات ضد أنصار الله هكذا جزافا نكاية بهم ودعما وإسنادا لقوى العدوان ووسائل إعلامهم التي كانت السباقة في إتهام أنصار الله باغتيال الزميل العبسي بواسطة السم وهي تخرصات مبنية على أحقاد وضغائن وحسابات ومصالح سياسية وحزبية وشخصية قذرة، رغم أنهم يدركون جيدا بأن هذه الأساليب ليست متبعة لدى أنصار الله وليست من أخلاقهم ويشهد لهم على ذلك خصومهم، أقول ذلك دونما محاباة أو تزلف ومن باب الإنصاف وعدم التجني على أحد .
وأمام منطق العقل والحكمة والصواب فإن على الجميع لجم ألسنتهم وأقلامهم ومنشوراتهم عن الخوض في ملابسات هذه القضية حتى تنهي السلطات الرسمية إجراءاتها وترفع النتائج التي توصلت إليها والتي على إثرها سيتم تحديد ما إذا كان هناك جريمة من عدمه والشروع في التحقيق حول ملابساتها لتحديد الجناة، فالجريمة لا تكيف وفق الأهواء والرغبات والمصالح وتصفية الحسابات والأوهام ومن السخف وقلة العقل إطلاق الاتهامات وتوجيهها جزافا واستباق نتائج التشريح والتحقيقات .
وبالمختصر المفيد، الإنصاف هو ما يفتقر إليه الكثير من السياسيين والإعلاميين والحقوقيين والنشطاء، فهم يوجهون الاتهامات ويصدرون الأحكام وفق ما يطلب منهم وبما يخدم أحزابهم وجماعاتهم ومصالحهم دونما إعمال لضمائر وقيم ومبادئ وأخلاق ،.
رحم الله الزميل محمد عبده العبسي وطيب الله ثراه وأحسن مثواه وجعل الجنة سكناه ، وكلنا ترقب لما ستسفر عنه نتائج التشريح والتحقيقات لنتمكن من وضع النقاط على الحروف وتسمية الأشياء بمسمياتها ووضع حد ملجم لأصحاب التخمينات والتكهنات والأحقاد والأوهام والتخيلات والاتهامات المغلفة والأحكام المسبقة .
هذا وعاشق النبي يصلي عليه وآله .

قد يعجبك ايضا