الفكرة أهـم من رأس المال


حاوره / محمد راجح –

نفــتقـد للتفكير الإبداعي
لمشروعات الصغيرة ليست “موتورات” وانعدام الوعي يدفع للتقليد

> ظل الدكتور عبدالقوي ردمان طوال وقت المقابلة التي أجريناها معه يردد جملة باستمرار كأنه ينبه الجميع لمدى أهميتها وحاجتنا لها في ظل هذا الزخم الهائل حول المخرجات والتشغيل والتوظيف والمشروعات الصغيرة “” الفكرة أهم من رأس المال”” .هذه الجملة لا تقل أهمية عن جملة أخرى شدد عليها الدكتور ردمان تتمثل في افتقادنا للتفكير الإبداعي سواء على المستوى الفردي أو الجماعي أو في إطار العمل الإداري والمؤسسي.
وتحدث الدكتور عبدالقوي ردمان رئيس الجمعية اليمنية لتنمية الأعمال الذي يرأس حالياٍ اللجنة المنظمة لمؤتمر المشروعات الصغيرة المقرر عقده قريباٍ في صنعاء حول العديد من القضايا المرتبطة بمحاور هذا المؤتمر وكذا في المشاكل والتحديات التي تواجه الشباب والخريجين في تكوين وإدارة المشاريع الصغيرة والمتوسطة وكيف يمكن التصدي لها ومعالجتها .

> هناك فجوة شاسعة في كل الجهود الهادفة للتعامل مع قضايا المخرجات والتشغيل والمشروعات الصغيرة برأيك ما هي مشكلتنا بالضبط والتي تؤدي إلى اتساع هذه الفجوة وبعثرة كل هذه الجهود التنموية¿
– مشكلة بلادنا في كل المشروعات تتمثل في طريقة التفكير والتعامل حيث يغلب عليه التفكير الأحادي وهناك إهمال للتفكير الاستراتيجي المؤسسي مثلاٍ التمويلات المقدمة من المانحين كل تفكيرنا ينصب على كيف نستخدمها لكن النتائج التي يمكن أن نجنيها ونحصل عليها بعد الاستخدام غائبة تماماٍ ولا أحد يفكر في ذلك لا يوجد تقييم للاحتياجات أيضاٍ عدم تحديد الفئات المستهدفة ومنها الشباب .
هناك محور هام يتمثل في المنتجات أو الخدمات غير المالية للمشروعات الصغيرة والمتوسطة سواء الخدمات المقدمة من الدولة أو القطاع الخاص الدولة الآن كيف تدعم المشروعات الصغيرة بالتدريب مثلا ماذا بعد التدريب هل هناك قياس للأثر الذي يحدثه التدريب .
هناك إنفاق ضخم للتدريب لكن السؤال الأهم هل الناس الذين حضروا وشاركوا في هذه البرامج التدريبية استفادوا منها وأصبحوا أصحاب مشاريع صغيرة ناجحة أو الأهم هل لديهم أفكار لعمل مشروعات صغيرة ومتوسطة.
نفتقد أيضاٍ للتدريب الفني وهو ما سنناقشه في مؤتمر سنعقده قريباٍ حول المشروعات الصغيرة بالإضافة إلى الخدمات الإرشادية نريد أن نعرف من يقوم بدور الخدمات الإرشادية أعتقد أنه لا يوجد أحد يقوم بهذا الدور.

تقديم الإضافة
> ما الحل برأيك ¿
– يجب أن نتمعن في التجارب الأخرى اندونيسيا مثلا ركزوا بشكل كبير على رفع الطبقات المتوسطة إلى أكثر من 60% والآن لم يعودوا يصدرون عمالة لأن أسواقهم أصبحت بحاجة ماسة لهم وكل ذلك يعود للمشروعات الصغيرة والمتوسطة.
في بلادنا نحتاج للاهتمام بالجوانب الإرشادية صحيح ممكن تحصل على مبلغ تمويلي لكن الأهم العملية الإرشادية لاستيعابه بمعنى كيف يتم توجيهك للعمل في المجال أو القطاع المناسب هناك نقص كبير في الوعي الذي يدفع للتقليد واحد مثلاٍ اشترى بمبلغ تمويلي حصل عليه (موتوراٍ) تجد بعد ذلك العشرات يتجهون لشراء الموتورات المشروعات الصغيرة ليست موتورات شخص أيضاٍ قام بفتح بقالة يفاجأ بعد كم يوم بعشرات البقالات من حوله.
هنا تأتي الحاجة للخدمات الإرشادية وهنا تبرز أهمية القيم المضافة التي تجعلنا نستفيد من إمكانياتنا وطاقاتنا على أكمل وجه .
افتقادنا للقيمة المضافة يجعلنا نستورد أشياء كثيرة لا نحتاجها وبالإمكان توفيرها وصناعتها بسهولة هنا في بلادنا ممكن نستورد بعض الأشياء ونسوي عليها قيمة مضافة وننتجها هنا.
تواصلنا مع بعض الجهات في دول أخرى وابدوا استعدادهم للمساهمة معنا في عمل معارض للآلات التي نحتاجها في تنمية المشروعات الصغيرة والمتوسطة المشروعات الصغيرة التي تتراوح مابين 100 ألف إلى 10 ملايين ريال بينما المتوسطة فوق هذا المبلغ.
لدينا إمكانية في أشياء تصنيعية وإنتاجية عديدة يمكن أن نستغلها ونستفيد منها والكثير منها نتغافل عنها كالتين الشوكي الذي قام أحد اللبنانين الزائرين إلى بلادنا باستغلاله بصورة مذهلة.
كان يذهب لشرائها ويقوم بتجهيزها وتغليفها بطريقة لائقة وإرسالها بالطائرة إلى أكثر من مكان هذا مشروع صغير لم يفكر فيه أحد وقس على ذلك العشرات من المشاريع في مختلف المجالات.
كل ما نحتاجه تخطيط وتفكير إبداعي وجدية وتوعية إرشادية وسنستغل أشياء لم تكن في الحسبان.
هنا يأتي دور التدريب والتأهيل في إيجاد القيمة المضافة وإحداث الأثر في استغلال إمكانيات الشباب وتنمية المشروعات مع الأسف كما قلت تفكيرنا تفكير سلبي ونفتقد بشكل كبير للتفكير الإبداعي.

تجارب
> ما أهمية الاستفادة من التجارب الأخرى في المشروعات الصغيرة¿
– هناك تجارب من اندونيسيا ومن الصين ومن تركيا أنا من أشد المعجبين بالتجربة البرازيلية التي نهضت بشكل مذهل نتيجة المشروعات الصغيرة حيث ركزوا على التعليم والحد من الفساد وتوجيه جزء من دخل البلد إلى تنمية المشروعات الصغيرة.
سيتم عرض نماذج لقصص نجاح متعددة مثلا واحد يمني عائش بكينيا جاء زيارة إلى اليمن وتعاقد مع بعض المنتجين للبن اليمني ويأخذه منهم ومن ثم قام بالتعاقد مع بعض شركات الطيران وتزويدهم بالبن اليمني الأصلي لركاب الدرجة الأولى لديهم هذا مشروع متوسط وهام وفكرته “الواسطة” أي أن هذا الشخص أصبح وسيطاٍ لإيصال هذا المنتج اليمني الرائد وتوسع هذا العمل وبدأ في التحول إلى مشروع استثماري وتنموي هام.
أيضاٍ مجموعة من الشباب استغلوا موضوع الورق تواصلوا مع بعض الجهات لتوفيرها لهم وتفاوضوا معهم على الحجم الكبير هذه العملية متعددة المراحل لكنها باختصار جهد رائع في تحويل فكرة إلى مشروع صغير ناجح هذا الأمر ليس رأس مال هذه عبارة عن فكرة ولهذا الفكرة أهم من رأس المال. زيارة بسيطة لأقرب سوبر ماركت وستجد العشرات من المواد والسلع المكدسة فيها بسيطة وسهلة يمكن إنتاجها وصناعتها هنا .
> تستعدون لعقد مؤتمر المشروعات الصغيرة خلال الأسبوع الحالي بصنعاء ما أهم ماسيناقشه وما الجدوى من عقده¿
– المؤتمر هام جداٍ ويعد ملتقى نوعياٍ لاستهدافه بشكل مباشر عرض أفكار تساعد الناس على تكوين مشاريع صغيرة .
هناك عدة محاور في السياسات والاستراتيجيات والتمويل ومشاكله وتطوراته وأيضاٍ في الخدمات والتسويق والعملية الإرشادية . البلد خلال العشر سنوات الأخيرة خسرت عشرات الملايين من الريالات في إعداد دراسة اسمها “إستراتيجية تنمية المشروعات الصغيرة والمتوسطة في اليمن” بالتعاون مع الـ(جي أي زد) وتوضح السياسات التي يجب اتباعها في تنمية المشروعات الصغيرة والمتوسطة خلال الفترة القادمة سيتم التطرق لقانون تمويل المشروعات الصغيرة سيكون ضمن هذا المحور والذي سيتم بالتعاون مع وكالة تنمية المشروعات الصغيرة ومع البنك المركزي بصفته المشرف على تنفيذ القانون .
> كيف يمكن التعامل مع قضية التمويل وكيف سيتم تناولها ¿
– منذ عشرين عاماٍ نتحدث عن التمويل وتم رعاية عدة مشاريع من قبل بعض الجهات المختصة في هذا الخصوص هناك ضرورة للتركيز على تمويل المشروعات الصغيرة في الأرياف لأن النسبة الأكبر من السكان تقطن الأرياف لكنها أصبحت مفرغة والمدن مزدحمة بالسكان .
يجب التركيز على تنمية وسائل تمويل المشروعات الصغيرة في الأرياف الآن تجد أن وسائل التمويل بسيطة جدا وهناك تطورات متلاحقة في التقنيات التي وفرت تسهيلات عديدة مثل القيام بالتمويل عبر رسالة “أس أم أس” في التلفون لم يعد هناك داع للوسائل التقليدية إنك تروح بنكاٍ وتفتح حساباٍ وهكذا المسألة أصبحت سهلة ويجب أن يلمس الناس هذا الشيء.

مؤتمر لعرض أفكار للمشروعات الصغيرة وتسويقها قريباٍ بصنعاء

> تحتضن العاصمة نهاية الأسبوع مؤتمر المشروعات الصغيرة والمتوسطة تنظمه وزارة الصناعة والتجارة بالتعاون مع الصندوق الاجتماعي للتنمية والجمعية اليمنية لتنمية الأعمال بمشاركة واسعة من مختلف الجهات والمنظمات في الحكومة والقطاع الخاص والمؤسسات التنموية والأكاديمية والتعليمية ومنظمات المجتمع المدني.
ويهدف المؤتمر لعرض أفكار للمشروعات الصغيرة والمتوسطة وتسويقها للناس بحيث تتطور إلى مشاريع حقيقية قابلة للاستمرار والنجاح .
وكشفت اللجنة المنظمة للمؤتمر لـ “تنمية بشرية ” أن مؤتمر المشروعات الصغيرة سيقف أمام أربعة محاور رئيسية تتمثل في السياسات الإستراتيجية وقوانين التمويل وعرض الخبرات والتجارب والخدمات غير المالية للمشروعات الصغيرة.
ويمثل المؤتمر فرصة هامة للشباب والخريجين والأهم سكان الأرياف للاستفادة من العروض والأفكار التي ستقدم في مؤتمر المشروعات الصغيرة في كيفية التعرف على نوعية المشاريع وعملية تكوينها وإدارتها بكفاءة تضمن نجاحها وكذا تساهم في التخلص من عبء البطالة وخلق مجتمع منتج قادر على استغلال طاقاته وإمكانياته واستثمار ما تتميز به البلاد من فرص واعدة يمكن استغلالها بشكل اقتصادي وتنموي أمثل.

قد يعجبك ايضا