تركيا في مهب الإرهاب !

هاني الوشيلي

الإرهاب متوحش ونفسه طويل وهو يربي عناصره ويغذيها لسنوات ويضعها في الاماكن التي يريدها لسنوات أخرى أيضاً حتى تحين لديه ساعة القطاف ينفذ ما أراد منها بحسب الأولوية والحاجة السياسية الملحة .
روسيا عرفت من أين تؤكل الكتف وكشفت أوراق خطيرة تبين علاقة الإرهاب الوثيق بدوائر السياسية الأمريكية وضاق صبرها من المُرجيحة الأمريكية للإرهاب التي اصبحت تدر اموالاً طائلة للوبي الصهيوأمريكي وشركات السلاح العالمية وتساعد على
تمدد وانتشار الإرهابين .. وما جاء التدخل الروسي المباشر في سوريا إلا بعد دراسة مستفيضة ورصد وتحر استخباري روسي دقيق وتوثيق للعمليات العسكرية التي ينفذها التحالف بقيادة أمريكا منذ سنوات داخل الأراضي السورية ومستوى تلك العمليات والضربات الجوية ضد التيارات والجماعات الإرهابية حتى صار الأمر مضحكاً ومبكياً في نفس الوقت ولعبة استغفال بشعوب العالم تلعبها امريكا وحلفائها الكبار فكلما زادت ضربات التحالف في سوريا كلما زادت قوة الجماعات الإرهابية فأصبحت أكبر حجماً وعدداً وعتاداً .
ولهذا فقط قررت روسيا التدخل المباشر لإنقاذ سوريا من براثن الإرهاب الذي كان سيلتهم سوريا والمنطقة العربية بأسرها وكان هذا التدخل بعد تأني وطول نفس كما اسلفنا وعن قناعة تامة لكافة الدوائر الإستخباراتية والمؤسسات الأمنية الروسية
والحكومية أيضاً .
وحادثة اغتيال السفير الروسي يضع تركيا في مهب الإرهاب الدولي الذي سيضر بمصالحها الاقتصادية بشكل كبير لأنه سيضعها في مواجهة مباشرة مع نفسها ولن يشفع لها ما قدمته وتقدمه لأذرع الإرهاب في السابق لأن الإرهاب متعدد الأوجه وتركيا قد يحسب لها نجاح سياستها الداخلية لكنها في السياسة الخارجية متخبطة تتجاذبها أقطاب فتخلت عن المبادئ السامية للمواقف والعلاقات الخارجية وارتكزت سياستها على المصالح الأنانية فكانت مواقفها متقلبة .. وتناقضت مع ما تحمله فمواقفها السياسية وتغيراتها كانت تعود للمصالح الخاصة المرهونة عليها تلك المواقف المتقلبة بغض النظر عما يترتب عن هذه السياسة من أضرار فادحة على الشعوب الأخرى وما وصلت اليه سوريا خير دليل على النفاق السياسي المطلق للسياسة التركية فبين عشية وضحاها يصبح حبيب الأمس عدواً لدوداً دون أي مقدمات تنفيذاً للرغبات الغربية دون النظر للمبادئ المشتركة وانقادت مع المخططات الصهيوامريكية بكل سلاسة فهي مع إيران وتؤيد السعودية وتصلي في إسرائيل .
وموقفها من الإرهاب موقف الأم من لدها وهي تستبعد أن يضر الولد أمه ! لكن حادثة اغتيال السفير الروسي قصمت ظهرها وأيقنت أن الإرهاب سيلعب بملعبها بعد أن كانت تُلاعبه في ملاعب أخرى خارج أسوارها وعليها الأن أن تنقاد كجندي مطيع في المعسكر الروسي والغربي لتبدأ بحرب نفسها اقتصادياً وسياسياً وعسكرياً
ولابد أن تدفع ثمن أنانيتها وكما أضرت ستُضر وكما دانت سيقضى لها الدين وبالضعف أسوةً بأختها السعودية !
بالرغم من قوة تركيا الاقتصادية ونفوذها الإقليمي سابقاً فقد فشلت في خدمة الأمة الإسلامية وقضاياها فنحن نشاهدها اليوم اكثر تمزقاً وتفككاً واشتعالاً .
فماذا فعلت تركيا المسلمة للأمة الإسلامية .. وهل منعت احتراق شعوب مسلمة أم أنها كانت أحد أعواد الحرق !
نعم ماذا فعلت ! لقد كانت مواقفها تخدم فيها الإخوان فقط ولم تخدم الإسلام والمسلمين وربما اقتصرت واجباتها الإسلامية تجاه الشعوب المسلمة بمجرد غزو فكري وتفكيك اجتماعي للمسلمين بمسلسلات هابطة فقط وهذا ما ترسخ في الذهنية العربية والإسلامية لدى الشعوب وليس غيره !.

قد يعجبك ايضا