صعدة .. شموخ ثائر، ابتهالات وتسابيح الأتقياء
صالح الكثيري
ابتسامة يتيم، شموخ ثائر، ابتهالات وتسابيح الأتقياء، صعدة هي معادلة الصمود في الزمن الصعب.. محافظة يمنية منكوبة سخر منها أرباب السياسة والمتمترسون خلف العناوين الوطنية، تسابق عليها المولعون بالانتقام وأباطرة الشر بكل تفاصيله، ضحكوا لها من أجل أن تبكي ، لكنها تصعد في كل مرة لتقول للجميع أنا هنا ومازلت !!
صعدة انتصار الألم وأحلام الفجر المسكونة بدعوات الآباء والأمهات والثكالى والأرامل المسنودة بسواعد أبنائها السمراء
صعدة ، أرض مباركة تهفو إليها القلوب هواؤها خليط من الحرية والشموخ ، قبلة للتراث ومحراب للأمنيات،
صعدة، لا تستسلم رغم جراحها المثخنة ، لا تعرف الآه، ولا تعرف الاستسلام ، دموعها رمان ، وجراحها شتلات من التفاح والخيار واليوسفي.
صعدة مدينة السلام والحرب ، اختلطت فيها روائح البارود بأريج الياسمين ، والتحمت فيها القنابل العنقودية بعناقيد العنب الصعدي الشهير، مروج البن ومزارع الطماطم والفواكه تتحدى الطبيعة لتنضج فقط لتشاطر أهل صعده صمودهم ومعاناتهم.
صعده التي تسابق الزمن في عنفوانها كل يوم هي على موعد مع ماساه، لا تصحو إلا على فاجعة ارتكبت هنا او هناك..
صعده أعلنوها منطقة عسكريه لأول مره في تاريخ الحروب أن تعلن محافظة بأكملها منطقة عسكريه لكنها رغم ذلك تبكي منفردة وتلوح للآخرين بأنها بخير حتى تعزز فيهم روح الأمل وروح الصبر.
لك الله يا صعدة كم أنت بعيدة عن أعين الإعلام وكم أنتي مظلومة بزيف الحقائق وكأنك من كوكب آخر ‘.
يتعمدون تهميش قصورك ومدارسك ومآذنك وأسواقك ولا يأبهون لحزنك ولا ينصتون لصوت الحزن في أعماقك.
صعدة – أنت مصنع الرجال والسباقة بالتطلعات نحو الاستقلال والحرية
صعدة أنت الشرف الذي يتباهى به كل يمني أنت البطولة التي استفاقت في وجدان كل يمني أنت من قدم خيرة شبابك ورجالك ثمناً للحرية و فداء لهذا الوطن.
صعده وحياة كل شهيد نلمحه في كل زاوية أو جدار من جدرانك وحياة كل طفل فقد أبا وأرملة استيقظت على فاجعة زوجها وحياة كل ام زغردت فرحا حين زف لها خبر استشهاد ولدها ستبقين مدينة السلام..
صعدة سلام عليك ولك من كل محبيك السلام