يا رحمة للعالمين.. إنهم يئدون البنات..
هاشم أحمد شرف الدين
“أرأيت إن كانت الرحمة قد نزعت من قلبك فما ذنبي؟ ألا وإن الراحمين يرحمهم الرحمن، ومن لا يَرحم، لا يُرحم”..
بهذا أجاب رسول الله – صلى الله وبارك عليه وعلى آله – صحابيا شاهد الرسول وهو يقبّل سبطه الحسن فاستنكر فعل الرسول وخاطبه بكل ثقة وتفاخر قائلا:
“إن لي عشرةٌ من الولد ما قبّلت واحداً منهم”..
فيا سيدي يا رسول الله، يا من أرسلك رحمة للعالمين:
ماذا كنت لتقول لهذا المسخ الذي يفخخ طفلته ويرسلها ليفجرها بجهاز ريموت عن بعد في مجموعة من المواطنين السوريين؟
يفجر ابنته باسم الاسلام..!!
يفجر ابنته وهو يدعي أنه يدافع عن سنتك..!!
وأنى له أن يكون بمعيتك والله قد حدد صفاتهم حين قال تعالى: “أشداء على الكفار رحماء بينهم”..
أنى يكون رحيما وهو يقتل ابنته شر قتلة؟
يا سيدي:
لقد جئت في الجاهلية الأولى بشريعة الله، تمنع الآباء من وأد البنات خشية العار، وهاهي جاهلية اليوم تشهد وأد بناتهم باسم الحفاظ على الاسلام!!
وما هي إلا سنوات من بعدك حتى قتل سبطاك وأطفالهم الكربلائيون وبناتهم، سحلوا وحزت رؤوسهم وقطعت أعناقهم بسيوف محسوبة على الاسلام، واليوم يتكرر المشهد، حيث يقتل أطفال وبنات المسلمين في اليمن بذريعة الدفاع عن سنتك وعن شرعية المجرمين..
يا سيدي.. ما للشام والفظائع؟ ماللشام وترويع البنات؟ ما للشام وقتلهن؟
بالأمس – في دمشق – قتلت وحشية يزيد بن معاوية رقية طفلة الحسين بن علي عليهم السلام، برميه رأس أبيها في أحضانها، فلمّا كشفت الغطاء رأت الرأس الشريف ونادت: «يا أبتاه مَن الذي خضّبك بدمائك؟ يا أبتاه مَن الذي قطع وريدك؟ يا أبتاه مَن الذي أيتمني على صغر سنّي؟ يا أبتاه مَن بقي بعدك نرجوه؟ يا أبتاه مَن لليتيمة حتّى تكبر»؟
ثمّ وضعت فمها على فمه الشريف، وبكت بكاءً شديداً حتّى غشي عليها، فلمّا حرّكوها وجدوها قد فارقت روحها الحياة..
واليوم – في دمشق أيضا – تقتل وحشية الداعشي “أبو نمر” – أحد عناصر تنظيم جبهة النصرة الارهابية – ابنته الطفلة ذات العشر سنوات، بعد أن ألبسها الحزام الناسف وسط ذهولها الذي أفقدها القدرة على الكلام، تاركة عيناها تتحدث قائلة: أحان دوري يا أبي لتروي تعطشك للدم؟ أهنت عليك يا أبي وماتت الرحمة داخلك إلى هذا الحد؟ أما من سبيل لك إلى الجنة سوى بقتلي؟ هلا أحسنت تربيتي وأختي وأخت ثالثة فيثيبك الله جنته كما روي عن الرسول، بدلا من تمزيقي إلى أوصال وأشلاء؟..
كأني بها رقية عصرنا لهول مصيبتها في أبيها، إنما رقية في مظلومية أبيها، والطفلة هذه في ظلم أبيها..
فيا سيدي.. يا رسول الله:
لقد توعدت من يكذب عليك عامدا متعمدا بتبوأ مقعده من النار، وهؤلاء لا يكذبون عليك قولا فقط، هم يكذبون قولا وعملا، ويشوهون رسالة الإسلام، ويسيئون لك..
نعم.. حسبنا عقوبتهم في الآخرة كما توعدتهم، أما هنا – في الدنيا – فوالله إنا لهم حرب حاصدتهم لا تبقي منهم أو تذر، دفاعا عن الدين وعن سنتك وعن المستضعفين، ووالله لنعرفن العالم كله ماهية الإسلام القرآني المحمدي، فنكون حجة على العالمين إلى يوم الدين، على الله متوكلون، وبك متأسون مقتدون، وتحت راية أعلام الهدى من آل البيت الطاهرين، في مسيرة قرآنية كتب الله لها أن تقف بوجه المجرمين وشرور المتوحشين الشياطين، والله ناصرها بحوله وقوته..