تعرفهم في لحن القول مِن سلسلة : تشابهت قلوبهم!!
أشواق مهدي دومان
تعرف المنافقين بمقولات تكاد تكون كالمأثورات لديهم ؛فهي لا تفارقهم ويستخدمونها أسطوانة مشروخة ،عفا عليها الزّمن الذي يمرّ ولازالوا لم ينفضوا غبار موروثات عقدهم المذهبية تارة،والمناطقية تارة ، والمتبلّدة تارة أخرى، ومن أقوالهم ربما قضت المأفولة:
1- الحوثي يأخذ الصّغار للجبهات وهذا حرام …
الجواب: لو كان في وجهك ذرّة حياء مانطقت بهذه الجملة وهذا الاتهام الذي يرتدّ إليك كمن يضرب وجهه بالقوس ،فذهاب الصّغار إلى الجبهات دليل على رجولتك يا ذا العضلات المفتولة…
لو كنتَ تحنّ على الصّغار ما تركتهم يذهبون وكم كنتُ أتمنى أن تأتي ببندقيتك وتقول: والله ما كنتُ و أنا قاعد ولن أمسي إلا في ميادين الشّرف …
نعم : عرفت مقصدك فأنتَ تشجّع على صون الطّفولة المعذّبة وحتّى تنجيها من العذاب ؛ فلعلّكَ(مادُمتَ حاقدا على أنصار الله ) ، لعلك تؤمن بما يفعله دواعش حلب ؛ فتريد استخدام الطفولة لتطهّر بها الأرض مِن خطر مجوس اليمن ؛ فتأخذها في مفخخات لترمي بها من عارضك وتتحكم بجهاز التفجير عن بُعد..
ومِن ثُمّ لم تفقه يا صديقي – البليد- ثقافة ومدرسة عليّ بن أبي طالب ولم تسمع عن أسامة بن زيد ؛ ولهذا أدعوك لزيارة كتب السّيرة لتعرف من هذين الصّبيين اللذينِ أخذهما النبي الأعظم في معاركه وغزواته ، بإخلاصهما وصدق توجههما وخلوهما من النّفاق تماما كأشبال أنصار الله ؛
فما رأيك من سينتصر للرسول في ساعة الشّدّة أسامة وعليّ أم سفيان بن حرب وعبدالله بن أُبيّ؟؟
2- لا يجوز قتل المسلم للمسلم : (يقصد قتالنا للدّواعِش) ؛ فالقاتل والمقتول في النّار ؛ بل إنّه لا يوجد دواعش في اليمن :
الجواب : صلاة على النّبي والذّكاء: يعني “أنصار الله” بيمثّلوا أفلام أكشن في تعز ومأرب و….الخ …
إذن خذ تاكسي (وأنا أدفع لك أجرته) إلى تعز بالذّات واذهب إلى أول نقاط “المغاومة” وقل لهم : أنا ضدّ العدوان، وانتظر الرّد ولتكن رجلا، لا يتزحزح ولتسمح لهم بالتّفنن في تعذيبك وسحلك وكأنّهم وحوش بشريّة؛ بعد أن يخبروك بأنّك “مجوسي رافضي” حتّى لو كنتَ مِن تعِز فكل رافض للعدوان السعو صهيو أمريكي هو “رافضي مجوسي”، وحتّى لو أخرجتَ لهم بطاقتكَ ورأوا بأم أعينهم أنّكَ يمني ؛ فلا يهمهم اليمن فهم يعملون ويسبّحون بحمد محمد بن عبدالوهاب، وبني سعود ومن والاها، ولو رأوا ديانتك: مسلم فأنت ترفض سلمان فأنتَ “رافضي مجوسي” وبالتالي ؛ فأنت كافر ووجب قتلك …
وبعد أن تضحّي من أجل الحقيقة الغائبة عنك، أخبرهم بأنّك من الكاميرا الخفيّة جئتَ لتصوير حلقة مِن : “عاكِس خط”.
3- لم نعرف الحوثي إلا ميليشيات ..
الجواب : يا نظر عين أمك ومتى كانت الميليشيات تدافع عنك وتضبط الأمن وتطالبها بالرّاتب وتنام وهي تدافع عن عِرضك وأرضك…
ومتى كانت الميليشيات تجاورك وتؤاكلك وتزاورك وتتكلم بحريتك دون أن تؤذيك ودون أن تسجنك لأنك ضِدها، فثقافة الميليشيات في العالم غير ثقافة ميليشيا الحوثي الذي – أنت نفسك – تشهد لها أنتَ : بأنّك تمرّ من أمامها آمنا مطمئنا؛ وتقول بلسانك: الصّدق لمّا نسافر تعز نقاط الحوثي ما تسرق ولا تستفزّ أحد ، لكن نقاط “المغاومة” مستفزّة جدا وما فيش أمان لهم ..
تناقض عجيب يخفي مجرد العقد التي ورثتها أيّها الصيّاد في الماء العكِر …وأتمنى ألا تفهمني غلط فأنا قلت : الصّيّاد بالشّدّة فوق الصاد والياء ، ولم أقُل: صَيَاد …
4- الصّدق الأوضاع متردية جدا و…و… و…الخ
الجواب: حِجاب على دمك ولحمك: تشعرني كأنّكَ كنتَ عايش مِن قبل في دولة عمر بن عبدالعزيز …
يا رجال خِفّ علينا ، وحدّد نقدك وأنت مثقف واكتب اسما لشخص نهبك وسرقك ولا تستغل الموجة الحاقدة على رجال أمسكوا زمام اليمن بقوّة وبجرأة في أحلك الظروف وأشدّها قسوة ..
أو نسيتَ عدوان اليهود والأعراب؟
أونسيت حصارالجو والبر والبحر؟
أو نسيت أنّك مهدّد وأسرتك وجارك وكل يمني بالموت في أي لحظة؟
أو نسيتَ أنّكَ لو كنتَ من الرّجال الأقحاح فستترك بدلة وكرفتة وحقيبة “المدنية” المنافقة وتكتسي بغبار المعركة وتلبس قبعة الجندي وتضع علم اليمن فوق رأسك وتنطلق لدحر العدوان ؛ لأن العدوان على مدى عامين لم تساعد بذرّة من جهدكِ وثقافتكِ لدرئه ودفعه وإيقافه ، ولم يدافع عنك إلا أولئك الحوثيّون الذين ما لبسوا الكرفتة والبدلة ، فكانت شعثة شعورهم وغبرتهم وحفاء أقدامهم أشدّ رجولة منك ؛ فهم الذين لم يبخلوا بأنفسهم وأبنائهم وأنت في عقر دارك تأكل وتشرب مع أهلك وتخزّن بعد الغداء وتنام بسلام وأمان بسعادة ضرباتهم الحيدريّة واستماتتهم وصبرهم على جوع وعطش ونيران حرب وقصف صواريخ ..
5- يصرفوا لنا رواتب :
الجواب : متى بخلوا بصرف الرّاتب في أشد الظروف لكلّ يمني كان من الجنوب قبل الشّمال إلا بعد تآمر اقتصادي بين العدوان والمرتزقة الذين في الخارج والتجار المنافقين الذين في الدّاخل ليوصلوك إلى هذه الحالة ..
ومِن ثّم لا يستحق الرّاتب إلا من يدفع روحه للدفاع عنك ؛ فهل فكّرت بترك زوجك أو ابنك والمضي إلى الجبهات لتسترد شخصيتك ؟
تقول : مِن غير شر ؛ معي أسرة وعيال وأخاف من الموت ..
الجواب : إذن :
مَن أحبّ الحياة عاش ذليلا ، فهؤلاء الأنصار يذودون عنك ولا يرغمونك أو يرغمون ابنك بالذهاب إلى الجبهات معهم ، ولأنهم يريدون لك الحريّة يبذلون أرواحهم، لأن في انتصارهم انتصار للاستقلال وسيادة اليمن والتي لو نالت الاستقلال لن يتحكم فيها المرتزقة والدواعش ويحرقون العملات ويسحبونها من السوق ليجوعوك.
أو فاذهب إلى مأرب وإلى تجار الدّواعش وعدن، واسألهم: ما بال العملة التي أُحرقت، وسُحِبت من البنوك اليمنية لمساندة العدوان اقتصاديا؛ وحتّى يجمّلوا أنفسهم بأنّهم وطنيون يوزّعون لبعض المدارس حقائب غِذائية ليتم التجمّل منهم ؛ فهم المنقذون في وقت الجدب و(جزآهم الله خيرا) ؛ وفي المقابل لتعويض خسارتهم معك أيّها الجاهل يرفعون أسعار المواد الغِذائية بمعدل 10%….
هذه نقطة من بحر أخذتها من أفواه بعض المتغابين، وصدق رسول الله في جعل المنافقين في الدّركِ الأسفل من النار..
فهم حين يعاملونك، يبدون لك مِن طرِف اللسان حلاوةً، و يظهرون ما لا يبطنون ..
ولكن العقد والحقد اللا مبرر يظهر نفسه غصباً عنهم ،وتتعدّد الأقوال لديهم والقصد واحد..