قَبضَةٌ مِـن أثَـرِ الـقـصـيـدة

عبد الحميد الرجوي
رمَــــــاداً أكــتُــبُ الَّلــهــــَبَ الـمـُسـَجـَّى
وأنــفُــثُ بـي دُخـَـانــاً مـــَاتَ غُــنــْجــا
وتـلـكَ قصـيدةٌ في النـفـسِ عَطـشَى
أمُــــجُّ بـهــا يـــَـبــــابَ الـمـــاءِ مَـــجــــَّا
قَــــرَأتُ الـضـــوءَ فـي لـُـغـَـةِ الـمَـرايـا
خَــجَـــــولاً مَـــسَّـــهُ حَـرفـي فَـأدْجَـى
وتَـعـــزِفُ في فَـمـي الـنـايــاتُ قَـيـئَـاً
فـجــاءَ اللـحــــنُ مِــلءَ الـروحِ فَـــجَّـــا
أنـا .. ويـَقُـــدُّنـي في الـغَـيــبِ جُـرحٌ
هُــــلامـِـيٌّ مـتـى مــا نَــــــامَ ضَـــجـَّـــا
أنـا ودَواتـي الـخَـــجْــــلَـى يَـــقــــيــــنٌ
أراهُ عـن الـفَـصـَــاحَــةِ قـد تَــهَـجَّــى
أُقَـاسِـمُ شَـهـقَـةً في الحَـلْـقِ نِـصـفـي
ونصفي في لَـظـََى الأنـفـاسِ أشـجـَى
أرى الـمـَعــنَـى تـَـخـــَثــَّـرَ بـي فــأذوَى
على وجـــهِ القـصـيـدةِ دونَ مَــنْـجــا
وبـي قـد أغـطَــشَ الـنَّـقْـــعُ المَـرايـا
وأرمَـــــدَ مُـقـلَـةً في الـدهـــرِ دَعـجَـا
إلامَ الـغَـــيــــمُ يـُــنــــذِرُ فـيَّ وَدقَــــاً
حـَـبـِـيــسـاً والظِـمـــاءُ إلـيّ أزجَـى !؟
أتـيـتُ وبـي مِـن الإيـــنـــاعِ جَـــدبٌ
لأقـطِـفَ مـا جـَهِـلـتُ عليهِ نُـضـجـا
عَـصـَرتُ الجـَمـرَ فـي صــدري لَـعـَلّـي
سـَأحـســو مِـن لـظــاهــا المـاءَ ثـَـجّــا
على جُـرحـي ذَوَى جُــــرحٌ فَــجُـــرحٌ
فـأيُّ جِــــراحِ هــذا الـجُـــرحِ أوجَـى ؟
وإنـي مِـن خَـطــــايــا الجُــــرحِ أنــقَـى
وقـد ســَـاويـــتُ بـي نَــــــاراً و ثَـلــجـــا
أُلَـمـلِـمُ مِـن شِــفــاهِ الـرّيـــــحِ نـفـسـي
وقـد زَجَّ الـعــــــواءُ خُــــطَــــايَ زَجَّــــا
أُشـَرنـِـقُ مِـن خــيـــوطِ الـقَـــزِّ قَـبـري
لـيَـخــتَــالَ الـفَــــراشُ عـلـيَّ نَــســجَــا
ومِـن مُــقَــلِ الـهَـجـيـرِ فَــرَشــتُ بَـرْدي
فـفـي الأضـدادِ قـد يَـنـثَـالُ مَـحْـجَـى
عـلـى صــــَهــَــواتِ ذاكَ الـنَّــزفِ إنـي
جَـعَـلـتُ مِـن النَّـجـيـعِ الغَـضِّ سَـرجـا
أُرَاوِدُ في الـمَـنـــايــا الـبِـيـضِ قَـبْـضَـاً
تَــلـــيــــداً لا يُـــجَــــابُ ولا يُــرَجَّــى
كأنّ الـبَـــدءَ فـي سِــــفْــــرِ الـتَـنَـاهـي
رسُــــولٌ خَـــــطَّ فـي عَـيـنـيّ وَهْــجَــا
ويَـأبَـى المَـــوتُ فـي الـشــُّـعَـــــراءِ إلا
حــَـيــــاةً تَــعــتـَـلـي بُـرجَـــاً فَـبُـرجَــا
* القصيدة الفائزة بجائزة رابطة الجواهري

قد يعجبك ايضا