جميل مفرح
* لا تستطيع أن تصفه بأقل ولا أكثر من الشاعر.. ووراء هذا الوصف الموجز شكلاً كل ما وراءه من معانٍ ومقاصد وصفات.. إنه محمد المهدي.. ذلك الكائن البسيط في مظهره وتفاصيل حياته العظيم في إبداعه ونتاجه الشعري المتميز والمتميز جداً.. كائن لا أتذكر أن شيئاً كان يعنيه أو يشغل روحه واهتمامه إذا حضرت القصيدة.. وهي بالطبع حاضرة في كل تفاصيل حياته.. كائن لا يكاد هدوءه وصوته الخافض وانحصار ملامحه وسلوكه في ذلك الوجه الخجول والعينين المكتظتين بالتساؤلات.. ووجهه المدفون في خليط هائل من الفرح والحزن مجتمعين.. والألم والبهجة متكاملين.. والشعر والفلسفة متشاركين ومضات وجهه وخفقات قلبه حين تحضر القصيدة لحظته.. أياً وأينما كانت تلك اللحظة وانهمر الحضور، حضور الشعر بكل ما فيه وله وعليه من سمات وصفات وثنائيات ومفارقات.. تقابله وتتلقى بساطة خطابه إليك وتلعثم تعبيره وبهجته بك، فلا تلمس أو حتى تتوقع إن يكمن بداخل هذا الكائن البسيط جداً ذلك الشاعر الكبير بل العملاق الذي ما إن تحين فرصته حتى يندفق ويندفع شاغلاً حولك كل المساحات المتاحة للدهشة والانبهار والإعجاب الذي يتحدى الحدود..
* محمد المهدي.. شاعر يمني لا تحتاج قصيدته المنهمرة فناً وأحاسيس وروحاً إلى شهادة شهود أو تقييم نقاد، وهي تعبر من أقصى أقاصيه وحتى شفتيه ثم حواس المتلقي، مسافات طويلة من المشاعر والمؤثرات الفنية والروحية التي تؤدي أكثر المهام مشقة وتعقيداً لدى الشاعر، ألا وهي مهمة الإيصال.. التي تتجسد في قصيدة محمد رغم ألاعيبه الفنية والرمزية العالية، وكأنها روح تنتقل منه إلى متلقيه..
* محمد.. وأنت تظهر بمنجزك الابداعي في هذا الوقت ليكون علامةً على أثر حضاري وإنساني عظيم.. وعليه فلا أدري هل أبارك له هذا المنجز أم أباركه لنفسي أم لوطني أم للشعر أم للإنسان الذي نتشاركه في كل حالاتنا ومناسباتنا.. انساننا اليمني بل العربي بل الكوني الذي هو في أمس الحاجة لمثل هذا الكائن الخلاق والفنان المبدع..
* حقك أيها المبدع المهدي.. وحقك كشاعر وإنسان وفنان أكبر من كل الجوائز التي قد يحصدها الشعراء والأمراء والفنانون والمبدعون الذين لا يعيشون حالتك وطرق إبداعك المدهشة والمذهلة..
* فشكراً لك وأنت تسعدنا بهذا المنجز في توقيت ضاقت مساحات السعادة فيه.. والوطن ينزف كل هذا النزيف، إلا أنه لا يمكن أن يمرر هذه اللفتة دون أن يجتزئ لتهنئتك والاعتزاز بك مساحة من اهتمامه وقدراً من مشاعره الممتلئة بالاعتزاز والفخر والسمو ثم الابتهاج بك وبقصيدتك العابرة للزمان والمكان..
* وشكراً لها أثير وهي تمنحك حقاً تستحقه بجدارة إبداعك، وتقلدك واحدة من قلائد التميز والتفوق الإبداعي الذي يمثلنا جميعاً ويمثل الوطن ويمثل الشعر اليمني في كل شبر وصفحة وذاكرة من كيان اليمن الكبير، الذي ذهبت لتمثله وتحمل رايته وتثبت أنه ما يزال حياً بكل ما تعنيه الحياة، بل وأنه ما يزال له في الإبداع له مساحاتٌ مفتوحةٌ لن تتآكل أو تزول، مادام أنجب وينجب مثلك من المبدعين الأفذاذ..
* ولا شكراً ولا فضلاً لنا ونحن نحتفي بك وبأمثالك من مبدعي الوطن المتميزين في كل منحى وفن ومناسبة وحضور.. فالاحتفاء بك واجب ولازم كما هو الهواء لازم لاستمرار الحياة..
* دم طيباً واستمر مبدعاً وتألق أكثر وأكثر.. فما زلنا ننتظر منك الكثير وما يزال في إمكانك الكثير لتهدينا مثل هذا الإنجاز الذي نفخر ونعتز ونباهي به وبمثله، كما نباهي بتاريخنا وحضارتنا وإرثنا الاستثنائي الذي يحمل بصمة الإنسان اليمني الأصيل.. تلك البصمة التي لا يمكن باي حال من الأحوال أن تماثل أو تغدو هامشاً مهما حاول الزمن السيء وأبناؤه الأكثر سوءاً أن يفعلوا أو يجرموا..
* لك وللوطن العزة والإباء وللشعر أبدية القداسة وللغة مطلق الثناء، وإن لم تسعفني هنا أن أجود لك بما تستحقه من التعبير في وصفك ووصف إبداعك وشكركما معاً لقاء هذه الهدية التي تجود بها اليوم.
Prev Post
Next Post