حفرة الخيبة الدامية ..!!
عبدالله الصعفاني
كلما سقطت في حفرة القراءة لما حدث منذ غزو العراق وإعدام صدام حسين وحتى تنفيذ ربيع تدمير كل شيء أشعر أني أسقط في حفرة الخيبة الدامية .
ولا شك أن منكم من يشعر مثلي وهو يستعرض مشهد الانحطاط أنه صار كهلاً ، لا يقوى على حمل فكرة ، بل مجرد صوت عائد من ذكريات الهارب من نفسه ومن زمان عربي في منتهى الشقاء والبؤس.. وليست النتائج الخاطئة التي أوصلت هذه الأمة إلى حصاد مقدمات خاطئة سمحت باختراق جيش مصر وإعلامها وسياستها فكان كامب ديفيد .. واخترقت سوريا القومية فجعلت الأسد حينها ضمن محور إسقاط العراق وإعدام رئيسه ، ودفعت العراق وإيران لخوض حرب عدميه طويلة لتتوالى أحداث ما يسمى بالربيع عاصفة .
ودائماً كان ” أراجوزات ” المال الخليجي الطافح ممولي كل انهيار كبير وصغير أطاح حتى بالمتحالفين كما شاهدنا من إقامة انتفاضة على الأسد في العام 2011م باحثين هناك عن رأس إيران بذات طريقة احتشاد تحالف أكبر وأخطر للبحث عن رأس إيران بقتل الشعب اليمني وتدمير مقدرات نصف قرن وعدم استثناء حتى معالم التاريخ والحضارة الإنسانية في اليمن .
ولأن المخرج الكبير لا يهتم بامتلاك أدواته لأي منطق شاهدنا كيف صار لمن لا يمتلك شرعية أو انتخابات أو ديمقراطية حق اعطاء الشرعية لمن يريد وانتزاعها ممن يريد مستفيداً من فائض المال الخليجي وفائض النفاق العالمي .. بل أن خلط منطق السياسة بمنطق كأس الخليج لكرة القدم جعل التنافس يأخذ مناحي غريبة فتدعم قطر جزءاً من المعارضة السورية لتدعم السعودية جزءاً آخر ليصل الخلاف الخليجي على سوريا درجة سحب السعودية والإمارات لسفيرهما في الدوحة في العام 2014م.
وغير بعيد عن الذاكرة المراوحة بين محاولة الملك السعودي عبدالله إنقاذ حسني مبارك دون جدوى ثم مساعدة السيسي في الانقلاب على مرسي ثم الانقلاب على السيسي فقط لأنه ضاق ذرعا بمساعي تحويل مصر إلى حديقة خلفية ليس عليها إلا بيع الموقف السياسي والعسكري بالجملة وليس بالتجزئة رغم ثقلها التاريخي والحضاري.. صار على السيسي أن يتلقى الأمر وهو يصوت في مجلس الأمن ويتلقى التوجيهات على حساب عمقه السوري ، ويتلقى حتى أوامر عدم الاستفادة من رمزية ودلالة تضحيات الجيش المصري في الثورة اليمنية عام 1962م ..صار عليه أن يسلم الجزر خارج قناعات الرأي العام وخارج إرادة القضاء .
وهكذا تستمر متواليات الخيبة العربية حتى داخل الحلف الواحد كما شاهدنا من تقاطع الرغبات السعودية المصرية عند ثنائية الموالاة للأمريكي وعدم استثناء لبنان من العقاب ، وما إلى ذلك من الشراكات التكتيكية الخليجية المصرية التركية الإيرانية لنرى أولوية السيسي في الخصومة للإخوان على خصومته لإيران ودعم الأسد من تحت الطاولة إلى فوقها ليتكشف تضارب المصالح ولكن دونما حضور أي مسحة للعدالة في المواقف من الشعب اليمني وما يتعرض له من القتل ، التدمير ، والحصار ، فيما لم يبق من منظومة القيم العربية والاسلامية والأممية إلا مواطير الضجيج الصاخب .