وزير التعليم العالي: المؤتمر يتيح للأكاديميين تقديم رؤاهم العلمية حول قضايا الحوار الوطني الشامل


صنعاء/سبأ –
قال وزير التعليم العالي والبحث العلمي المهندس هشام شرف ” إن اليمن تعيش فترة استثنائية يجتمع فيها الشعب ليضع اللبنات الأساسية للمستقبل المنشود عبر الحوار الوطني الشامل وأن الحوار هو السبيل الأمثل والأوحد لحل مشكلاتنا ولم شملنا حول أهداف مشتركة وأن الحوار يحتاج إلى دعم حقيقي من كافة مؤسسات المجتمع لا سيما المؤسسات العلمية وفي مقدمتها الجامعات ومراكز البحث العلمي بأنواعها المختلفة الحكومية والأهلية.
وأشار في حفل تدشين أعمال المؤتمر الأكاديمي لدعم الحوار الوطني أمس بصنعاء الذي تنظمه على مدى ستة أسابيع جامعة الملكة أروى إلى أن مبادرة جامعة الملكة أروى لعقد المؤتمر هي مبادرة تستحق التقدير وتسير في تحقيق الوظائف الثلاث للجامعات .
وأضاف وزير التعليم العالي ” أن هذا المؤتمر سيتيح الفرصة للأكاديميين والباحثين من الجامعات اليمنية المختلفة ومراكز البحث العلمي المتنوعة تقديم أوراق علمية تتضمن رؤاهم العلمية حول قضايا الحوار الوطني الشاملوهي فرصة ثمينة للباحثين والمهتمين من منظمات المجتمع المدني المختلفة التي ترغب في تقديم رؤاها وأفكارها لبناء الدولة المدنية الحديثة أن تشارك بفعالية في المؤتمر الأكاديمي وأن تتواجد ضمن حلقات النقاش التي ستظل منعقدة في جامعة الملكة أروى حتى نهاية الشهر القادم.
وأعرب الوزير شرف عن أمله في أن يخرج المؤتمر الأكاديمي برؤية علمية واضحة لبناء يمن يتسع للجميع ويسير نحو مفهوم الدولة المدنية القادمة بخطى واثقة تحقق الأمن والاستقرار للجميع وتبني دولة النظام والقانون وتستثمر موارد الوطن من أجل الوطن ومن أجل أبنائه بكافة أطيافهم السياسية والاجتماعية.
واشاد بهذه الخطوة التي تولت زمامها جامعة الملكة أروى وقدمت مشروعا متميزا في الحوار الوطني يتمثل في عقد مؤتمر أكاديمي سيتم خلاله تقديم رؤية علمية أكاديمية داعمة ومكملة لإنجاح الحوار الوطني الشامل.
من جانبها أشارت رئيسة المؤتمر الأكاديمي لدعم الحوار الوطني الدكتورة وهيبة فارع إلى الأهمية التي يكتسبها هذا التجمع الطوعي المتميز الذي تداعى من أجل وضع بصماته في دعم مفهوم الحوار كقيمة إنسانية ووطنية تسهم في جمع الكلمة وتوحد الصفوف وتقدم الحلول للمشكلات المتراكمة دون توجيه أو ايعاز من أحد وانما استشعار بمسؤوليتهم الوطنية والاخلاقية والمهنية لدعم مفهوم الحوار وللقيام بواجبهم الوطني والإنساني والقيمي.
وقالت ” إننا وبهذه المشاركة نؤكد اننا يمنيون اولا وان هذه بلادنا وان مؤتمرنا ثانيا يصب في دعم ومساندة الحوار الوطني الشامل وتقوية مخرجاته حرصا منا على أن تشمل هذه المخرجات افكارا بناءة تعزز القرارات وتوسع مبدأ المشاركة الشعبية والمشاركة النوعية دون تحيز لمنطقة أو فئة أو فصيل سياسي” .
وأضافت ” لهذه الاسباب نرى أن المنضمين ببحوثهم ورؤاهم وأفكارهم يتزايدون ويتعاظمون يوما بعد آخر وهو ما يؤكد أن اليمنيين بطبعهم ميالون إلى العمل الابداعي وإلى التكاتف من أجل المصلحة العامة وأنهم سباقون إلى بناء وتطوير وتعزيز كل ما يحسن ويطور ويحافظ على اليمن وبنيته ونسيجه الاجتماعي بغض النظر عن اختلاف وجهات النظر السياسية التي يجاهرون بها والتي تذوب وتتلاشى وتنصهر في كيان اجتماعي واحد بغض النظر عن مسمياته ونفخر اننا نمثل عموم اليمن ” .
وأشارت رئيسة المؤتمر إلى أن فكرة المؤتمر الأكاديمي بدأت مبكرا ولم يبدأ العمل وإستكمال التحضيرات النهائية الا في منتصف ابريل نظرا للقصور في بعض الامكانات التي تم التغلب على الكثير منها بفضل التعاون الذي أبداه المشاركون من كل المناطق ومن مختلف الفئات والاطياف السياسية .
وأكدت الدكتورة وهيبة فارع أن المجال ما يزال مفتوحا لتلقي الأفكار والمشاركات دون تحفظ على أي رأي من أي جهة كانت .. معربة عن أملها بأن يشمل قوام المشاركة في هذا المؤتمر العديد من الفئات الشابة والمتميزة عبر رؤاها وافكارها الجميلة المتطلعة لحياة أفضل .
ونوهت بأن الباحثين والمشاركين في هذا المؤتمر سيضعون في الاعتبار ما توصلت اليه لجان المؤتمر الوطني الشامل للحوار بهدف تكامل الرؤى ويصبح العمل تشاركيا وابداعيا بحيث يعززون الجوانب الايجابية ويسهمون في التقييم والاستشراف.
وثمنت رئيسة المؤتمر جهود الباحثين من كل الجامعات والمراكز والمؤسسات وكذا تفاعل الكثير من منظمات المجتمع المدني مع هذه المبادرة التي حرصت من خلالها جامعة الملكة أروى على خلق تفاعل مجتمعي نحو أهم قضايا الوطن والخروج برؤى موحدة تصب جميعها باتجاه الدولة المدنية الحديثة دولة المواطنة العادلة .
بدورها قالت الأمين العام المساعد لمؤتمر الحوار الوطني الشامل الدكتورة أفراح الزوبه ” ونحن نشهد هذا الزخم والحراك العلمي والأكاديمي الساعي للمشاركة في رسم ملامح اليمن الجديد نستشعر روح المدنية الأولى التي خطت للعالم ومنذ القدم معالم الحكم الرشيد “.
وأضافت .. إن مؤتمر الحوار الوطني الشامل هو شامل في موضوعاته كونه سيناقش جميع القضايا السياسية والثقافية والإقتصادية التي تهم المواطن اليمني وإنه ليس مؤتمر لـ 565 عضوا وليس مؤتمر قوى سياسية بعينها إنما هو مؤتمر كل اليمنيين في الداخل والخارج وفي الريف والحضر وعلينا المشاركة فيه بكل الطرق والوسائل المتاحة .
وأشارت إلى أن مؤتمر الحوار الوطني الشامل هو معركة مدنية بكل المقاييس فإما أن نستطيع أن نفرض فيها رؤية مدنية حديثة للدولة اليمنية أو نترك لقوى تقليدية العودة بنا إلى الماضي .
وقالت الدكتورة أفراح الزوبة ” نأمل من المشاركين في المؤتمر الأكاديمي الداعم لمؤتمر الحوار الوطني أن تستمر جهودهم لتكون مخرجاتنا جميعا لمصلحة المواطن اليمني بعيدا عن مصالح القوى والأحزاب فالأمانة الملقاة على عاتقكم هي أكبر من تلك الملقاة على عاتق السياسيين”.
ونوهت بجهود جامعة الملكة أروى في تنفيذ هذه الفعالية الهامة التي ستكون داعما ومساندا لعمل كل الفرق المنبثقة عن مؤتمر الحوار الوطني الشامل .
كما القيت كلمات عن الهيئة الإستشارية للمؤتمر الأكاديمي من قبل الدكتور يحيى المتوكل وعن رؤساء الجامعات اليمنية القاها رئيس جامعة صنعاء الدكتور عبدالحكيم الشرجبي وعن الباحثين من الجامعات اليمنية ومنظمات المجتمع اليمني القاها الدكتور أسكندر النيسي .
أشارت في مجملها إلى أن عقد المؤتمر الاكاديمي يعد بمثابة فتح جسر للعبور إلى الهدف الحقيقي الذي من أجله اجتمع الأكاديميون والباحثون ورؤساء المراكز البحثية ومنظمات المجتمع المدني في هذا اليوم وهو ” اليمن الجديد الذي يحلم به الجميع”.
وبينت الكلمات أن هناك فعليا ما يقارب الـ 80 باحثا وباحثة من الجامعات والمراكز البحثية ومنظمات المجتمع المدني مشاركين بأبحاثهم العلمية في هذا المؤتمر الأكاديمي كلا بحسب تخصصه تم توزيعها على أربع فرق سياسية وقانونية وإقتصادية وإجتماعية وأن هذه الفرق ستقوم بالنزول إلى الجامعات والمراكز البحثية لمناقشة الأفكار والرؤى المقدمة من الباحثين والإستفادة من أفكار الآخرين.
وبينت الكلمات اهتمام الأكاديميين بل وإعجاب أغلب المثقفين والمتنورين بالتوجه إلى الحوار الوطني الشامل وكذا بالمبادرة التي تبنتها جامعة الملكة أروى كون ذلك يمثل أسلوبا حضاريا في هجر حل الخلاف بالقوة والإنتقال إلى توافق الحوار وإعادة الأمور إلى نصابها ومن خلال الإنتقال من قانون القوة إلى قوة القانون .
وأضافت .. إذا كان هناك منا من تطلع يوما ما وتمنى أن يكون فاعلا داخل الحوار الوطني الشامل ولم تتحقق أمنيته فهاهو اليوم وجميع من في هذه القاعة على يقين أننا قادرون أن نكون فاعلين ليس بالضرورة من داخل قاعات وردهات الحوار بل وربما أن من بيننا ومن مواقعنا هذه من هو أكثر تأثيرا من غيرهم
ونوهت الكلمات بأن على جميع المشاركين في مؤتمر الحوار الوطني الشامل أو المؤتمر الأكاديمي لدعم مؤتمر الحوار أن يتناولوا قضايا الحوار وموضوعاته وفق منهجيات وآليات عمل تنطلق إلى بناء جديد يستوعب أخطاء الماضي ونتائجها ويدرك تطلعات الشباب إلى مستقبل أفضل ويساهم في زحزحة المواقف المتصلبة للمتحاورين حال ظهورها وكذا الإستشعار المبكر للصعوبات ونقاط الخلاف في قضايا وموضوعات الحوار .
وشددت الكلمات على أهمية مسؤولية مؤسسات التعليم العالي والمراكز البحثية التي تظهر اليوم أكثر من أي وقت مضى وأن الفرصة الماثلة أمام الجميع للمشاركة في المؤتمر الأكاديمي هي فرصة لا ينبغي تفويتها لربط مؤسسات التعليم العالي وأنشطتها بقضايا المجتمع .
حضر حفل تدشين أعمال المؤتمر مستشار رئيس الجمهورية للدراسات الإستراتيجية والبحث العلمي الدكتور فارس السقاف ووزيرة حقوق الإنسان حورية مشهور ونائب وزير التعليم العالي والبحث العلمي محمد مطهر وممثلون عن عدد من البعثات الدبلوماسية بصنعاء واعضاء من مجلس الشورى وعدد من المهتمين.

قد يعجبك ايضا