أبناء تعز في ذكرى المولد النبوي الشريف :
تعز/ سلطان مغلس
احتفل أبناء محافظة تعز بذكرى المولد النبوي الشريف على صاحبه أفضل الصلاة وأتم التسليم في ظل وضع استثنائي تعيشه المحافظة مع استمرار العدوان البربري الغاشم, وبالرغم من أن هذه المناسبة أتت وأبناء المحافظة يستقبلون صواريخ العدوان وقذائف مرتزقته، إلا أن ذلك لم يمنعهم وفي مقدمتهم قيادة السلطة المحلية بالمحافظة من الاحتفال بالمناسبة وممارسة الطقوس والعادات التي ألفوها من آبائهم وأجدادهم منذ القدم للاحتفاء في هكذا مناسبة جليلة وعظيمة على قلوب جميع المسلمين والتي تذكرنا بالقيم والمبادئ الفاضلة للسيرة العطرة واستلهام الدروس والعبر منها في تغيير واقع الأمة الذي تمر به وتصحيح أوضاعها اقتداء بخطى الحبيب محمد عليه وآله الصلاة والسلام.
«الثورة» استعرضت في هذا الاستطلاع الطقوس التي يمارسها أبناء محافظة تعز وأجواء الاحتفاء بهذه المناسبة الدينية الجليلة.. فكانت الحصيلة التالية:
بداية يتحدث مدير عام الإعلام بمحافظة تعز أبوبكر العزي قائلا: لا شك أن ميلاد الرسول الأعظم عليه وآله أفضل الصلاة وأتم التسليم هو ميلاد للقيم النبيلة والأخلاق السامية والحرية والعدالة والمساواة وإنقاذ الأمة من الجهل والظلال والظلام وبهذه المناسبة تشتاق الأرواح إلى إحياء هذه الذكرى العطرة.
تزيين المساجد والمنازل
وأضاف العزي: في محافظة تعز تستقبل هذه المناسبة الجليلة بأفضل وأجمل الزينات الروحانية حيث تزدان المساجد بالسجاد الجديد والبخور والعطور ويتوافد المحبين إلى المساجد لينهلوا من سيرته العطرة وتقام الموشحات الدينية والروحية وتستمر حتى الساعات الأولى من الفجر إلى المساء، كما تزدان المنازل بالفراش الجديد والعطور والبخور احتفاءً بهذه المناسبة الجليلة ويطوف الأطفال على المنازل لاستلام هدايا المولد النبوي الشريف من الحلويات والعصائر وهم يتزينون بالملابس الجديدة.
وأردف قائلا: إن السلطة المحلية بمحافظة تعز كانت حاضرة في الاحتفاء بالمولد النبوي هذا العام، حيث شهدت محافظة تعز الأحد 12 ربيع الأول احتفالا جماهيرياً بالصالة الرياضية في الحوبان حضره الآلاف من أبناء تعز وقيادة المحافظة ممثلة بمحافظ المحافظة رئيس المجلس المحلي عبده محمد الجندي، ووكيلا المحافظة إبراهيم عامر وأمين حميدان، ومدير أمن المحافظة العميد منصور المياسي، ومدير مكتب الأوقاف والإرشاد محمد الظرافي، وعدد من أعضاء المجلس المحلي ومدراء عموم المكاتب التنفيذية وأصحاب الفضيلة العلماء والمشائخ والوجهاء والشخصيات الاجتماعية والقيادات العسكرية والأمنية والأحزاب والمكونات السياسية ومنظمات المجتمع المدني .
حلقات المساجد
الشيخ عادل الاصبحي قال: هذه الأيام الفاضلة والتي لها أثر ديني وترتبط بأحداث عاشها المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم من يوم ولادته إلى يوم وفاته يحتفل بها أبناء الشعب اليمني بريفه ومدنه كلاً بطريقته، فهي تأخذ طابع الحب والارتباط بالرسول صلى الله عليه وآله وسلم، حبا بغير تكلف ولا إلزام أو تعصب مذهبي، حبا بأحياء شمائل المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم واستحضارها واحيائها كي تحيى قلوبنا بها.
وأضاف الأصبحي: على سبيل المثال عندما كنت طفلا في المراحل الابتدائية كنا بعد صلاة العشاء يوم مولد الرسول صلى الله عليه وآله وسلم كان يجتمع المدرسين المصريين المبتعثين ووالدي رحمة الله عليه وأهالي القرية وكانوا يتبادلون سيرته ومولده وخلقه وخُلقه، كانت تقام حلقة في الجامع كنا نحن والمصريين والسودانيين وكذلك سوريين جميعهم أساتذة مبتعثين كنا لا فرق بيننا بحبنا لرسول الله وكنا نعد الكيك في تلك الليلة لمن حضروا الجامع وشاركوا في الحلقة.
عادات متعددة
وأردف قائلا: لم توجد صفة أو شكل ملزم في تعز تستطيع أن تقول أنه يحتفل به فكلا يعبر عن حبه بطريقته دون توجيه أو إيماء من أي جهة.. وينبغي أن نحتفل بالمناسبة وكلنا قلوب واحدة متماسكة وان يتوقف العدوان، علينا أن نعزز من التكاتف والتراحم وتقديم المعونات والمساعدات للفقراء والمحتاجين والمعدمين والإيثار وإلغاء الفوارق المجتمعية وان ننطلق بمنطلق واحد دون تمزق أو تشتت والدعاء بالتي هي أحسن دون تطرف أو غلو والإيمان بأننا أمة واحدة موحدة نعمل كفريق واحد لتطبيق سيرة الرسول الأعظم والامتثال بنهجه وسنته العطرة.
احتفالات في المديريات
مدير عام مكتب الأوقاف والإرشاد بمحافظة تعز محمد حمود الظرافي قال: إن هذه المناسبة يستقبلها أبناء محافظة تعز بالفرح والسرور ويقومون بطقوس وعادات تعكس الحب الصادق للحبيب المصطفى عليه الصلاة والسلام الذي تحمله قلوب جميع أبناء المحافظة.. حيث تزدان المساجد والمنازل وتوزع فيها الصدقات والمعونات وتتلمس احتياجات الفقراء والمحتاجين وتمارس كل القيم الفاضلة الممتثلة لقيم الحبيب الأكرم.. وأردف: إن مكتب الأوقاف والإرشاد عمل على تنظيم فعاليات عديدة في عدد من المديريات لإحياء هذه المناسبة استشعارا بأهميتها وضرورة التحلي بالسيرة العطرة للحبيب المصطفى لاسيما في هذه المرحلة الحرجة التي تمر بها بلادنا.
فرصة للمغرر بهم
وأضاف الظرافي: يجب أن تمثل هذه الذكرى العظيمة فرصة يستفيد منها المغرر بهم من أبناء المحافظة من قرار العفو العام ويعودون إلى جادة الصواب وإلقاء السلاح والتوبة عن مناصرة العدوان على محافظتهم وبلادهم وإفشاء التصالح والتسامح بين أفراد المجتمع ومعالجة الخلافات بالطرق المثلى والصحيحة.. كما أن المبادئ والقيم والأخلاق الفاضلة التي نهجها النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم يجب التمسك بها؛ إذا أردنا الخروج من الحروب الراهنة والنهوض بواقع مجتمعنا الديني والاخلاقي ولا بد من المزيد من التكاتف والتلاحم والاصطفاف في مواجهة العدوان وما تتعرض له الأمة من مخططات تستهدف النيل من الإسلام والمسلمين.
مناسبة عظيمة
الداعية الإسلامي مختار الجنيد من أبناء مديرية صبر الموادم قال: إن هذه المناسبة عظيمة لا مثيل لها، حيث أخرج الله الأمة من الظلال إلى النور بهذا المولد النبوي الشريف.. ويجب أن نحتفي بهذه المناسبة بالشكل الذي يناسبها وأن نستلهم منها الدروس والعبر في ترسيخ القيم والأخلاق والصبر والدفاع عن الوطن والعرض والكرامة.
رعاية أسر الشهداء
وأضاف الجنيد: كما أن على الجميع في هذه المناسبة أن يوثقوا أواصر الإخاء والمحبة والتكافل الاجتماعي، كما يجب أيضا على الفرد والمجتمع والمسؤولين والدولة أن يعملوا على رعاية الشهداء والجرحى الذين قدموا أرواحهم ودمائهم رخيصة في سبيل الدفاع عن الوطن والشعب فهم شهداء لأنهم امتثلوا السيرة النبوي والهدي الرباني في الدفاع عن أعراضهم ووطنهم وأهلهم ومالهم.. وكلنا أمل أن يحظى الشهداء والجرحى بالاهتمام المناسب من الدولة وكافة فئات المجتمع.
محطة تزويد
فيما يقول وحيد القاضي ـ وهو طالب جامعي: علينا جميعا أن نقتدي بسيرة النبي المصطفى عليه الصلاة والسلام الكريمة والعطرة وأن تكون بمثابة محطة نتزود منها الأخلاق الفاضلة ونعمل على ترسيخها وترسيخ أواصر التكافل والتراحم والعطف على المحتاجين سيما في ظل هذه الظروف الاستثنائية جراء الحرب والحصار من قبل العدوان على الشعب اليمني.. كما لا ننسى ضرورة أن يكون للشهداء والجرحى حضورا في حضرة هذه المناسبة العظيمة من خلال دعم أسر الشهداء الذين قدموا حياتهم فداء للوطن والاهتمام بمعالجة الجرحى وتوفير لهم العيش الكريم والذين يستحقون منا جميعا كل الحب والإيثار.