لقاءات / أحمد السعيدي
احتشد اليمنيون بكل فئاتهم وشرائحهم أمس في ميدان السبعين ليجددوا العهد لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وأكدوا أهمية الاحتفال بهذه المناسبة الدينية العظيمة التي فيها ولد خير البشر سيد ولد آدم من اخرج الله به العباد من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد ومن تركنا على المحجة البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها الا هالك وقد عبر أهل الإيمان والحكمة من هم أرق قلوباً وألين أفئدة عن سعادتهم بالمشاركة في هذه الفعالية التي قدمت نموذجا يقتدي به في كل البلدان الإسلامية.
إلى التفاصيل ,,
أهمية الاحتفال بالمولد النبوي
في البداية التقينا الداعية المعروف / فؤاد محمد حسين ناجي والذي تحدث عن أهمية المولد النبوي قائلاً :
“ الحمد لله رب العالمين، وصلوات الله وسلامه على سيدنا محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين ورضي الله تعالى عن أصحابه المنتجبين وبعد ,الحديث عن المولد النبوي الشريف هو حديث عن كل يوم في حياته صلى الله عليه وآله وسلم وعن كل تشريع من تشريعاته وعن مواقفه وأخلاقه وشمائله وسيرته وليس مقتصراً على يوم خروجه صلى الله عليه وآله وسلم من بطن أمه الكريمة، كما أنه حديث عن الإسلام ومعالمه، بل إن الحديث عن المولد النبوي الشريف هو حديث القرآن الكريم الذي ينبغي أن نعرف الرسول صلى الله عليه وآله وسلم من خلاله.
فالقرآن الكريم يقدم الرسول في قوالب عامة شاملة تدل على عظمته حينما يقول عنه الله سبحانه { عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُم بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ } وعندما يقول سبحانه { وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ} وعندما يقول جل وعلا { وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّةً لِّلنَّاسِ بَشِيرًا وَنَذِيرًا} وعندما يقول سبحانه { وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ} هذه الآيات وأمثالها تشكل مرجعية لأي رواية أو حديث عن رسول الله ، فإنه لا ينبغي أن نخرج عن هذا الإطار الذي كله تعظيم ويُعتبر خطوطاً عريضة لكل ما يمكن أن يُقال عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، إن الاحتفال بالمولد النبوي معناه أننا نقدر نعمة الله علينا بهدايته لنا برسوله وأننا ممتنون لله على هذه النعمة ونقدرها حق قدرها..كما أن معناه أننا نحب الرسول ونتخلق بأخلاقه ونتزود بالمعرفة العملية الصحيحة بالإسلام وقيمه ومثله العليا وروحه وجوهره بدلاً من التمسك بقشوره التي لا تسمن ولا تغني من جوع..
فالاحتفال بمولد النبي الأكرم بوعي يُعدُّ محطة انطلاق نحو مولد جديد لأمة قوية منتصرة، مستقلة تكتسي هيبتها وتحتل مكانتها العالية بين الأمم كشاهدة على الناس كما أراد الله لها وكما كان أول مولد للنبي صلى الله عليه وآله وسلم باكورة ميلاد أمة الإسلام فبإمكاننا أن نجعل من هذه المناسبة في هذا الزمن مولداً لأمة مهابة الجانب ذات سيادة واستقرار وحضارة إنسانية.
كما أن المولد النبوي الشريف يمثل أهمية بالغة للأمة الإسلامية فهو يعتبر خاصية حضارية لها بين الحضارات والأمم الأخرى التي لها أعياد ومناسبات مستقلة وذات خصوصية، ونحن كأمة إسلامية يمثل الاحتفال بهذا المولد الشريف جزءاً مهماً من مميزات حضارتنا الإسلامية العريقة حتى لا تذوب في معركة صراع الحضارات أو تستسلم أو تفقد مميزاتها واستقلاليتها بل إن الاحتفال الكبير بمناسبة كهذه يعكس صحوة إسلامية ويعني بأن الأمةَ في طريقها نحو استعادة عزها وكرامتها وقيادة ركب العالم كما أراد الله لدينها حينَ قال سبحانه { هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ}.
ولقد سيطرت الجاهليةُ المعاصرة على الصدارة في العالم وطغت ثقافتها وملامحها بشراسة على كل مناحي الحياة في كل جوانب الضلال والانحراف، مما يجعل البشرية في أمس الحاجة إلى أن يعود محمد إليها لينقذها مما وقعت فيه.
وليس بعيداً بل هو الواقع فالرسول محمد هو رسول الأولين والآخرين والمعاصرين وكل العالم فهو رسول الله إلى أوروبا وأمريكا وباقي القارات الخمس حيث بعث صلى الله عليه وآله وسلم بين جاهليتين وقد قضى على الجاهلية الأولى، ولم يبق غير الجاهلية الأخرى التي هي أشر من الأولى ، وهو من سيبدد جحافل ظلامها وكأن الحديث الشريف يشير إلى هذا الدور الكبير والهام عندما قال صلى الله عليه وآله وسلم (بعثت بين جاهليتين) فيكون خلاص العالم من جاهليته المعاصرة بالعودة إليه وإلى دينه وأخلاقه وقيمه ومبادئه.
ولكن كيف نعود إلى رسول الله وقد لحق بالرفيق الأعلى؟ نعود إليه من خلال ما تركه فينا من بعده في قوله صلى الله عليه وآله وسلم: (إني تارك فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا من بعدي أبداً، كتاب الله وعترتي أهل بيني).
ولعل إحياء المولد النبوي الشريف مدخل للعودة الصادقة ولتحمل المسؤولية في تمثيل الدين أحسن تمثيل ونقطة انطلاق لهذا الدور الكبير الذي قال الله سبحانه عنه (لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا) وحتى نكون واقعيين فكل هذا الأمل ليس على هذه المناسبة فقط ولكنها خطوة وبداية في الطريق الصحيح وفرصة للفت أنظار العالم إلى دوائه من دائه وعلاجه من أمراضه وفرصة لأن نرص صفوفنا كأمته ونوحد جبهتنا الداخلية حتى نقدم دينه بسلوكنا وواقعنا وصورتنا الموحدة خلف قيادة الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم.
ولعلي لا أبالغ إذا قلت بأن كل مذاهب الأمة وطوائفها -ماعدا التكفيريين – على استعداد تام لأن تمد يد السلام والتعاون والوحدة فيما بينها في إطار القواسم المشتركة وما أكثرهامن أجل خدمة الدين وتقديمه في صورة حضارية تتناسب مع ما كان عليه المصطفى من مثل للرحمة والخلق العظيم.
وإن كل أبناء الأمة يستشعرون أهمية هذه المناسبة في إحياء مشروع الوحدة الإسلامية بين كل أبناء الأمة، هذه المناسبة التي لن نجد لها مثيلاً في كل مناسباتنا ، بل إنها الأمل الوحيد الذي يعول عليها الغيورون على الأمة في تضييق الهوة والفجوة بين أبناء الأمة والتي يعمل الأعداء على توسيعها وتعميقها..
وإن من الأهمية لهذا المولد المبارك أنه يردنا إلى ما صلح به أول هذه الأمة والتي لن يصلح آخرها إلا به..
وهل أنقذ الله أولها إلا برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم والمنهج الذي أنزل عليه وهو القرآن الكريم { كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِ رَبِّهِمْ} { لَقَدْ مَنَّ اللّهُ عَلَى الْمُؤمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولاً مِّنْ أَنفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُواْ مِن قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُّبِينٍ}.
أضف إلى ذلك فالمولد النبوي هو المناسبة التي يمكن أن تمثل رمزاً للوحدة الإسلامية عندما تقام في كل دولة إسلامية فإنها تدل على القاسم المشترك والرابط الموصل بين كافة الشعوب؛ لأن هناك عيداً وطنياً لكل دولة يختلف زماناً ومكاناً ودلالة من دولة إلى أخرى أما مولد الرسول صلى الله عليه وآله وسلم فإنه مناسبة الجميع وإنه يذكر أبناء الأمة وشعوبها عندما تحييه بالرابط والعلاقة القوية بينها وأنها جسد واحد مهما فرقتها الحدود الجغرافية كما أنها تهيج الأشجان إلى الوحدة الإسلامية وتذكر بعضنا مآسي بعض شعوبنا في بعض الدول والشعوب أما إذا لم تحيه الأمة فإن دلالة ذلك أن الأمة بعيدة عن أمل الاتحاد ودليل على حجم الهوة بين شعوب الأمة”.
أعظم وأرقى الاحتفالات
أما الأستاذ / علي شرف الدين – مدير مدرسة جمال عبد الناصر بأمانة العاصمة فقال :
“ إنه من أعظم وأرقى الاحتفالات التي يجب على الجميع أن يوليها مكانتها ودلالتها الخاصة لما لها من أهمية في واقع الأمة العربية والإسلامية وخصوصا في مجتمعنا اليمني الذي يعاني صلف العدوان السعودي الأمريكي
ونستنكر اليوم من هنا من ميدان السبعين موقف علماء السوء والذين هم من طليعة الفكر الوهابي السعودي الذين ينفثون سمومهم في أوساط الأمة بتحريم الاحتفال بذكرى مولد المصطفى الخاتم بغية إبعادها عن رسولها ورحمة الله لها بينما يحلون الاحتفال بأعياد ما انزل الله بها من سلطان ويدعون للاحتفال بأعياد اليهود والنصارى مثل عيد “الكرسمس” واحتفال ” الجنادرية ” السنوي وعيد ” الملك ” وغيرها وينفقون في سبيل اقامتها مليارات الدولارات .
ونحن اليوم نقوم بإحياء فعاليات الاحتفاء بالمولد النبوي ليس بدافع داخلي بل بأمر إلهي خص الله بها أمة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم .
فمن الضروري إعطاء ذكرى المولد النبوي حقها من العظمة وليشهد العالم أننا امة نفتخر بنبيها ونتمسك به”.
واكد شرف الدين حتمية اقامة الاحتفال بالمولد النبوي ونيله الاهتمام الكامل لما له من أهمية عظمى واستلهام الدروس والعبر والتحرك الجاد والإتباع لما قام به رسول الله صلى الله عليه واله وسلم والاقتداء به قولا وفعلا.
وأشار إلى أن الرسول لم يتحرك في جانب واحد إنما كان متحركا في كافة جوانب الحياة خصوصا في جانب العلم والسلاح فقهر بحركته وقارع طواغيت الارض من الاكاسرة والاقاصرة والروم.
ودعا في ختام حديثه جميع أبناء شعبنا اليمني الى التحرك الجاد والوقوف أمام المنافقين والمرجفين في الداخل ممن يبثون الشائعات ويلبسون الحق بالباطل ومواصلة التحدي والوقوف بصلابة وتحد في مواجهة غطرسة الاستكبار العالمي ومردة الشيطان واذنابهم في الخليج والذين لا زالو يرتكبون أفضع وأبشع الجرائم بحق شعبنا اليمني.
سنحتفل في كل عام
الاكاديمي المعروف وأستاذ العلوم الانسانية الدكتور / فتحي السقاف قال:
“ الجهلة أعداء الله وأعداء الانسانية من يقتلون اليمنيين ويدمرون اليمن لسنا اليمنيين الوحيدون من نحتفل بذكرى المولد النبوي الشريف الجمهورية اليمنية من اقصاها الى اقصاها تحتفل بهذه المناسبة.
يعتبر يوم الثاني عشر من ربيع الأول من كل عام هجري يوم استثنائي في كل العالم عامة وفي اليمن خاصة، حيث تقام سنوياً في هذا اليوم احتفالات شعبية في كل مكان بل في كل بيت يمني وكل شبر من البلاد بمناسبة ذكرى المولد النبوي الشريف، كما تقام احتفالات رسمية وشعبيه ودينيه من أهمها الاحتفالات الرسمية التي تقام اليوم في العاصمة صنعاء عاصمة اليمن الموحد ويكون مقر اﻻحتفال الرئيسي هنا ساحة السبعين بجوار مسجد الرئيس الصالح الذي يعد من أكبر المساجد في الجمهورية اليمنية.
نعم يتم اﻻحتفال في كل العالم عدا بني سعود ومن حالفهم ومن تسعود معهم يتم الاحتفال في اليمن بذكرئ المولد النبوي واليمن تحت القصف والتدمير الممنهج والمستمر وعادة من خلال إقامة طقوس دينية وشعبيه كرنفال تتضمن مواكب ضخمة من كل المحافظات والمديريات حتئ من الجزر اليمنية القريبة والبعيدة من جزيرة سقطره الى جزر كمران و بكلان ، وتتزين الساحة الرئيسية والشوارع المحيطة وكذلك المنازل والمساجد بالاضواء والزينة لتظهر في أحسن حلة وأبهى صورة.
وفي كثير من الأرياف والمدن، يتم ذبح الذبائح وتوزيع الصدقات والأطعمة، ويجتمع الناس والأهالي في كل قرية وفي كل حي لإقامة الندوات الدينية للتذكير بسيرة الرسول الكريم اﻻعظم وتوضيح عظمة البعثة الإسلامية اليمنيه، وتتخللها الاناشيد والشعر والاهازيج الدينية وكلمات الثناء على الرسول الكريم. كما يقدم طلاب المدارس وصلات شعرية يتغنون فيها بسيرة الرسول اﻻعظم عليه افضل الصلاة والسلام.
انهم اليمنيون احفاد اﻻنصار هم الفاتحون وهم من حمل شعلة اﻻسلام ومن اوصلوا الاسلام الئ الصين وفرنساء كم انت عظيم ايه الرسول وكم انت عظيم يايمن وكم انتم عظماء ايه اليمنيون تحت القصف وتحت التدمير والقتل انتم تحيون ذكرئ مولد سيد الخلق محمد ابن عبدالله عليه افضل الصلاة والتسليم وعلى أهله وعترته “.
الاحتفال يغيض الكفار
المواطن / صالح القديمي قال : “ خرجنا اليوم ميدان السبعين للاحتفال بذكرى المولد النبوي لنعاهد الرسول بالمحبة والولاء ولنغيض الكفار والمنافقين ويكتب الله لنا عمل صالح كما قال سبحانه وتعالى في القران الكريم ما كان لأهل المدينة ومن حولهم من الأعراب أن يتخلفوا عن رسول الله ولا يرغبوا بأنفسهم عن نفسه ذلك بأنهم لا يصيبهم ظمأ ولا نصب ولا مخمصة في سبيل الله ولا يطئون موطئا يغيظ الكفار ولا ينالون من عدو نيلا إلا كتب لهم به عمل صالح إن الله لا يضيع أجر المحسنين ( 120 ) ).
فالكفار والمنافقين يجن جنونهم من هذا الحشد الشعبي الكبير الذي ابى الا ان يقوم بإحياء هذه المناسبة الدينية العظيمة ونحن ولله الحمد نعرف رسولنا حيداً ونحبه اكثر ممن يدعون حبه ولا نحتاج من احد ان يبرر لنا هذا الاحتفال او يمنعنا من الخروج فاليوم سقطت كل الاقنعة واعدنا لهذه المناسبة العظيمة بريقها واهميتها في نفوس المسلمين في كل انحاء العالم.
الحقد الأسود
اما المواطن / وليد السراجي ففد ابدى استغرابه من موقف البعض من ذكرى النبي صل الله عليه وآله وسلم حيث قال : “ يعيش اليمنيون اليوم مع غيرهم من ابناء المسلمين في جميع دول العالم اجواء احتفالية بهيجة بمناسبة ذكرى مولد خير البشر محمد صل الله عليه وآله وسلم هذه المناسبة الدينية العظيمة الذي اتخذها بعض الامراض مناسبة للعداء ومحاربة احياء هذه الفعالية فالذي استغرب له كثيراً هو قيام البعض بتمزيق اللافتات المكتوب عليها اسم النبي الاكرم وقيام البعض بصب الزيت الاسود على الجدران الخضراء ليمنعوا كتابة اسم النبي عليها وانما ذلك الزيت الاسود يدل على على قلوبهم السوداء وحقدهم الاعمى على الشعائر الاسلامية والبعض يشن حملة عدائية شعواء في المواقع الاخبارية ومواقع التواصل الاجتماعي يسب فيها ويلعن المحتفلين بالمولد وتكفيرهم فعجبي ما الذي بين هؤلاء وبين رسول الله ولماذا يحاربون الاحتفال بذكرى مولده “.
المناسبة عظيمة
فيما قال الأخ / نور الدين خوجه – طالب جامعي :
“ في ظل العدوان السعودي المدعوم من أمريكا وإسرائيل الذي يستهدف اليمن بشعبه وجيشه ومؤسساته، تتصدر مناسبة المولد النبوي واجهة الأحداث في بلادنا ، لا سيما وأن بلادنا تحتفل منذ القدم بهذه المناسبة كسائر بلدان العالم الإسلامي ، مصداقاً لكلام الرسول الأعظم بحق اليمنيين: الإيمان يمان والحكمة يمانيه. “وكما قال صلوات الله عليه وعلى آله” اليمنيون أرق قلوباً وألين أفئدة.
وبهذه المناسبة الدينية العظيمة والغالية على شعوب الأمة الإسلامية نظم الشعب اليمني في أغلب المناطق فعاليات احياء هذه المناسبة وخرجنا ميدان السبعين اليوم مع جمع غفير من المواطنين وايضا كبار علماء اليمن لنؤكد اهمية الاحتفال بهذا اليوم فلهذا اليوم العظيم أهمية قصوى حيث ولد فيه خير البشرية وهاديها ومنقذها من الظلمات إلى النور رسول الله محمد صلى الله عليه وعلى آله فميلاد الرسول محمد كانت نقطة تحول تاريخيه للحضارة الإسلامية العظيمة في جزيرة العرب .ويبقى التعبير الأبرز الذي من خلاله يحتفي الشعب اليمني بشمائل الرسول الكريم ويتذكرون سيرته العطرة و مولده الشريف كان مولدا للإنسانية أعادها للحياة الكريمة القائمة على العدل والمساواة والأخوة ومبادئ التكافل والتراحم ، وتصحيح علاقة الإنسان بخالقه المتصلة بعبوديته وتوحيده وتأكيداً على حرية الإنسان وكرامته في الحياة التي تحقق له السعادة في الدنيا والآخرة.. ولا بد ان نذكر أهمية تجسيد حب المصطفى صلوات الله عليه وعلى آله وسلم من خلال الإقتداء بمنهجه وسيرته واتخاذه مثلاً أعلى وأسوة حسنة في الرفق والإحسان مع جموع المؤمنين”.
واجب على كل مسلم
الشيخ المسن / مراد الوائلي والقادم من محافظة صعدة للمشاركة في الاحتفال بالمولد النبوي قال :
ان الاحتفال بالمولد الشريف أمر واجب على كل مسلم مؤمن محب لرسول الله صلي الله عليه وسلم الذي أخرجنا من الظلمات الي النور الذي كان يقول صلي الله عليه وسلم “ أنا منكم مثل الوالد للولد “فهو نعم الوالد لم يرى خيرا إلا ودلنا عليه وما رأى شرا إلا وحذرنا منه وكان صلي الله عليه وآله وسلم يبكي ويقول أمتي .. أمتي.
في هذا الشهر الكريم نعيش مع رسول الله صلي الله عليه وسلم حبا فيه – ونظهر بعض فضائله وخصائصه حتي تحل علينا البركات وفي هذا اليوم في ميدان السبعين نؤكد ذلك الامر.
إن أهمية الاحتفال بالمولد النبوي هي من أفضل الأعمال وأعظم القربات لأنه تعبير عن الفرح والحب له صلي الله عليه وسلم ومحبة الرسول من أصول الإيمان.
ويقول صلي الله عليه وسلم لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من ولده ووالده والناس أجمعين.
وقد درج سلفنا الصالح منذ القرن الرابع والخامس على الاحتفال بمولد النبي صلي الله عليه وسلم بإحياء ليلة المولد بشتى أنواع القربات من إطعام الطعام وتلاوة القرآن وإنشاد الأشعار والمدائح في رسول الله صلي الله عليه وسلم ,أيضا عمل المولد ليس فيه مخالفة لكتاب ولا سنة ولا أثر ولا إجماع فهي غير مذمومة بل هو من الإحسان الذي لم يعهد في العصر الأول.
وقد جاء في الصحيحين من أن النبي صلي الله عليه وسلم قدم المدينة فوجد اليهود يصومون يوم عاشوراء فسألهم فقالوا : هذا يوم اغرق الله فيه فرعون ونجى موسى فنحن نصومه شكرا لله تعالى.
قال الحافظ ابن حجر فيستفاد منه فعل الشكر الله علي ما من به في يوم معين من إسداء نعمة أو دفع نقمة فنحن نشكر الله على نعمة رسول الله صلي الله عليه وسلم أيها الناس إن الاحتفال بالمولد النبوي الشريف مظهر من مظاهر حبنا وعشقنا للرسول صلي الله عليه وسلم وبالذات في هذا العصر الذي نعيش فيه فقد كثرت الاحتفالات الوطنية والاجتماعية ومع هذه الكثرة يجب علينا إلا ننسي الاحتفال بالولد الشريف الذي هو أهم من أي احتفال لان الرسول صلي الله عليه وسلم انقذنا من الظلمات إلى النور وكان مرشدنا إلي فعل الخير والي طاعة الله سبحانه وتعالي هذا في الدنيا وفي الآخرة سوف يتضح للجميع قدر هذا النبي صلى الله عليه وسلم عند ربه سوف يقف حتى يطمئن على أمته.
وقد جاء أن أبا لهب يخفف عنه العذاب في النار كل يوم اثنين لاعتناقه السيدة ثويبة عندما بشرته بولادة الرسول صلي الله عليه وسلم فإذا كان الكافر الذي نزل فيه القرآن بذمه فرح بميلاد الرسول وببركة الرسول يخفف عنه العذاب فما حال المسلم الموحد من أمة سيدنا محمد الذي يفرح بمولده صلى الله عليه وسلم ويبذل ما تصل إليه قدرته في محبته فان فضل رسول الله ليس له حد فيعرب عنه ناطق بفم اللهم صلى و سلم على سيد الخلق أجمعين محمد في الأولين و في الآخرين و على آله و صحبه و في الملا الأعلى الى يوم الدين ، في كل وقت و حين و كل عام و انتم بخير آمين، اللهم آمين يا رب العالمين “..
تصوير / فؤاد الحرازي