الشعب اليمني يجدد العهد ويحيي ما اندثر في ذكرىمولد سيد الخلق

(الثورة) تنقل الصورة من ميدان السبعين:

إحياء ذكرى المولد النبوي عودة  إلى الأصل
الاحتفاء بذكر المولد النبوي فرصة لتخطي كل الانتماءات الضيقة

احتفالية السبعين تجديد للعهد وإعلان براءة ممن حرف وبدل
ثلاثون سيارة إسعاف وفرق إخلاء من الجنسين

تغطية/ جمال الظاهري  Aldahry1@hotmail.com

زرافات ووحداناً تقاطر أبناء الشعب اليمني بـ الملايين إلى ميدان السبعين أكبر ميادين العاصمة (صنعاء) تحملهم مشاعر المحبة والشوق والوفاء لنبيهم الكريم, الصغار قبل الكبار النساء قبل الرجال وحتى المرضى والمعاقين لم تثنهم إعاقتهم عن المشاركة والتعبير عن شوقهم وإعزازهم لمكانة النبي الخاتم الرحمة المهداة من رب العالمين, توافدوا إلى الميدان منذ ساعات الصباح الباكر وبعضهم بات إلى جانب اللجان المنظمة لهذا الاحتفال في مشهد قل أن تشاهده في أي بلد يشهد ويعاني أهله ما يعانيه أبناء الشعب اليمني جراء العدوان الظالم الذي تشنه قوى العمالة والتغطرس وأذيالها من أنظمة الحكومات التي تقول أنها إسلامية.
امتلأ الميدان عن أخره بأبناء صنعاء الوفاء والمحبة ومن قدموا من عدة محافظات للمشاركة في هذه المناسبة ليعبروا عن ارتباطهم وتقديرهم وما يشعرون به من جلال ومكانة لرسولهم الذي شرفه الله بحمل هداه إلى العالمين مؤكدين بحماس منقطع النظير ليعبروا عن استعدادهم وجهوزيتهم للذود عن مكانة ومقام نبيهم الذي احتل الصدارة في تاريخ أسلافهم وفي مقدمة أحباب أجيال اليوم.
هذه الحشود المليونية وفي تعبيرٍ شعبي وديني كبيرَين أرادت أن تعبر عن ذاتها وعما تحمله في جوارحها من محبة وتقدير وفي نفس الوقت رأت أنها مناسبة لتعلن للعالم وبتجسيد حي براءتها مما يريده ويلصقه أعداء الإسلام والمنافقون بدينهم وبسيرة نبيهم الخاتم نبي الإنسانية من صفات وما ينسبونه إلى دينهم ورسولهم من خلق وممارسات تشوه معتقدهم وتحط من قيمة ورسالة المصطفى عليه أفضل الصلاة والسلام.
الفعالية وإن كانت شعبية إلا أن الحضور الرسمي لم يغب عن المشهد والمشاركة في هذه الذكرى الجليلة, ولهذا وذاك ولتوقع المنظمين لضخامتها من منطلق قدسيتها لدى أبناء اليمن ونظراً للظروف الأمنية التي تمر بها البلاد كانت بحاجة للكثير من العمل ومن المنظمين والفرق الأخرى التي رأى القائمون على الاحتفالية ضرورة توفرها من اجل التيسير والتنظيم والحماية كي لا يعكر روحانيتها وصفو المشاركين والمجتمع ما قد يعمد إلى فعله من لا يريد لليمن وأبناءه الخير.
الثورة واكبت الفعالية ورصدت الحدث من أكثر من زاوية ونقلت لكم ما أمكن وما تيسر من انطباعات المشاركين واللجان المختلفة لصعوبة الإلمام بكل التفاصيل وخرجت بالتالي:

بداية التقينا مع أحد أفراد اللجنة التحضيرية الأمنية الأخ عبدالسلام الوشلي وسألناه عن تقييمه للحالة الأمنية والاستعدادات وأعداد المشاركين في التنظيم فقال:
* الترتيبات الأمنية جيدة وقد روعي فيها أن الأعداد ستكون كبيرة وأننا قد نحتاج لأعداد كبيرة من عناصر الحماية فوفرنا 2400 فرد, فيما عدد العاملين في مختلف المهام 14 ألفا والحمد لله وكما ترى الترتيب وتوزيع الأمنيين جيد, كما أن مستوى الوعي لدى المواطنين يساعدنا كثيراً والأمور تسير بشكل ممتاز.

مفوضية الكشافة
– الكشاف- أسامة سعيد بكاري أجاب على سؤالنا الرئيسي قائلاً:
* في المقام الأول كان حضورنا إلى الفعالية من أجل المشاركة والاحتفال مع إخواننا وآبائنا وأمهاتنا وأخواتنا في الاحتفال بمناسبة ذكرى المولد النبوي الشريف عليه أفضل الصلاة والسلام وعلى أله وصحبه ومن تبعه بإحسان, وعددنا حوالي مئتي كشاف يساعدون لجان التفتيش في أكثر من مكان في هذا الميدان وقد تكون لاحظت أن خطوط الحماية والتفتيش متقاربة وقد تقول لماذا هذا كله, لذا اعتذر من جميع من أفتشهم وأقول لهم هذا من أجلكم فسامحونا.
– خطوط أخرى تنظم الدخول والخروج ولكن أعمار أغلبهم كانت صغيرة ولا يمتلكون المهارة الكافية.. سألت أحدهم عن نوع المهمة التي يؤديها والجهة التي يتبعونها فقال:
– * نحن من أبناء مديرية السبعين طلب منا المشرف أن نشارك في الأمنيات مع بقية المنظمين وأتينا إلى الميدان منذ الأمس لأن الاحتفال في مديريتنا.

– العنصر النسائي والبداية مع عضو اللجنة التنظيمية الأخت/ وجدان عبدالسلام الشامي التي قالت:

– * نعمل ما نستطيع على توفير الأجواء المناسبة لضيوف الرسول الكريم والحضور حتى الآن ورغم أن الفعالية لم تبدأ بعد جيد, واغلب اللائي حضرن متعاونات ويساعدننا في أداء عملنا, كما أننا وفرنا قسما للاستعلامات لمعالجة مشكلة ضياع الأطفال أو النساء الطاعنات في السن يقوم هذا الفريق بالمناداة عبر مكبرات الصوت وأيضاً البحث عن أهالي المفقودين, التنظيم بشكل عام جيد جداً.
تقديم الإسعافات
التقينا بالعنصر الطبي النسائي وطرحنا سؤالنا على الأخت ماجدة محمد الذبحاني التي قالت:
* حضرنا للمشاركة في خدمة ضيوف نبينا الكريم عليه أفضل الصلاة والسلام, واستعددنا لتقديم الخدمة ومواجهة أي طارئ قد يحدث من خلال تقديم الإسعافات الأولية, وعددنا 200 طبيبة وممرضة نمثل 9 مديريات.. والتنسيق معنا كان عبر مشرفات هذه المديريات.

المهام الثلاث
– أما عن اللجنة الأمنية فقد تحدثت إلينا الأخت أم الحسين وقالت:
– * مهمتنا توفير الأمن في المكان الذي خصص للنساء ومهامنا متنوعة منها قسم التحري وقسم التفتيش وأيضاً التدخل السريع, الأعداد كبيرة ولكن الأوضاع مضبوطة والحمد لله.
أما الشيخ محمد عبدالوارث المصري فإنه قال: حضورنا هو امتثال لقول الله عز وجل “ومن يعظم شعائر الله فإن ذلك من تقوى القلوب” صدق الله العظيم.
هذا اليوم عظيم بعظمة صاحبه وحدث جليل غير مجرى التاريخ في المنظقة العربية التي كانت تعيش في ظلام حيث جاءت الرسالة المحمدية لترتقي بوعي المجتمع القبلي الذي طبع بالغلظة  والاقتتال وامتهان أدمية الإنسان الذي كان من صورها السجود للحجر إلى عبادة الله الواحد ومن شرائع الغاب إلى شرائع الخالق عز وجل ومن الصراع والفرقة إلى الوحدة.
ضيوف الفعالية
– الأخ فراس أحمد العسرة عما يعنيه إحياء ذكرى المولد النبوي بالنسبة له قال:
– * الاحتفال وإحياء ذكرى مولد الرسول الأعظم إحياء للقيم التي يجب أن يتمتع بها كل مسلم وكل إنسان على وجه الأرض, وإحياء لروح الأمة وتجسيد واقعي لمبادئ وقيم ديننا وتعظيم لرسولنا الكريم, وفي نفس الوقت تعبير عملي وصورة تجسد عظمة مكانة رسولنا واعتزازنا به وبهديه وبما تمثله لنا سيرته العطرة, وبمكانته في قلوبنا.
– كما أننا حين نحيي ذكرى مولده بهذه العظمة والبهجة فإننا لم تأت بجديد وإنما نحيي كشعب يمني ما حاول أعداء الأمة الإسلامية ومن يدعون الإسلام نفاقا أنهم مسلمون أن يطمسوه من ذاكرتنا كشعب تعلق قلبه بحب النبي عليه أفضل الصلاة والسلام وعلى اله وكان يحيي هذه المناسبة ويبتهج لمقدمها لقرون.
– إحياء ذكرى مولده بهذه الصورة انتصار لتاريخنا وإرثنا الثقافي الذي حاول الأعداء طمسه بعدة وسائل منها التحريف والكذب والتشكيك والإنكار وأخيراً عبر التكفير واستباحة الدماء والحرمات ويأتي امتدادا لهؤلاء في هذه الأيام المذهب الوهابي كرأس حربة يستهدف الدين بمجمله وفي مقدمة أولويات هذا الفكر التقليل من عظمة ودور وهدي نبينا الكريم, (لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الأخر وذكر الله كثيرا) صدق الله العظيم.
المعاقون
– في ختام هذه اللقاءات توجهنا إلى المنصة الصغيرة على يسار المنصة الرئيسية التي خصصت لفئة المعاقين وسألنا الأخ وليد الغرباني الذي أجاب باسم البقية عن سؤالنا الرئيسي قائلاً:
– * حضرنا للمشاركة والاحتفاء بذكرى مولد سيد الخلق نبينا محمد عليه أفضل الصلاة والسلام وعلى اله, هذه الذكرى التي طرب لها الكون وتطرب لمقدمها كل أمة محمد تحفنا مشاعر العزة والشرف في هذه المناسبة, لأن رسولنا الكريم جاء للناس وللبشرية كافة ولم تنحصر رسالته في فئة أو سلالة أو أمة بعينها.
– كما أن هذه المناسبة جامعة وإحياءها يعزز من اللحمة الوطنية والإسلامية والعربية, وتجمع الناس – المسلمين بالتحديد- على مختلف انتماءاتهم وأعراقهم على منهج واحد هو منهاج نبيهم الأعظم الرحمة المهداة الذي جاء كافة للناس.
– حضورنا هذه المناسبة وفي هذا المكان رغم الإعاقات صورة بسيطة عن الروح التي يتمتع بها الشعب اليمني منه الأنصار, منظرنا هذا في هذا المكان ترجمة وخير شاهد على ما يكنه ويتمتع به الشعب اليمني من محبة واقتداء برسولنا الكريم.
تصوير/ فؤاد الحرازي/ عبدالله حويس

قد يعجبك ايضا