بالحب نبني الوطن

علي محمد قايد
ماذا يعني لنا الوطن ؟؟
قبل أن يكون الوطن أرض وسماء وبحر وجبل فهو عبارة عن مشاعر صادقة تختزن في أعماقنا فكما تمتلك مشاعر حب صادقة لأسرتك (أبويك وزوجتك وأولادك وبناتك وسائر أقربائك  )فمن الطبيعي أن تمتلك مشاعر حب صادقة تجاه وطنك لأن الوطن هو البيئة الصالحة التي تعيش عليها وتأويك وكل من تحب فعلى تلك البيئة أو المنظومة ولدت وترعرعت حتى كبرت وعليها بيتك التي كونت فيه أسرتك وعليها تزوجت وأنجبت أطفالا وصار لديك أسرة ومكانة ووجود وعلى تلك البيئة يتوفر فيها عملك ومكان عملك وكل ما يتطلب من وسائل لسير حياتك بشكلها الطبيعي ، ولكن تلك البيئة يجب أن تكون بيئة نظيفة وخالية من الملوثات ومن المعلوم في علوم الحياة والبيئة أن البيئة يختل توازنها إذا زادت فيها عوامل ملوثاتها مثل ملوثات الجو عندما تزداد نسبة الغازات السامة مثل اكاسيد الكربون والكبريت والغبار والتربة وغيرها فإن الهواء يصبح ملوث وتسبب تلك الغازات ضررا على الإنسان ويسبب له العديد من أمراض الجهاز التنفسي وكذلك المياه الجوفية ومياه البحار قد تتعرض للملوثات وتسبب العديد من الأمراض والكوارث البيئة وكذلك بيئة الوطن التي تحدثت عنها في بداية المقال يجب أن تكون بيئة نظيفة خالية من عوامل التلوث الاجتماعي مثل انتشار ثقافة الأحقاد والكراهية والتعصبات الحزبية والمناطقية والطائفية فتلك ملوثات تؤدي إلى تمزق النسيج الاجتماعي وتؤدي إلى تفكك المجتمع وانقسامه وانشغال الناس ببعضهم البعض وانتشار الصراعات والمواجهات وبدلا من أن يتجه الجميع للبناء والتطوير وتسخير كافة الإمكانيات والقدرات والمهارات لبناء وتقدم الوطن فإنهم يتجهون للهدم والتخريب وتوقف عجلة التنمية ومن الطبيعي أن يواجه المجتمع صعوبة في العيش وظهور الأزمات خاصة إذا كان هناك مؤامرات وأجندة خارجية تسعى إلى شق الصف كما هو حادث ويحدث في وقتنا الراهن ليكون الوطن الضحية وماهو سبب ذلك؟
السبب تفكك المجتمع وانقسامه تحت مسميات مختلفة ودخيلة على مجتمعنا ومستورده مما أدى إلى تغير نمط حياة المجتمع اليمني وتوغل ثقافة الاخقاد والكراهية والتعصبات العمياء في القلوب فأباؤنا وأجدادنا عاشوا على الفطرة السليمة لم تفرقهم تلك المسميات الدخيلة والخطيرة ففي الأساس نحن شعب واحد ولحمه واحده وجسد واحد تربطنا وتجمعنا روابط الدين والدم والأرض والتاريخ والحاضر واللغة والمصير المشترك والعادات ولكن مع الأسف الشديد هبت علينا عواصف محملة بملوثات اجتماعية أدت إلى تفريقنا وانقسامنا ونتيجة لذلك وصل حالنا وحال الوطن لما وصل إليه بل وزاد الأمر خطورة وفتكا بمجتمعنا إلى قيام جهات خارجية معادية إلى خلق الصراع المسلح والمواجهات الدموية  ودعم شريحة من المجتمع اليمني بالمال والسلاح بما يسمى بالمقاومة والتي تقف إلى جانب المحتل ضد إخوتهم من أبناء وطنهم عاملين بذلك إلى تنفيذ مخطط خارجي خبيث يعمل على تنفيذ سياسة (فرق تسد ) .
إننا نواجه مرحلة خطيرة جدا مرحلة يغرق فيها الوطن في مستنقع المؤامرات والأجندة الخارجية وعلينا أن نعي وندرك حجم تلك المؤامرات حتى ننقذ الوطن من الغرق فبالحب نبني الوطن وبالأحقاد والكراهية ندمر الوطن.

قد يعجبك ايضا