شعب الأنصار ومولد المختار

عبدالفتاح علي البنوس

في طوفان بشري هائل تقاطر أنصار النبي الأعظم سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم كالسيل الجرار على ميدان السبعين منذ مساء السبت للمشاركة في احتفالية المولد النبوي الشريف ليشكلوا لوحة إيمانية بديعة جسدت عظمة وشموخ هذا الشعب المعطاء وتمسكه بهدي النبي محمد والسير على خطاه في مواجهة جاهلية هذا العصر  المتمثلة في آل سعود وزبانيتهم ، حيث كانت الفعالية عظمى كعظمة المناسبة المحتفى بها ،كما كانت مجسدة للروح الوطنية اليمنية الإيمانية بتنوعها المذهبي والطائفي والحزبي، فمن يحب الرسول الأعظم ولم يمنعه أي عذر مقبول كان حاضرا وكلهم على قلب رجل واحد يصدحون بهتاف واحد ويرفعون راية واحدة ( لبيك يا رسول الله ) ،رجالا ونساء وأطفالا شكلوا لوحة المولد النبوي ووجهوا رسالة قوية لوهابية آل سعود بأن اليمنيين تحرروا وإلى غير رجعة من الوصاية السعودية والمد الوهابي الذي هجن ودجن فكر وثقافة وعقيدة الأمة بأفكار مغلوطة ومفاهيم وأطروحات فجة وممجوجة بعيدة كل البعد عن الفكر والمنهج والثقافة المحمدية التي جاء بها الرسول الأعظم وترك أمته عليها ،قبل أن تنحرف هذه الأمة ويتحول مسارها الإيماني على يد طواغيت بني أمية وصولا إلى وهابية آل سعود الذين أثبتوا للعالم أجمع بأنهم أكثر جاهلية من أجدادهم وأكثر وحشية وإجراما من بني صهيون ( بني عمومتهم ) .
احتفالية  أنصار الرسول الأعظم بمولده الأغر أكدت وبما لا يدع أي مجال للشك بأن النبي الذي عمل آل سعود على تغييبه في نفوس أهل اليمن من خلال الفتاوى والمعتقدات الوهابية ما يزال حاضرا وبقوة في قلوبهم وفي نهجهم وما حضورهم البهي إلا رسالة تأكيد على ذلك وأنه لا تبعية ولا ولاية للمستكبرين والمتغطرسين من المتأسلمين في بلاد قرن الشيطان  ، فهذه هي ثقافتنا وهذا هو نبينا الذي بعث رحمة للعالمين ، نبينا الأعظم الذي نحتفل بمولده رغم كل الظروف الصعبة المفروضة على شعبنا اليمني الأصيل هو الرحمة المهداة والقدوة المثلى الذي تحتم علينا المضي في مسار التحرر والانعتاق من براثن الغزو والاحتلال ومرتزقتهم والثبات والصمود في مواجهة كافة المؤامرات التي تحاك ضد يمننا الأرض والإنسان، والاستفادة من الدروس والعبر المستلهمة من ذكرى المولد النبوي الشريف وترجمة ذلك على أرض الواقع قولا وعملا وسلوكا وممارسة .
وبالمختصر المفيد لقد عادت اليمن وعاد اليمنيون إلى النبع الإيماني اليماني الأصيل وتخلص من الأفكار والمعتقدات المستوردة من خارج الحدود وهذا هو الانتصار الأولي الذي يسبق الانتصار النهائي على فلول التكفير والإجرام والوحشية .
هذا وعاشق النبي يصلي عليه وآله.

قد يعجبك ايضا