الحروق.. أعظم الإصابات كلفة في العلاج “1-2”

*السبب الـ15 للإعاقة:
الثورة/خاص
تعتبر الحروق من أشد أنواع الإصابات وأكثرها خطورة، وتتبعها مضاعفات خطرة، وآثار مشوهة للجسم، وإعاقات دائمة، كما تتسم الحروق بأنها من أعظم الإصابات كلفة في العلاج، فعلاجها يحتاج إلى وحدات عالية التخصص تشتمل على إمكانيات وتجهيزات ذات تقنيات طبية عالية، وكوادر طبية متخصصة، لذلك يلزم لعلاج الحروق على النحو المطلوب إمكانات طبية عالية متخصصة، وأموالٍ باهظة، وهذا ما لا يتوفر في العديد من الدول.
وبلادنا الآن بسبب العدوان السعودي الأمريكي الظالم، تتعرض لقصف وقتل وتدمير على مدار الساعة، وفي كل أنحاء البلاد، وينتج عن ذلك حرائق كبيرة، تلتهم الأخضر واليابس، وتتسبب في إصابات بليغة، وحروق جسيمة، وأصبحنا نرى العشرات من المصابين الذين تحتل إصابات الحروق لديهم نسبة عالية، وقد ضجت المستشفيات وامتلأت بمرضى إصابات الحروق، ومع الأسف لا توجد أماكن مخصصة لمعالجة مرضى الحروق إلاّ وحدة الحروق بالمستشفى الجمهوري بصنعاء، وهي في حد ذاتها وحدة صغيرة، محدودة الإمكانات، وبالتالي أصبح عبء هذا النوع من الإصابات عبئا كبيرا جدا على المواطن والقطاع الصحي في البلاد، وذلك لشحة الإمكانيات، وقلة عدد الكوادر المتخصصة، وازدياد أعداد المصابين بهذا النوع من الإصابات، والتكلفة الباهظة لعلاج الحروق.
ولعله يجدر بنا في هذا المقال أن نذكر أن قدرا هاما من تفاقم العبء الناجم عن إصابات الحروق، سواءً من حيث عدد الإصابات أو شدتها، يرجع جزء كبير منه إلى جهل عموم الناس وكذلك المسعفين بالطرق السليمة في التعامل مع إصابات الحروق، خصوصا تلك الحروق التي تنتج عن مواد كيميائية حارقة قد تشتمل عليها القنابل المستخدمة في العدوان على البلاد.
الحروق إذًا من أخطر أنواع الإصابات والجروح، وأسبابها متعددة، فمن أسبابها الحرارة الشديدة، سواءً بالتعرض المباشر للهب والحريق، أو بسبب الهواء والدخان الساخن في مكان الحريق، أو بسبب التعرض لموادٍ أو سوائل حارة، ومن أسباب الحروق التعرض للمواد الكيميائية الحارقة مثل الأحماض أو القلويات المركزة، ومن أنواع الحروق أيضا الحروق الناجمة عن التعرض لكهرباء ذات ضغط فولتي عالٍ، وتجدر الإشارة إلى أن الحروق الناجمة عن المواد الكيميائية الحارقة، أو الكهرباء، تكون عادة أشد خطرا عن تلك التي تنجم عن التعرض للحرارة المرتفعة.
تصنيف الحروق:
أولا: بحسب عمقها في ثخن الجلد وسمكه كما في الصورة:
1- حروق من الدرجة الأولى وهذه تشمل القشرة العليا لسطح الجلد، وتظهر على شكل احمرار.
2- حروق من الدرجة الثانية، وتشمل البشرة وجزء من الأدمة، وتنجم عنها فقاعات مائية بين البشرة والأدمة.
3- حروق من الدرجة الثالثة وفي هذه الدرجة من الحروق تصاب كل طبقات الجلد، يعني الجلد بكامل سمكه وثخنه قد احترق. ومن البديهي أن هذه الدرجة من الحروق هي أشدها خطرا.
ثانيا: تصنيف الحروق بحسب مساحة المنطقة المحروقة من الجلد، وتستخدم هنا قاعدة تسعة لتقدير المساحة المحروقة من سطح الجلد كما في الرسم المرفق، ومن الشكل يتضح في الشخص البالغ أن الذراع كاملا يساوي 9% من مساحة سطح الجسم، وكذلك الرجل كاملة تساوي 11 % من مساحة سطح الجسم. ومثلاً حرق يشمل نصف مساحة الرجل فإنه يساوي 9% من مساحة سطح الجسم.
مخاطر الحروق ومضاعفاتها للحروق مخاطر ومضاعفات عديدة أهمها:
1- تسرب السوائل من المناطق المحروقة، وهذا في الحروق ذات المساحة الكبيرة قد يؤدي إلى نقص حاد في السوائل في الجسم، وحدوث صدمة وانهيار للدورة الدموية.
2- ظهور العدوى والالتهابات البكتيرية، فالجلد يحمي الجسم من العديد من الميكروبات الضارة، وحدوث حروق كبيرة يؤدي إلى تعرض الجسم للعدوى والالتهابات الخطرة.
3- التسمم من الغازات المصاحبة للحريق، وخصوصا غاز أول أكسيد الكربون الذي يمنع اتحاد الأكسجين مع مادة الهيموجلوبين في كريات الدم الحمراء، وهذا يؤدي إلى نقص حاد في وصول الأكسجين إلى أنسجة الجسم، مما قد يؤدي إلى الوفاة.
4- حروق الجهاز التنفسي من الداخل )الحروق الاستنشاقية( نتيجة لاستنشاق الهواء الساخن والغازات الحارة، وهذه تسبب التهابات خطرة في الجهاز التنفسي، وأشدها خطراً حروق مجرى الهواء العلوي في منطقة الحنجرة وحولها، هذا يؤدي إلى احتقان وتورم كبير مما يؤدي إلى انسداد مجرى الهواء وحدوث اختناق ونقص في الأكسجين يؤدي إلى الوفاة. تجدر الإشارة إلى أن حروق الجهاز التنفسي من أشد المضاعفات الناتجة عن الحروق، ويجب أن يُسعف المصاب فورا إلى المستشفى حتى وإن بدا المصاب في حالة جيدة، إذا ظهرت فيه علامات تُر جّح حدوث حروق في الجهاز التنفسي، كظهور اسوداد حول الفم أو الأنف، فالمصاب قد يبدوا في حالة جيدة ولكن بعد مرور ساعات يزيد الاحتقان في منطقة الححنجرة وقد يحدث بعدها انسداد لمجرى الهواء العلوي بشكل سريع وخطير.
5- حدوث تشوهات وإعاقات قد تكون دائمة.
د. جمال محمد هاشم الشهاري.
استشاري الجراحة العامة
استشاري جراحة الثدي والغدد.
التعبئة الصحية

قد يعجبك ايضا