زيد والفساد المستشري والفاسدين والمفسدين

عبده مسعد المدان

الوزير حسن زيد الذي اجمع الغالبية على مهاجمته عند سماع تعيينه كوزير للشباب والرياضة من منطلق أن لا علاقة له بالرياضة وهو بعيد كل البعد عنها كونه رجل حزبي وسياسي وخلافاته السياسية كثيرة حتى مع الذين ينتمون إلى الحزب الذي يرأسه وهو حزب الحق، هذا الوزير يريد أن يقلب الطاولة على كل من هاجموه ويؤكد لهم أنه أهل للمنصب وسيحدث التغيير الايجابي وسيكون علامة نجاح في الشأن الشبابي والرياضي وسيثبت أنه أفضل من توقعاتهم ومهاجماتهم وهو يتولى لأول مرة مسؤولية مهمة كوزير تنفيذي بعد أن كان في حكومة الوفاق 2012م وزير دولة فقط، ومن هنا فقد بدا عمله في الوزارة بلقاءين اثنين مع قيادات ومسؤولي الوزارة وظل مركزا على الفساد المستشري في الوزارة وبالأخص في قطاع الرياضة والذي يعرفه الصغير والكبير وخاصة في الفترة الأخيرة التي تحول فيها القطاع إلى أداة رئيسية ووسيلة وحيدة لاستنزاف أموال صندوق النشء والشباب لكثير من الأندية والاتحادات التي تنهب الملايين ولا تنفذ نشاطات ولا فعاليات وبعضها ينفذ نشاط شكلي وسفري من اجل إخلاء ملايين ويستمر الفساد ويتكرر بدون أن يتم محاسبة القائمين على القطاع والاتحادات والأندية وتعريضهم للمساءلة بل يتم دعمهم وتجاهل البلاغات والشكاوي وما يكتبه الصحفيين في الصحف والمواقع لان المنافع المتبادلة تمنع إجراء أي إصلاحات وتغييرات إلى الأفضل، وهاهو الوزير الجديد حسن زيد يتكلم عن فساد مستشري وانه يجب استئصاله وهذا دليل واثبات دامغ على وجود الفساد والوزير الجديد لن نلمس له العذر مادام وقد عرف وأيقن بوجود فساد وقال انه يجب أن يستئصل فلا نريده بعد شهر أو أشهر يدعي انه لا يعرف شيء وانه جديد على الوزارة ويتهرب من تحمل المسؤولية وكأنه صرح بذلك لكي يخوف الفاسدين ويوجه رسالة لهم بما يجب أن يفعلوه قبل أن يقتلعهم أو انه كان بالفعل يريد ان يصلح ويقضي على الفساد ووجد نفسه قد ذاب وانصهر مع المغريات التي تنهال من كل جانب في وزارة لديها صندوق يجني المليارات وبعد ذلك تضيع التصريحات وتظهر التبريرات فنحن في مرحلة حساسة وخطيرة ولا تحتمل أي إجراءات تصحيحية ومن الضروري نعطي فرصة إلى آخر المبررات التي استبعد أن يستخدمها حسن زيد لينسى ما قاله ويقع في شباك الفاسدين والمفسدين فمادام وقد نشر في صفحته بالفيسبوك انه لا يملك رصيداً بنكياً ولا عقاراً ولا سيارات فهو صريح وغير متخوف وقطع عهد على نفسه أن لا يكون فاسداً وإذا كان كذلك بالفعل وهو ما نتمناه ونتوقعه فهو لن يبقي على الفاسدين والمفسدين وسيقتلعهم والأيام قادمة سيتضح كل شيء ولن نستعجل.

قد يعجبك ايضا