للنخب المستنيرة
عبدالفتاح علي البنوس
أيها المثقفون ، أيها الإعلاميون، أيها الأكاديميون، أيها الكتاب والأدباء وقادة الرأي ، أيها النشطاء السياسيون والحقوقيون والمدنيون ، أيتها النخب المستنيرة في وطننا الحبيب ،أنتم صفوة المجتمع و مشاعل التنوير فيه، أنتم القدوة والمثل لبقية أفراد الشعب ، وأنتم الثروة التي يعول عليها الوطن للعبور به إلى آفاق التطور والتقدم والرقي ، فكونوا عند مستوى ظن الشعب بكم وعند مستوى المسؤؤلية المنوطة بكم والأدوار التي ينبغي أن تقوموا بها بحكم مواقعكم وتواجدكم في أوساط المجتمع ، فأنتم قادة التغيير ومن تمتلكون سلاح التأثير والإقناع، هذا السلاح الهام الذي يجب أن يكون موجها لخدمة الصالح العام ومركزا للانتصار للوطن والشعب وخصوصا في ظل العدوان والحصار المفروض على شعبنا ووطننا والمؤامرات التي تحاك من قبل الغزاة والمحتلين تحت عناوين وشعارات خرقاء كاذبة ومفضوحة للتغطية على الأهداف والغايات الخبيثة المراد تمريرها .
من العار والمهانة أن نجد من النخب المستنيرة سالفة الذكر وهم يساندون العدوان ويقاتلون إلى صفه ويساندونه بالأقوال والكتابات والتصريحات والأفعال ويعملون على استجلاب الغزاة والمحتلين للسيطرة على وطنهم وذلك تلبية وخدمة لمصالح حزبية وسياسية ، ويشرعون للعدوان والحصار والقتل والخراب والدمار لذات الأسباب ويسوقون للأكاذيب والشائعات ويعملون على تزييف الوعي الجمعي لأبناء المجتمع اليمني ، قمة الألم عندما تستمع لأستاذ جامعي وهو يدافع عن آل سعود ويبرر لجرائمهم ومذابحهم في حق أبناء شعبه ، ومنتهى الحسرة أن تشاهد هذا الناشط الإعلامي أو السياسي أو الحقوقي وهو منبوذاً في العراء جثة هامدة أثناء مشاركته في قتال أبناء شعبه إلى صف الغزاة والمرتزقة ، وهوان ما بعده ولا قبله عندما تشاهد ابن بلدك على فضائيات العدوان مؤيدا ومساندا وجاسوسا منافحا عن الجلاد ومحملا الضحية مسؤولية تعرضها للإبادة بالقتل والحصار .
ما قيمة الشهادة التي تحملها وأنت لا ترتقي بفكرك ووعيك وعقلك بما يتناسب معها دونما تحيز أو تعصب وخصوصا وأنت تتجرع غصص العدوان وتعاني من تداعيات الحصار وقد تكون ممن طالهم الضرر المباشر جراء ذلك ؟! هل سينفعك حزبك يوم القيامة ؟! ماذا ستقول عندما تأتي وأنت شريك في قتل عشرات الآلاف من إخوانك الأبرياء ؟! وما قيمة المكانة التي تحتلها وأنت وضعت نفسك في قائمة الخونة والعملاء والمرتزقة ؟! كيف بك وأنت تشاهد أبناء قريتك ومدينتك بل وأقاربك تقصف منازلهم وتدمر فوقهم وهم نيام بقصف طائرات آل سعود وأنت ترفع شعار شكرا سلمان وتمد يديك لماله المدنس مقابل خيانتك وعمالتك ؟! أي أرض ستأويك؟ ! وأي مجتمع سيقبل بكم وبعودتكم للإقامة فيه ؟!
بالمختصر المفيد قيمة كل إمرئ ما يحسنه ومن باع نفسه وأهله ومجتمعه ووطنه وأرضه من السهل عليه بأن يبيع عرضه مهما كان مركزه ومهما كانت مكانته فهو مركز تافه وهي مكانة حقيرة تلك التي تكون ضد الوطن والشعب ومسخرة لخدمة الأعداء ، ومن رضي بالعدوان وسانده لا يساوي شسع بيادة فرد من أبطال الجيش واللجان الشعبية الذين يذودون عن حمى الوطن ويتصدون للغزاة والمحتلين ومرتزقتهم، والشكر والتقدير والثناء للنخب الوطنية المستنيرة الواقفة بثبات لمواجهة العدوان وكشف وفضح جرائمه وأكاذيبه وتعريته وتعزيز الصمود والثبات في أوساط الشعب في مواجهة الشيطان الأكبر وقرونه .
هذا وعاشق النبي يصلي عليه وآله